رأي

عهدنا مع الله وتجاربنا مع قيصر .. بشار جرار – واشنطن

عن قيصر الرمز والقانون أتحدث. ومن قبل ومن بعد، عن العهد الأكثر قداسة أخط هذه السطور. عن عهدنا جميعا –عيال الله- مع رب العالمين الذي لا يخص فيه عرقاً ولا هوية، فخاصّته هم الأولى بعهده..

نعطي “ما لله لله، وما لقيصر لقيصر”، أو لعلنا -في زمن كل القياصرة الذين مروا على مشرقنا المكلوم- ندفع ولا نعطي. ندفع “بالتي هي أحسن”، دفعا للضرر عنا.

لا أريد الخوض كثيرا في أسباب وتفاصيل، ومدى شرعية أو كفاءة “قانون قيصر” الخاص بسورية. فليس المقام يسمح، وليس كل ما يعلم يقال .. لكن ضمن المتاح البوح به، أدعو -بتجرّد- الجميع للاستفادة من الاستثناء الحاصل، والتعليق الجزئي حتى آب المقبل للعقوبات ..

هي فرصة -طوعية كانت أم قصرية- لمراجعة التداعيات الناجمة عن قانون قيصر، وعلى الجميع. ثمة من يرى خللاً في نظام العقوبات برمته، بعد فشلها التاريخي من كوبا إلى فنزويلا، وحتى إيران وروسيا، مرورا بالعراق سورية. كثيرا مما أريد به “معاقبة” الآخر، ارتد عليه، والكثير مما أريد به استنزاف الآخر، تحول إلى “قوة مضافة” للـ “عدو” الافتراضي، وقلب معادلات جيوسياسية وليست اقتصادية أو سياسية فقط.

بعيداً عن هذا “القبح” الذي يصر عليه البعض من جميع الأطراف المعنية بالقضية السورية، ثمة من هو قادر على رؤية الجمال، وعيش الفرح المتمثل بتلك الأجساد الغضة الناجية من تحت الركام. ثمة رجاء لن ينغصه من أعماهم الحقد، وأعياهم التحزّب لكل شيء إلا للإنسانية وللوطن..

العنقاء السوريانية الفينيقية قامت، ومازالت تقوم وتحلّق، وكل مرة أقوى وأعلى..

ثمة فرصة حقيقية لحلحلة الأزمة وتفكيك أسبابها. فرصة اختراق دبلوماسي، وعلى أكثر من جبهة. فرصة إعادة تأهيل لأي طرف صادق في حب سورية. فرصة قادرة على جمع “الشامي على المغربي” هذه المرة ليست لتبني يتيمة فقدت أسرتها في “زلزال القرن”، أو أخريات فقدن أسرهن بالعشرية، بالإثني عشرية السوداء، بل جمعهما على بعث الحياة في جامعة الدول العربية ومؤسساتها، فتعود هي إلى سورية قبل أن تعيد لها مقعدها وفي صدر البيت..

 

إقرأ أيضاً .. تشابه الحروف!؟ ..

إقرأ أيضاَ .. متلازمة ستوكهولم الجديدة ..

 

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter

 

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى