غوتيريش يدعو لإحياء المسار السياسي في سوريا

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن “الوقت حان للعمل بصورة موحدة لتأمين وقف إطلاق نار على الصعيد الوطني في سوريا، وتعزيز التطلعات المشروعة للشعب، وتهيئة الظروف للعودة الطوعية للاجئين بأمان وكرامة، مع الالتزام القوي بسيادة واستقلال سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها والاستقرار الإقليمي”.
وحذّر غوتيريش من أن “الأعوام الماضية شهدت صراعاً طاحناً، وفظائع منهجية، وحزناً بشرياً يفوق الوصف في سوريا”، مشيراً إلى أن مأساة الزلزال “جاءت في وقت وصلت فيه الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها، مع تدهور الظروف الاقتصادية، ما ألحق خسائر فادحة بالمجتمعات المدمرة بسبب الحرب والتشرد”.
وأوضح غوتيرش أن “الضرر الذي سببه الزلزال أسوأ في شمال غربي سوريا، حيث يعتمد الملايين على المساعدات الإنسانية”، مضيفاً أنه “بينما نحزن على الذين فقدوا أرواحهم، ونوسع العمليات الإنسانية في جميع أرجاء البلاد، يجب أن نضمن استمرار الوصول باستخدام جميع الأساليب والموارد الكافية لتلبية احتياجات جميع المتضررين”.
وذكر أن ذلك يشمل “مساعدات التعافي المبكر، التي تبني القدرة على الصمود، مع تلبية الاحتياجات الفورية المنقذة للحياة”، مؤكداً على أن “الحاجة إلى ضمان الوصول عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا لمدة 12 شهراً أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى”.
غوتيريش والعملية السياسية في سوريا
وعن العملية السياسية، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه “يجب توجيه الدعم المقدم في أعقاب الزلازل إلى طاقة متجددة على المسار السياسي، لمعالجة القضايا الأساسية التي يقوم عليها الصراع السوري”.
وأضاف أنه “ما زلت مقتنعاً بأن الخطوات المتبادلة والقابلة للتحقق من قبل الأطراف السورية وبين أصحاب المصلحة الدوليين الرئيسيين بشأن مجموعة شاملة من القضايا المحددة في القرار 2254، يمكن أن تفتح الطريق نحو السلام المستدام”.
وختم الأمين العام للأمم المتحدة بيانه بالقول إن السوريين “وقعوا ضحايا انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان على نطاق واسع ومنهجي”، مشيراً إلى أن “هذه الجرائم قتلت مئات الآلاف، وشردت نصف السكان، وتركت ندوباً عميقة، مرئية وغير مرئية”.
والخميس، عقد فريق مجموعة العمل المعنية بوقف إطلاق النار في سوريا، المنبثقة عن المجموعة الدولية لدعم سوريا، اجتماعاً في جنيف برئاسة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن.
وفي كلمته خلال الاجتماع، دعا بيدرسن إلى “استمرار الهدوء على الأرض، خاصة في المناطق المتضررة من الزلازل“، مطالباً “الأطراف الرئيسية استخدام نفوذها في هذا الصدد”.