كاسك يا وطن

فواز خيّو .. لعنة الفراعنة .. وبوقعقور .. وبومالحة ..

أحمد حمادة  ..

|| Midline-news || – الوسط  ..

عُينت في قسم الأخبار بجريدتي عام 1994 فتصبحت بوجه صحفي منتوف ومغضوب عليه من الإدارات المتعاقبة هو الزميل الرائع فواز خيّو .
كان عصبياً ويراه الكثيرون فوضوياً ، وكانت ساعات عمله مليئة بالحروب والخصومات وقبلها بالصداقات ، التي كنتُ أول حبات عقدها ، لأنه كان يمثل لي نسق الأدب والطيبة ونظافة اليد والقلم والقلب والسريرة وبعد النظر والرؤية السليمة .
عُيِّنَ فواز عام 1985 في مطابع الجريدة كعامل كهربائي ، فـ ” كنطك ” المحيط كله بتميزه ، فقد كان كاتباً مميزاً وصدرت له مجموعة شعرية بعنوان سفر في الجنون ، وكانت تستهويه الكتابة الساخرة فنقل إلى التحرير الصحفي لاجتهاده ، وكان الكثير من القراء يتابعون جريدة الثورة ليقرؤوا زاوية أبجد هوز التي ارتدت هويته كما جاء في عينات الاستبيانات آنذاك .
حارَبَتهُ كل الإدارات المتعاقبة بحجة أنه جاء من المطبعة ، فكلما كان رفاقه يطالبون بحقوقه وضرورة تسلمه منصباً صحفياً أو إيفاده إلى الخارج لأنه خير من كتب الزاوية الساخرة والمقالة الأدبية فإن الأصوات الرافضة لذلك تعلق خيباتها على ذاك المشجب ، وظفر فواز أخيراً بإيفاد خارجي ولمرة واحدة لكنه كان إلى العراق بعد غزوه وفوضاه الهدامة فتندر ضاحكاً : ” إنهم يريدون أن يتخلصوا مني ” .
عاش فواز في الجريدة أكثر من ثلاثة عقود ثم استقال منذ أسابيع دون أن يتسلم أي منصب إعلامي في حياته بسبب تلك الذريعة إلا من رئاسة جمعية ” أزواج بلا حدود ” كما يمزح هو ، مع أن رؤساء ومدراء تحرير ورؤساء دوائر وشعب كثيرين تسلموا مناصبهم بعد أن قدموا من المطبعة ذاتها ومن دوائر التدقيق اللغوي والشؤون الإدارية وغيرها ، وبعد أن اجتهدوا على أنفسهم بأقل مما اجتهد فواز لكنه اجتهاد المسؤولين لإصدار قرارات تقليدهم تلك المناصب.
كم أسخر اليوم حين أرى ما حلّ بفواز من ظلم مادي ومعنوي بسبب ذريعة واهية وأنا أحصي على مدى السنوات العشرين الأخيرة عشرات الزملاء من مدراء عامين ورؤساء تحرير ورؤساء دوائر وأقسام وشعب ليس في جريدتي فقط بل في كل مؤسسات الدولة الإعلامية وقد جاؤوا من أقسام أقل من المطبعة، مع احترامي الشديد لأحبتنا العاملين في جميع المهن ومع تقديري لكل من تعب ودرس وأكمل تعليمه وكوّن نفسه وأصبح في قمة الهرم.
لكن عزائي الوحيد أني أُمنّي نفسي وأقول المشكلة كلها كانت تكمن بفواز وليس بالإدارات، يا أخي كنت ما ولدت بزمن الفراعنة، كنت ولدت بزمن متأخر قليلاً يعني مثل زمن (الخربة) وتوظفت بالعشر سنين الأخيرة مثل غيرك كانت لحقتك طرطوشة قريِّر من هذه القرارات، ولا أسا مو عاجبتك العيشة بزمن بوقعقور وبيت بو مالحة؟.
مع كل التحية والمحبة والمودة لأبي سرجون الذي عشنا برفقته أكثر من عيشنا مع أهلنا وخبرنا نقاءه كينبوع قريتنا.

المادة من الصفحة الشخصية للأستاذ أحمد حمادة

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى