غينيا دولة فقيرة في غرب إفريقيا رغم ثرواتها الطبيعيّة الكبيرة

|| Midline-news || – الوسط …
شهناز بيشاني:
غينيا: رسمياً جمهورية غينيا، هي بلد يقع في غرب أفريقيا. كانت تعرف بغينيا الفرنسية ، أحياناً يطلق عليها اليوم غينيا-كوناكري للتمييز بينها وبين جارتها غينيا-بيساو وجمهورية غينيا الاستوائية.
العاصمة: كوناكري
يبلغ سكان غينيا حوالى 14.862.924 نسمة.. أغلبهم من الأفارقة السود. وينتمي حوالى 85% منهم إلى إحدى السلالات العرقية الرئيسية الثلاث. أكبرها الفولانيون أو البيول. يعيش معظمهم في إقليم الهضبة الوسطى والمسماة فوتا جالون. والجماعة الكبيرة الثانية هي المالنكيون وهي تحتل جزءًا كبيرًا من شمال شرقي غينيا، خاصة مدن كانكان، وكوروسا وسيجويري. وثالث هذه الفصائل هي جماعة السوبسو، وهي تعيش على امتداد ساحل غينيا. وتمثل الجماعات العرقية السوداء الصغيرة معظم ماتبقى من سكان غينيا.
والفرنسية هي اللغة الرسمية في غينيا. ولكن معظم الشعب يتحدث إحدى اللغات الإفريقية الثماني في البلاد. ويشكل المسلمون نحو 85% من السكان والنصارى 1% معظمهم من الكاثوليك. والنسبة الباقية تتبع الديانات الإفريقية التقليدية.
النظام السياسي: جمهوري
تاريخ الاستقلال: 2 أكتوبر/تشرين الأول 1958 (عن فرنسا)
ويتطابق التاريخ الكامل لغينيا المستقلة مع أربع رئاسات: أحمد سيكو توري بين عامي (1958-1984) ، وأولئك الذين وصلوا على السلطة على رأس مجموعة كونتي العسكرية (1984-2008) ، ومن وصل الحكم على رأس مجموعة كامارا العسكرية (2008 -2009)، وزعيم المعارضة ألفا كوندي، المنتخب في انتخابات توفيقية منذ عام 2008.
العملة: الفرنك الغيني.
وغينيا بلد فقير ولكن بها إمكانات كبيرة لتحسين الأوضاع الاقتصادية بسبب مواردها الطبيعية الوفيرة. ويعتمد اقتصادها على الزراعة والتعدين. ولدى غينيا احتياطي كبير من البوكسيت وهو معدن يستخرج منه الألومنيوم.
كانت غينيا مستعمرة فرنسية منذ أوائل القرن التاسع عشر الميلادي حتى عام 1958، حيث حصلت على استقلالها.
الموقع : تقع غينيا في قارّة أفريقيا، وتُغطّي مساحة 245.717 كيلومتراً مربعاً من البر، وما يُقارب 140 كيلومتراً مربعاً من المياه، وتشارك حدودها البرية مع ستة دول وهي مالي، وساحل العاج، وسيراليون، وغينيا بيساو، والسنغال، وليبيريا، وقد حصلت غينيا على استقلالها عام 1958م.
كوناكري عاصمة غينيا، وهي أكبر مدينة، ومنطقة حضريّة في دولة غينيا المستقلّة، وتقع على ساحل غينيا في المحيط الأطلسي، وتضم موانئ أساسيّة، كما تشتهر بكونها المركز الاقتصادي، والمالي، والثقافي للدولة، وترتبط العاصمة بجزيرة تومبو عبر جسر بطول 300 متر، وتشتهر العاصمة بتصدير الموز، والبرتقال، والأناناس، والقهوة، وإنتاج النخيل، والأسماك وغيرها
جغرافية غينيا: تتكون غينيا جغرافياً من سهل ساحلي، ومنطقة جبلية، ومنطقة السافانا الداخلية بالإضافة إلى الغابات التي تقع في مرتفعاتها، وتُعد جبل نيمبا الأعلى في البلاد، إذ يبلغ ارتفاعه 1752 متراً.
– ثروات غير مستغلة –
تعتبر غينيا واحدة من الدول الرائدة في إنتاج البوكسيت وتملك مناجم للحديد والذهب والماس والنفط.
وما زالت الزراعة تشكل قطاع الوظائف الرئيسي.
وشهدت البلاد نموا نسبته ستة بالمئة في 2018 / و6,2 بالمئة في 2019، كما يقول بنك التنمية الإفريقي، بفضل الزيادة في الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع التعدين وبعض التحسن في إنتاج الكهرباء.
وفي 2020، وبسبب وباء فيروس كورونا المستجد، توقع بنك التنمية الإفريقي في نيسان تباطؤ النمو إلى 1,4 بالمئة في أفضل الأحوال أو حتى انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 1,8 بالمئة.
وتعاني غينيا من الفساد (المرتبة 130 من أصل 180 دولة حسب منظمة الشفافية الدولية) ومن تفاوت طبقي كبير.
ويعيش أكثر من 55 بالمئة من السكان (13,6 مليون شخص في 2019) تحت خط الفقر. بحسب البنك الدولي، لا يحصل الكثير منهم على الكهرباء والمياه الجارية.
تاريخ غينيا: تشير الأدوات الحجرية الموجودة في أماكن متعددة إلى أن الإنسان عاش في هذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ. ومن المحتمل أن الناس قد هاجروا إلى غينيا من إقليم الصحراء منذ نحو 2000 سنة ق.م. والسكان الأوائل في فوتا جالون ومرتفعات غينيا كانوا يعملون بحرفة الصيد. وبحلول القرن الحادي عشر قبل الميلاد بدأ السكان في تربية المواشي وزراعة المحاصيل. وقد حلت الزراعة محل الصيد بدرجة كبيرة.
وقد وقعت أجزاء من غينيا تحت سيطرة عدة إمبراطوريات في الفترة من القرن الحادي عشر الميلادي إلى القرن السادس عشر الميلادي. وقد أصبحت إمبراطورية مالي التي أسسها المالنكيون أقوى دولة في المنطقة بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين.
انتقل الفولانيون من الشمال إلى غينيا بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر الميلاديين. وقد أعلن المسلمون من الفولانيين والمالنكيين الجهاد ضد غير المسلمين من الفولانيين والمالنكيين في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي وأحكموا سيطرتهم على منطقة فوتا جالون.
امبراطورية واسولو:
امبراطورية واسولو (استمرت 1878-1898) امبراطورية في غرب أفريقيا بُنيت على فتوح حاكم ديولا ساموري توري ودمرها الجيش الاستعماري الفرنسي.
كون ساموري توري امبراطورية إسلامية من قبائل الماندنجو التي نجح في توحيدها تحت زعامته. ولم تذكر لنا المراجع اذا كان ساموري قد اعتنق احدى الطرق الصوفية التي انتشرت في غرب افريقيا، ولكن من المؤكد أنه كان من ضمن الزعماء الأفارقة الذين أعلنوا الجهاد ضد الوثنيين ثم الفرنسيين بعد ذلك.
وقد لعب ساموري دورا كبيرا في غرب أفريقيا واصطدم بالفرنسيين ودام الصراع بين الطرفين أكثر من عشرين عاما نجح ساموري خلالها في بث الفزع والرعب في قلوب الفرنسيين حتى أن كثيرا من الكتاب الفرنسيين وصفوه بأنه دموي متعطش للدماء، بينما وصفه بعض القادة الفرنسيين بأنه من أمهر القادة العسكريين حتى شبهه القائد الفرنسي بيروز بأنه بونابرت السودان
الفترة الاستعمارية
سُكنت أراضي غينيا منذ أقدم العصور، وفي أوائل القرن الخامس عشر تعرضت لهجمات تجار الرقيق الپرتغاليين وأصبحت هدفاً للأطماع الاستعمارية. وضعت تحت الحماية الفرنسية عام 1849، وما لبثت فرنسا أن أعلنتها جزءاً من مستعمرات غربي أفريقيا عام 1904. وكانت فرنسا تعدّ هذه المستعمرة جزءاً منها، فسعتْ إلى إنشاء طبقة غينية تتبنى الثقافة الفرنسية وتخدم مصالحها.
