اقتصاد

في ذكراه الثالثة.. “بريكست” يكلف 100 مليار جنيه استرليني

أجرت “بلومبيرغ إيكونوميكس” بحثاً كشفت فيه أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” يكلف اقتصادها 100 مليار جنيه استرليني سنوياً (124 مليار دولار) مع آثار تمتد إلى كل شيء من الاستثمار في الأعمال التجارية إلى قدرة الشركات على توظيف العمال.

ويرسم البحث صورة قاتمة للضرر الذي أحدثته الطريقة التي نفذت بها حكومة المحافظين عمليه الخروج بعد ثلاث سنوات من “بريكست”.

واشارالاقتصاديان آنا أندريد ودان هانسون إلى أن الاقتصاد البريطاني تقلص بنحو 4% مما كان عليه قبل الخروج من الاتحاد الأوروبي مع تأخر الاستثمار في الأعمال بشكل كبير واتساع النقص في العمالة المتأتية من منطقة الاتحاد الأوروبي.

وقدر الاقتصاديان أن عدد العاملين من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة يقل بمقدار /370/ ألفاً عما كان يمكن أن يكون عليه الحال لو بقيت بريطانيا في السوق الموحدة.

فرصة هائلة

ودافع رئيس الوزراء البريطاني “ريشي سوناك” عن “بريكست”  واعتبره فرصة هائلة في الذكرى الثالثة لانفصال المملكة المتحدة التاريخي عن الاتحاد الأوروبي التي تحل الثلاثاء وسط أجواء من الإحباط ما بين أزمة اجتماعية وندم متزايد.

وأضاف صندوق النقد الدولي الثلاثاء خبراً جديداً لسلسلة الأخبار السيئة معلناً وفقاً لآخر توقعاته أن البلاد ستكون هذا العام الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي سيعاني من ركود مع انكماش اقتصاده بنسبة 0,6% حتى روسيا التي هي في حالة حرب وتخضع لعقوبات ستسجل نمواً.

وأكد ريتشارد هولدن المسؤول الحكومي على قناة “سكاي نيوز” أن البلاد قادرة على تجاوز هذه التوقعات كما سبق وفعلت.

وقال وزير المال جيريمي هانت في بيان: إذا التزمنا بخطتنا لخفض التضخم إلى النصف يفترض ان تسجل المملكة المتحدة نموا أسرع من ألمانيا واليابان في السنوات القليلة المقبلة.

من جهتها تقول صوفي لوند-ييتس المحللة في هارغريفز لانسداون: إن المملكة المتحدة تواجه مشاكل محددة لا سيما فواتير طاقة أعلى من أي مكان آخر تؤثر على موزانة الأسر أو حتى مشكلة كبيرة في اليد العاملة تعود لبريكست ولكنها تفاقمت بسبب وباء كوفيد.

وسجلت المملكة المتحدة  منذ أشهر تضخماً تجاوز 10% وتحركات اجتماعية. والأربعاء ستنظم إضرابات غير مسبوقة منذ /10/ سنوات خصوصا في التعليم والنقل العام.

تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء على داوننغ ستريت العام الماضي وإيرلندا الشمالية مشلولة سياسياً بينما تحاول لندن إقناع بروكسل بإعادة النظر في وضع الإقليم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ورغم الوعود بمراقبة الحدود والخطط المتتالية لمكافحة الهجرة فإن عمليات العبور غير الشرعية للقناة تزداد باستمرار بعد أن تجاوزت 45 الف مهاجر العام الماضي.

الندم على بريكست

 في سياق متصل أجرى معهد “ايبسوس” الاثنين استطلاعاً  أظهر أن  45% من البريطانيين يعتقدون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يسير كما كان متوقعاً مقابل 28% فقط في يونيو (حزيران) 2021 فيما يرى 9% فقط عكس ذلك.

إلى ذلك سعى رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك الذي يصادف الخميس مرور /100/ يوم على وصوله الى داونينغ ستريت رغم كل شيء للدفاع عن حصيلة بريكست.

وقال في بيان: لقد أحرزنا تقدما كبيرا من خلال تسخير الحريات التي وفرها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لرفع تحديات الأجيال. وأضاف: أنا مصمم على أن تستمر فوائد بريكست في تمكين الأفراد والشركات في جميع أنحاء البلاد.

وشدد البيان الصادر عن داونينغ ستريت على الفرصة الهائلة للخروج من الاتحاد الأوروبي لا سيما لنمو الاقتصاد البريطاني.

 ويستشهد بإنشاء موانئ حرة ومناطق تعتبر خارج المنطقة الجمركية للبلاد وبالتالي تستفيد من الضرائب الميسرة والآفاق التي فتحت حسب قوله بفضل بريكست.

نقص اليد العاملة

في اسكتلندا لم يتم التخطيط لاحتفال رسمي بمناسبة هذه الذكرى السنوية بل ندد الانفصاليون في السلطة بكارثة يتم التخطيط لمسيرة مؤيدة لأوروبا.

وكانت المملكة المتحدة  قد أنهت  في 31 يناير (كانون الثاني) 2020 عضوية استمرت في الاتحاد الاوروبي /47/ عاماً وبعد فوز بوريس جونسون الساحق في الانتخابات اسدل الستار على أربع سنوات من الانقسامات السياسية التي أعقبت صدمة استفتاء عام 2016 ثم بدأت فترة انتقالية من تسعة أشهر مع التوصل في اللحظة الاخيرة لاتفاقية تجارة حرة وصفها بوريس جونسون بهدية عيد الميلاد.

بعد ثلاث سنوات بقيت الأضرار الاقتصادية موجودة حتى لو أدت جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا إلى تفاقم الوضع إلى حد كبير.

ووفقاً للهيئة العامة لتوقعات الموزانة فإن بريكست سيقلل من حجم الاقتصاد البريطاني بنحو 4% على الأجل البعيد.

وقد نأت المملكة المتحدة بنفسها عن شريكها الاقتصادي الرئيسي الذي تستورد منه جزءاً كبيراً من الأغذية التي تستهلكها وتفاقم النقص في اليد العاملة بسبب صعوبة استقدام عمال أوروبيين ومع ذلك لا مجال للعودة إلى الوراء حتى بالنسبة للمعارضة العمالية التي تتقدم بشكل كبير في استطلاعات الرأي بعد أقل من عامين من الانتخابات التشريعية المقبلة.

وأشار زعيم حزب العمال كير ستارمر الحريص على التخلص من ماضيه المناهض لبريكست إلى أن برنامجه لا يدعو إلى العودة إلى الاتحاد الأوروبي بعد ان تمت تسوية القضية لكنه يريد تحسين العلاقات مع بروكسل.

ولا يزال ملف إيرلندا الشمالية يسمم العلاقات مع بروكسل حيث تحاول لندن تصحيح الوضع بعد بريكست وإنهاء المأزق السياسي الذي يعيق الاستعدادات للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاتفاق السلام مع ايرلندا الشمالية.

وكان الاتفاق قد أنهى في أبريل (نيسان) 1998 ثلاثة عقود من النزاع.

المصدر: وكالات

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى