عطاء أبوالجدايل.. تكشف في كتابها عن دور الموسيقا في حضارة بلاد الرافدين قبل الميلاد

|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
ينجذب القارئ إلى كتاب ما -غالباً- لأحد سببين: اسم المؤلِف. أو عنوان الكتاب. فالكاتب أو النص المكتوب هو عامل الجذب الرئيس نحو القراءة والاطلاع. فكيف إذا اجتمع لكتاب واحد أن يطرح موضوعاً قيّماً موغلاً في التاريخ، يتسم بالندرة، يقدمه كاتب باحث مهتم وشغوف؟
هذا ما تحقق فعلاً، حيث صدر عن “الهيئة العامة السورية للكتاب” في أحدث إصداراتها الإلكترونية، كتاب تاريخي بحثي مهم؛ للباحثة عطاء رعد أبوالجدايل، يحمل عنوان “الدور الوظيفي لفن الموسيقا في حضارة بلاد الرافدين خلال عصري البرونز القديم والوسيط – 3500-1600 ق.م”، صمم له الغلاف المستوحى من منحوتة أثرية؛ الفنان محمد عبدالعزيز.
.
.
بعد الاطلاع على الكتاب، يجد القارئ أن الكتاب إنما استمد قيمته حقيقة؛ من عنصرين مهمين- الأول: الجهد الكبير المبذول والكم المعرفي والشغف التاريخي الإنساني لدى المؤلفة لتبحث في هذا الموضوع النادر والصعب تداوله. والثاني: مصداقية معلوماته، أي التوثيق والأدلة المرفقة التي اعتمدت عليها المؤلفة، مرفقة بتحليلات وتفاسير تفيد القارئ. إذ يتناول الكتاب دراسة مجموعة من الشواهد والأدلة الأثرية الفنية التي تصف الحياة الموسيقية القائمة في بلاد الرافدين مثل (المنحوتات- الألواح الطينية- الأختام الأسطوانية) وغيرها.
.
كما يبحث الكتاب في مجالات استخدامات الموسيقا في الحياة اليومية (الاجتماعية وغيرها) عبر تحليل القطع الأثرية الفنية. وإسهامات الأدلة الأثرية الكتابية في التعرف على الدور الوظيفي للموسيقا في الحضارة الرافدية.
ويتضح في فصول الكتاب كيف قدمت النصوص الكتابية لهذين العصرين، معلومات تدل على دور الموسيقا في حياة ملوك بلاد الرافدين. فضلاً عن فصل حول حياة الموسيقيين ومكانتهم ومراتبهم الاجتماعية، وغير ذلك من المعطيات التي تشير إلى أهمية الموسيقا في بلاد الرافدين خلال هذين العصرين”.
.
وعن كتابها قالت لنا الباحثة عطاء:
“آثرت التركيز في الكتاب؛ على عصري البرونز القديم والوسيط، ففيهما كان المجتمع الرافدي يذخر بمختلف الأدوات الموسيقية، ويتمتع بتنوع كبير في استخدام الموسيقا، وذلك في الكثير من المناسبات والاحتفالات الاجتماعية، والدينية والملكية، فالموسيقا كانت تشكّل عصب تلك الاحتفالات، لذا نالت المساحة الأكبر، فكان القصر والمعبد والساحات العامة تشكّل الحيز المكاني الأمثل لاستخدامها، وكان الفنانون الرافديون القدماء (مميزين مبدعين مبتكرين) بحيث طوروا الآلات الموسيقية التي كانت معروفة خلال تلك الحقبة الزمنية”.
*يعتبر كتاب “الدور الوظيفي لفن الموسيقا في حضارة بلاد الرافدين خلال عصري البرونز القديم والوسيط – 3500-1600 ق.م” هو الأول من نوعه، والأول بالنسبة لمؤلفته التي تُعِدّ لدكتوراه في علم آثار الشرق الأدنى القديم، الباحثة عطاء رعد أبوالجدايل.