وبعد الحرب العالمية الثانية أصبحت هذه المستعمرة جزءاً من الكيان السياسي الذي حمل في البداية اسم فرنسا ما وراء البحار، ثم اسم مجموعة الشعوب الفرنسية، التي ضعفت فيها الروابط، وبدأ قسم منها يتحول إلى دول مستقلة، وكان لغينيا السبق في ذلك، إذ كانت أول مستعمرة فرنسية على الساحل الغربي لإفريقيا تعلن استقلالها كاملاً، بزعامة أحمد سيكو توري صاحب الكلمة الشهيرة: «لو تخلّى كل العرب عن القضية الفلسطينية ما تخلينا عنها».
واجهت جمهورية غينيا في بداية مرحلة الاستقلال صعوبة في إزالة تأثيرات الاستعمار السياسية والاقتصادية، إلا أن الغينيين ممثلين بزعائمهم الوطنيين كانوا مصرِّين على الاستقلال التام ضمن حدود وحدة سياسية تضم الغينيين المنتشرين في غربي إفريقيا كلهم، ومن أجل ذلك قامت غينيا الفتية بمحاولات عدة لإنشاء ولايات أفريقية متحدة.
وكانت المحاولة الأولى الاتحاد مع مالي وغانا، إلا أن هذه المحاولة وما أعقبها من محاولات، كانت محدودة الأهمية، للانفصال المكاني بين أعضائها، إضافة إلى أن الاستعمار الأوربي كان قد أبقى نمط الحياة في غينيا وفي غيرها من مستعمراته السابقة على حاله المتخلفة.
كما واجهت الدولة الجديدة الوطنية، التي جاءت بعد التحرر، أوضاعاً اجتماعية واقتصادية صعبة، يحتاج التعامل معها، لوضعها في المسار المنشود، إلى كثير من الجهد، وربما كان هذا أحد أهم الأسباب لبقاء الدولة المستقلة عاجزة عن الصمود في وجه التيارات السياسية الخارجية والداخلية المعيقة والمدمرة أحياناً.
أطاح الجيش بالحكومة المدنية في غينيا عام 1984. ومنذ ذلك الوقت استولى القادة العسكريون على البلاد من خلال اللجنة العسكرية للإصلاح الوطني. تم صياغة دستور جديد عام 1990م، انتقل الحكم بمقتضاه للمدنيين. واستبدل باللجنة العسكرية لجنة أخرى أطلق عليها اللجنة المؤقتة للإصلاح الوطني ضمت في عضويتها عسكريين ومدنيين على حد سواء.
وشهد عام 1993، اختيار رئيس جديد للبلاد بعد انتخابات تعددية. وفي عام 1995، أجريت انتخابات نيابية لاختيار 114 عضوًا للمجلس الوطني.
وفاة الرئيس وانقلاب
شهدت البلاد في 23 كانون الأول 2008 وفاة الرئيس لإنسانا كونتي بعد صراع مع المرض ليخلف فراغا في السلطة التي تسلمها قرابة الربع قرن.
وبعد ساعات من الإعلان رسميا عن وفاة الرئيس لإنسانا كونتي أعلن نقيب في الحيش يدعى موسى داديس كامارا عبر الإذاعة الحكومية في كوناكري ” حل الحكومة… ووقف العمل بالدستور… ووقف الأنشطة السياسية والنقابية… ” وتشكيل مجلس استشاري باسم “المجلس القومي للتنمية والديمقراطية” يضم عسكريين ومدنيين لإدارة شؤون البلاد.
وأكد أن القادة العسكريين لا ينوون الاستمرار في الحكم أكثر من عامين إلى حين اجراء انتخابات رئاسية نزيهة شفافة بنهاية عام 2010م.
وفي 24 كانون الأول عين الانقلابيون زعيمهم النقيب موسى داديس كامارا رئيساً جديدا للبلاد. و بعد أيام فقط من نجاح الانقلاب، قام الرئيس الجديد بسلسلة من الإجراءات أهمها :تعيين السيد كابيني كومارا ـ وهو مدير البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد بالقاهرة ـ رئيساً للوزراء والحكومة.
-إحالة كبار الضباط والجنرالات إلى المعاش.
مذبحة 28 س أيلول 2009
كادت غينيا تقع في براثن حرب أهلية لدى تعرض متظاهرين مطالبين بالديمقراطية لمذبحة على أيدي الجيش في 28 سبتمبر/أيلول 2009 وكانت قوات الأمن في غينيا قد قتلت أكثر من 150 شخصا تجمعوا في مظاهرة معارضة للمجلس العسكري الحاكم بملعب العاصمة كوناكري، واغتصبت عشرات النساء، حسب ما ذكرته الأمم المتحدة وجماعات لحقوق الإنسان
وبعد هذه الأحداث بأسابيع، أصيب رئيس المجلس العسكري الحاكم موسى داديس كمارا عندما أطلق مساعده النار عليه في محاولة فاشلة لاغتياله. وقد تعهد خليفته سيكوبا كوناتي الذي يدعمه الغرب بإعادة السلطة إلى المدنيين.
في السابع من تشرين الثاني 2010، انتخب المعارض التاريخي ألفا كوندي رئيسا في أول انتخابات ديموقراطية. وأعيد انتخابه في 2015 لولاية ثانية بعد تصويت تخللته أعمال عنف واتهامات بالتزوير.
وشهدت غينيا احتجاجات قمعت بشدة في بعض الأحيان، ضد خطة نسبت إلى كوندي للترشح لولاية ثالثة، وهي نية أكدها أخيرا في أيلول 2020. وقُتل عشرات من المدنيين خلال الاشتباكات.. وهو يرى أن الدستور الجديد الذي تم تبنيه في آذار يعيد “عداد” الولايات الرئاسية إلى الصفر لكن المعارضة تعتبر ذلك “انقلابا دستوريا” .
ويوم أمس الأحد شهدت غينيا الأحد انقلابا عسكريا تم على إثره عزل الرئيس ألفا كوندي من قبل ضابط عسكري يدعى ممادي دومبويا
و أعلن ضباط القوات الخاصة الذين استولوا على السلطة في غينيا واعتقلوا الرئيس ألفا كوندي، فرض حظر تجول في كل أنحاء البلاد “حتى إشعار آخر” واستبدال حكام المناطق وتعويضهم بعسكريين، في وقت توالت فيه الإدانات الدولية للانقلاب العسكري.
وقال قائد القوات الخاصة العقيد دومبويا، في تصريح موجه إلى المواطنين “قررنا حل المؤسسات والحكومة وإقفال الحدود البرية والجوية، ونتوجه إلى من يهمه الأمر إلى إكمال عملهم بشكل طبيعي”.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان، فإن الوضع متوتر للغاية خاصة في المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي في حي كالوم. وتردد أن الجيش يُسيّر دوريات في شوارع كوناكري.
كان الرئيس ألفا كوندي قد أدى اليمين الدستورية في ديسمبر/كانون الأول الماضي لولاية ثالثة في منصبه.
وكان كوندي (83 عاما) موضع ترحيب عندما تولى السلطة في عام 2010 أملا في أن يمثل حكمه بداية مرحلة جديدة من الديمقراطية، إلا أنه بدأ يشن حملة قمع متزايدة ضد خصومه مع تزايد المعارضة لحكمه المستمر منذ أكثر من عقدين.
ونجا كوندي من محاولة اغتيال عام 2011 أسفرت عن مقتل اثنين من حراسه الشخصيين وإصابة آخرين، مما عكس التحول الهش في غينيا بعد الانقلاب الذي شهدته عام 2008.