عامل الخطر الرئيسي لمرض الإلزهايمر

يبدو أن عامل الخطر الرئيسي لمرض الإلزهايمر في الولايات المتحدة قد تغير خلال العقد الماضي. في عام 2011، كان العامل الأكثر بروزا وقابلية للتعديل للإصابة بمرض الزهايمر هو الخمول البدني، يليه الاكتئاب والتدخين.
ووفقا لتحليل مقطعي حديث، فإن الخمول البدني الآن يأتي في المرتبة الثانية بعد السمنة عندما يتعلق الأمر بالخرف. واليوم، يعد مرض الإلزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعا وسببا رئيسيا للوفاة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، على الرغم من الكثير من الأبحاث، لا أحد يعرف كيف يبدأ المرض أو كيفية منعه من التقدم.
وتشير الأبحاث إلى وجود عنصر وراثي قوي يلعب دوره، ولكن هناك أيضا العديد من العوامل البيئية التي تظهر للضوء والتي قد تشكل عامل الخطر الرئيسي في المرض، بما في ذلك سوء التغذية وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والتدخين والتهابات اللثة.
الخبر السار هو أنه يمكن للمرضى والأطباء التعامل مع هذه العوامل للتخفيف من مخاطر المرض. والنبأ السيئ هو أن تأثير عوامل الخطر هذه يتغير باستمرار، سنة بعد سنة، من دولة إلى دولة.
وفي أحدث تحليل من الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تمت إضافة ضعف السمع كعامل خطر قابل للتعديل لمرض الإلزهايمر، على الرغم من أنه لم يتم اعتباره سابقا في التقديرات.
وعلاوة على ذلك، فقد تضاعف معدل السمنة في منتصف العمر في الولايات المتحدة منذ عام 2010. وفي الوقت نفسه، انخفض انتشار الخمول البدني والتدخين إلى حد ما خلال السنوات القليلة الماضية.
وبالنظر إلى هذه التغييرات الرئيسية، أجرى الباحثون تقييما محدثا لمخاطر مرض الإلزهايمر باستخدام بيانات مسح مراقبة عوامل الخطر السلوكية الأمريكية لعام 2018.
ومن بين 378615 شخص، كان ما يزيد قليلا عن ثلث حالات مرض الزهايمر مرتبطا بواحد من عوامل الخطر الثمانية. وتم الإبلاغ عن عوامل الخطر هذه ذاتيا، ما يعني أنها ليست قياسات مثالية، لكنها تشير إلى اتجاه عام.
وكان عامل الخطر الأكثر شيوعا الذي تم تحديده في التحليل الوطني هو السمنة في منتصف العمر، تليها قلة النشاط البدني، وانخفاض التحصيل التعليمي.
ووجدت دراسة أجريت في عام 2020 دليلا على أن الوزن الزائد للجسم قد يجعل الأنسجة العصبية أكثر عرضة لتلف الدماغ أو فقدان الخلايا. ويبدو أن هذه التغييرات تحدث أيضا في أجزاء من الدماغ ترتبط ارتباطا وثيقا بالذكريات.
وهذا لا يعني أن السمنة في منتصف العمر هي سبب مباشر لمرض الإلزهايمر، لكنها تشير إلى أن الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بالمرض – على الأقل إلى حد معين.
وهناك مجموعة من الفرضيات حول سبب ذلك. يعتقد بعض الباحثين أن السمنة يمكن أن تؤثر على الدورة الدموية في الدماغ، ما يؤدي إلى انخفاض الأكسجين في بعض المناطق.
ويعتقد باحثون آخرون أن السمنة يمكن أن تؤدي إلى التهاب مزمن في الدماغ، والذي يمكن أن يؤدي إلى تدهور المادة البيضاء وإضعاف الروابط العصبية.
وفي تحليل 2018، على سبيل المثال، عندما قسم الباحثون المشاركين في الاستطلاع حسب الجنس والعرق، لاحظوا بعض الاختلافات الرئيسية في البيانات.
وكانت حالات مرض الإلزهايمر التي ارتبطت بواحد على الأقل من عوامل الخطر الثمانية القابلة للتعديل أكثر شيوعا بين الرجال أكثر من النساء. كما أنها كانت أكثر شيوعا بين كبار السن من السود والهنود الأمريكيين وسكان ألاسكا الأصليين والأفراد من أصل إسباني مقارنة بالأشخاص البيض.
ويبدو بالتأكيد أن الثقافة تلعب دورا قويا. وبصرف النظر عن أستراليا وأمريكا اللاتينية، تعد الولايات المتحدة واحدة من الدول الوحيدة التي تعتبر فيها السمنة في منتصف العمر عامل خطر رئيسي لمرض الإلزهايمر.
وفي الصين وأوروبا، يعد التعليم المنخفض وقلة النشاط البدني من عوامل الخطر الرئيسية. السمنة لا تحتل المرتبة الثلاثة الأولى.
الوقاية
لا يمكن الوقاية من داء الإلزهايمر. لكن، يمكن تعديل نمط الحياة لتجنب عدد من عوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة. وتشير الأدلة إلى أن التغييرات في النظام الغذائي وممارسة التمارين واتباع العادات الصحية، كالخطوات التي تحد من خطر الإصابة بالمرض القلبي الوعائي، قد تقلل أيضًا من خطر الإصابة بداء الإلزهايمر وغيره من الاضطرابات التي تسبب الخَرَف. وتتضمن خيارات نمط الحياة المفيد لصحة القلب التي قد تقلل من خطر الإصابة ما يلي:
ممارسة الرياضة بانتظام
تناوُل وجبات متوازنة من المنتجات الطازجة، والزيوت الصحية، والأطعمة منخفضه الدهون المشبَّعة، مثل النظام الغذائي المتوسطي
اتباع إرشادات العلاج للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول
طلب المساعدة من الطبيب للإقلاع عن التدخين، إذا كنتَ مدخنًا