إضاءاتالعناوين الرئيسية

في المشهد الدرامي … أحمد علي هلال

 

لعل أحدنا سيتساءل غداة انتهاء الموسم الرمضاني الدرامي بمفارقاته وأحداثه ونهاياته المفارقة للمتوقع:
تُرى هل تفوقت الدراما السورية على ذاتها –هذا الموسم- وفارقت ما ألفه مشاهدها؟ لا سيما في طرحها لقضايا عبر الدراما، وهل عادت الصورة الدرامية أكثر قدرة على استنهاض أسئلة تخص النصوص بكثير من الجدية. بصرف النظر عن قدرتها أن تحاكي الصورة الأبقى في وجدان هؤلاء المتلقين، الذين اعتادوا أن يروا فيها طبقاً رمضانياً إضافياً، عله يشبع العين قبل الأذن، ويذهب بخيارات التلقي إلى مسارات مضبوطة ومحكومة في المفاجآت وكسر أفق التوقعات..

بالمقابل ستذهب أسئلة أخرى إلى بناء الشخصية وكيف تفوقت بعض هذه الشخصيات على ذاتها، ليس خروجاً عن النص بقدر ما هو إعادة تأليف له، فضلاً عن أن التقاط القضايا لن يمر عبر مخيلة كاتب ومخرج فحسب، أو كما يقال صنّاع الدراما، سيكون أكثر من إعادة إنتاج لذلك المألوف مثلاً على مستوى أعمال البيئة، وتحرير الشخصية الدرامية كما مقولاتها من ما هو نمطي وساذج ولا يضيف جديداً!.

في المشهد الدرامي… يمكن القول بكثير من الجدية أمام استحقاقات هذا المشهد، تعويلاً على النصوص والرؤى الإخراجية مضافاً إليها القدرات الأدائية المدهشة التي ميزت أداء النجوم الكبار، وتقمصهم لأدوار إشكالية بإمتياز، ستبقى طويلاً في الذاكرة ليس بوصفها أيقونات درامية بل أكثر من ذلك بوصفها أنموذجاً لمثلث الإبداع الدرامي بعيداً مرة أخرى عن مناقشة ثيمات تلك الأعمال، والتي حملت جرعة كبيرة من عنف الصورة وضراوة المتخيل، ذلك أنها ليست تمثيلاً للواقع أو إعادة إنتاج له.

المسألة بزعمنا أبعد من ذلك بمعنى صياغة الثقافة الدرامية المختلفة والتي تحاكي واقعاً بعينه لكنها تفارقه بوعي، وبما لا يفرط بالفن وأسئلته ارتقاءً بذائقة الجمهور، وفي هذا السياق علينا أن نتساءل لماذا غابت الكوميديا عن الكثير من الأعمال إلا إذا كان الواقع أكثر تجهماً، ما خلا بعض اللمحات الخاطفة في بعض الأعمال، فمازالت الدراما هي الصناعة الثقيلة، صناعة الوعي أولاً قبل أن تكون محاكاة غير محسوبة النتائج يقوم بها من ظلوا في ظلال الشارع الدرامي.
.

*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا

.
صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى