العناوين الرئيسيةحرف و لون

“عطر الغاردينيا”.. د.هبة ماردين

لوحة: محمد الركوعي

|| Midline-news || – الوسط

.

فردتُ شَعري على كتفيَّ
وزرعتكَ قرنفلةً على ضفافه المنسابة
تتجولُ بين ضفافِ حيرتي
وتكلِّلُ بالياسمين يقيني
كجوريَّةٍ حمراءَ أطبقتَ أوراقكَ
على أحزاني…
ونثرتَ العطرَ فوق أهدابي
فانقشعَ الحزن..
انهضْ أيها الفجر
لترسمَ الشمسَ على جبيني
فقد كرهتُ الظلام
لن أذوب كشمعةٍ حمقاءْ
سأبقى سراجاً ينيرُ لياليكَ
ونجمة ً تلمعُ في عتمةِ السهاد
أيا ظلاً يحوّمُ حولَ روحي
ويظلّلُ مساماتِ أفكاري
يقرأ ُعبراتي ويترجمها..
فيجعلَ منها روايةَ عشق ٍعُذريٍّ
ما سُطِرَ عبر العصور
ما أجملَ أن تغفو بضعَ دقائق..!
لتصحو على نسمات ٍمخملية ٍ
مستخْلصةٍ من الشفق
نسماتٌ تجعلكَ تشتهي
احتساء كوبٍ من الشاي..
تصحبه زقزقةُ العصافير
وبوحُ الأمنيات
وبعدَ لحظاتٍ قليلة
يقتحمُ البردُ الحالةْ
لأراني عشقتُ البردْ
عشقتُ ألدَّ أعدائي …!
ففي عشقي للبردِ تقربٌ منكَ
واحتياجٌ لدفئِكَ
أتُراكَ هطلتَ في أوانكَ
أم أنَّ أوانكَ لمْ يحنْ
أم كان أجمل لو هطلتَ من قبلْ؟
صحراءُ روحي ما ارتوتْ إلا بغيثكَ
فهل غيثُكَ مقدرٌ عليَّ وقد هطَلْ ؟!
أم أنَّني ارتميتُ في غياهِبِ الحُبْ؟!
ونسيتُ كل َّ آلامي
وكلَّ ما في الماضي قد حصلْ
على كتفي غفوتَ هنيهاتٍ
كفراشة ٍ حطتْ من التعب
كحمامة ٍ تبحثُ عن الأمان
وما من سلام ٍ إلا على كتفي
فاغفُ_ يا قرة عيني_ واسترحْ
الأمانُ لكَ أينما حللتَ فاستقرْ
أما زلتَ تسترقُ النظرَ من عينيَّ
أيها التائه في دنيا الشرود
وتتأمل بريق مقلتيَّ ..؟؟
وتغزلُ منه وشاحاً مطرزاً
بالليّلك ..
أيا نجماً سطعَ في ليلي الشاحب
ليزفَ السكونَ على روحي
ويرتشفَ من زهوري عبقَ روحه
شكراً لعطرِ الغاردينيا الذي ..
جمعَ بيننا
شكراً للبردِ والحزنِ اللذّان
ألَّفا بين قلبيّنا
ورسما جسراً من القرنفل
تحتَ الأحاسيسِ المنبثقةِ
دونَ ميزان ..
شكراً لبراءة الطيبِ الذي
نُثِرَ بيننا
وألف شكراً للسهر
لبريق القمر
للحظاتِ السَحرْ
لكلِّ آهةٍ ..
وكلِّ دمعةٍ…
غَزلتْ بيننا خيط َ اللقاء.
.

*شاعرة من سوريا
*اللوحة للفنان التشكيلي محمد الركوعي.. فلسطين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى