في اليوم العالمي للشعر.. “محمود درويش” صاحب المبادرة الأولى

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للشعر، والذي يوافق 21 مارس من كل عام، لإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار بأن يستمع لها في مجتمعاتها المحلية، وعلاوة على ذلك فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر، واعتمد المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو، خلال دورته الثلاثين المنعقدة في باريس عام 1999، ولأول مرة، يوم 21 مارس اليوم العالمي للشعر بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرص أكثر لاستخدامها في التعبير، ويعتبر اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفوي للأمسيات الشعرية.
وظهرت فكرة الاحتفال بيوم الشعر العالمي لأول مرة خلال مهرجان ربيع الثقافة الفلسطينية في مايو 1997، حين أطلق الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، بالإضافة إلى الشاعر عز الدين المناصرة، والشاعرة فدوى طوقان، نداء إلى مدير عام اليونسكو آنذاك، فيديريكو مايور، طالبوا فيه بضرورة تسمية يوم عالمي خاص بالشعر.
في عام 1998م، قدم عدد من المثقفين الغربيين طلباً رسمياً للمنظمة، حتى أعلنت موافقتها رسمياً عام 1999م، ووفقاً لما ذكرته “اليونسكو”، وقبل ذلك كان يحتفى باليوم في شهر أكتوبر، ففي نهايات القرن العشرين احتفل العالم به في 15 أكتوبر، وهذا اليوم يصادف ذكرى ميلاد ورجيليوس الملحمي الروماني، وعليه فقد حافظت العديد من الدول على هذا التقليد، بالاحتفال باليوم الوطني للشعر، أو اليوم العالمي للشعر في أكتوبر.
وكان الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر والعودة إلى التقاليد الشفهية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى، مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها، كما أن الهدف منه أيضاً دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لا ينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلاً قديماً من أشكال الفن.
ووفقاً لمنظمة اليونسكو فالشعر هو أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما يعتبران أغنى ما تمتلكه الإنسانية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ أنه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فالشعر يحول كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام.
وتشجع اليونسكو الدول الأعضاء على القيام بدور نشط في الاحتفال باليوم العالمي للشعر وبالمشاركة الإيجابية للجان الوطنية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المعنية الخاصة منها والعامة مثل: المدارس والبلديات والمجمعات الشعرية، والمتاحف والروابط الثقافية، ودور النشر، والسلطات المحلية وغيرها.
ووفقاً للأمم المتحدة فللشعر أثر كبير في تعزيز إنسانيتنا المشتركة بجزمه أن جميع الأفراد- في كافة أرجاء العالم- يتشاطرون ذات التساؤلات والمشاعر، كما أثبت الشعر الذي يعد حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية – على مر العصور- قدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقاً للثقافات المتنوعة.