رأي

عِبَر قطر .. بشار جرار – واشنطن

 

 بكسر العين .. بِـذا تكون عِبَر جمع عِـبـرة. هي كما الحكمة، تستخلص من التجارب التي يسمح رب العالمين بوقوعها لحكمة قد لا ندركها حيناً أو أبداً..

لا تجمع بالعبرات (بفتح الباء). وإن رافقت العبرات كثيرا من الحكم..

عِبَر مونديال قطر كثيرة، ليس منها العبور .. لهذا كانت بكسر العين لا فتحها. ما عبر أحد في هذا الافتتاح الذي خلا من أي واعظ يزاحم أو يردّ على “ذاكر نايك” الذي ما زالت تهم النصب والاحتيال تطارده. ملفات لا علاقة لها بمحاربة الإرهاب وتنحصر بمكافحة الفساد على اعتبار أن للدجل الديني صنوين: نصب واحتيال!

أتراجع مستدركا فأذكّر نفسي: ربنا وربهم، رب العالمين، أعلم بما في الصدور. من نحن حتى نُدين؟ من منا عصي على ألا يُدان؟ لكني بلا تحفّظ أدين تديين الرياضة، كما أدين ترويض الدين. تماماً كما أمقت تسييس الدين وتديين السياسة!.

ما زاد المسلمين مورجان فريمان ولا نقص “ربعه” أيا كانت ملّتهم .. طلع الموضوع إشاعة! بصرف النظر عن المئات التي “دخلت في دين الله أفواجاً”. أساء البعض جهلاً أو عمداً للشقيقة قطر وللدين الرسمي لجميع الدول العربية باستثناء لبنان ومؤخراً تونس. لبنان لأسباب مازالت طائفية، وتونس لأسباب تتعلق بالحرص على مدنية الدولة ودولة المواطنة..

العِبرة الأولى وضحت على الأرجح. أما الثانية فكانت بانتصار العنّابي على الملون .. لن أفصّل فالأمور واضحة وضوح الفوز الياباني “السامورائي والكامازاكي” على فريق المكممين الألمان!.

أما العِبرة الثالثة، فتحقق مقولة “بلاد العرب أوطاني” كروياً على الأقل. الفرح بانتصار السعودية على الأرجنتين كان “من المحيط إلى الخليج” بمن فيهم عرب إسرائيل وفلسطينيو غزة..

العِبرة الأخيرة، كانت بتمسك الثوار الجدد بعلم بلادهم القديم. خطفت راية إحدى شقيقات الشهيدة ماسة أميني الأضواء أمام الملايين حضوراً في الاستاد وعبر الأقمار الصناعية. تحدى أسد إيران وحسامه قمع الملالي وكان أبلغ من صمت الفريق الرافض لترديد “النشيد الوطني” لقمعستان..

ولأولئك الذين لم “يعتبروا” حتى الآن من ألعاب الرياضة وألاعيب السياسة وما شاكلها، انتظروا خبراً قد يباغت المونديال كما باغت كثير من الأخبار الأولمبياد الشتاء الماضي.. قد تكون حرباً تشنها تركيا بعد “هدنة” الساحرة المستديرة، أو سلاماً تنعم به أوكرانيا قبل وصول الفارس الأبيض القارص. من يدري ما جال في خاطر “الطيب” رجب طيب إردوغان -كما يسمونه- على منصة الدوحة، يوم الافتتاح، بصرف النظر عن رأيه بـ”توكو تاكا” !!!..

 

إقرأ أيضاَ .. أمريكا انتخبت: تشبّثوا ! ..

إقرأ أيضاً .. ما لشام .. وانتخابات أمريكا! ..

 

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..

 

عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter
صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى