
الورود الحمراء مكدّسة على واجهات المحلات.. سعر الوردة قد يطعم عائلة لسبعة أيام ..
مامن وردٍ نبتاعه هذا العام..
ثمة عاشقون صغار ..مازالت قلوبهم تتقافز على أرصفة الحب لا يعرفون منه إلا دبدوبا صغيرا، أو شمعة او قلبا أحمر..
عشيّة عيد الحب ..التيار الكهربائي مقطوع الشوارع شبه سوداء ..لاينبض فيها الا قلوب حزينة لأن ليس لها من يحبها أو من يبادلها الحب..
عشيّة عيد الحب..
عامل تنظيف الشوارع يدفع أمامه عربة قمامة ، ويجرّ رجله المشلولة وهو مستغربٌ من كثرة الناس التي ترمي أغلفة الهدايا أمامه ،وهو يكاد لايستطيع أن ينحني ليرفعها إلا بمشقّة ..ثمة حبٌ غامرٌ لأسرته جعله ينهض في هذا البرد ليطبّق وردية ثانية ويشتري لأبنائه ما يكفيهم شر الموت …
عشيّة عيد الحب..
إعلانات تعلو الشوارع عن حفلات لمطربين وراقصات ..وعشاء فاخر وموسيقا صاخبة ..هل هذا هو الحب ؟؟!
عشية عيد الحب ..
الكثير من العاشقين ..
الكثير من ملأ الحب قلوبهم وطاف منها ، لكن باب الحب موارب يخرج منه الأحباب قساةً لا كما دخلوا ..وكأنهم تناسَوا أن من أدخلهم هو الحب..
عشية عيد الحب..
الكثير من القلوب الملتهبة ..والكثير من الأشرطة اللاصقة ..الكثير من القلوب الحائرة..المزيد من القلوب التائهة ..الكثير من المحبين ..القليل ممن يستحقون الحب..
عشية عيد الحب …
عاشقون كثيرون خلعوا قلوبهم من صدورهم ..قدموها على طبق من ماس ..لمن يحبون ..لكنهم أغفلوا أنفسهم ..وتناسوا أن من لايحب نفسه ..لن يستطيع ان يجد الحب ..
عشية عيد الحب ..
ذكريات قصص منسيّة ..تنهيدات في الصدر ..على حبٍّ كان جارفا ذات يوم ..ثم هدأ وجفّ كالسدود الترابية في قيظ الصيف ….كسيول الجبال التي تشرف على البحر ..كنيران الهشيم المتقدة سريعة الإنطفاء…
أصبحت قلوب أصحابه موصدة كأنها يوما لم تحب ..
عشية عيد الحب..ثمة ناسٌ كثيرون ..
ليسوا بالعاشقين ولا أصحاب قصص الغرام ..لم يقطفوا يوما وردة ..ولم يقولوا كلمة أحبك ..
لكنهم عاشوا الحب بكل عطاياه ..بكل هداياه بكل تضحياته وبكل كنوزه الوفيرة ..هؤلاء لم يلتفتوا إلى الواجهات الحمراء..ولا إعلانات الحفلات ..
لأن كل مايقومون به يقف خلفه قلبٌ لا يعرف إلا الحب..
.
-تابعونا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews