عابد فهد: دراما المنصات تطحن الفن مثل “المولينكس”

يعد عابد فهد من بين أبرز ممثلي الدراما السورية والعربية، ويضم رصيده كثيراً من الأعمال الناجحة التي صنعت نجوميته كممثل من الطراز الأول، نظراً إلى براعته في تأدية الشخصيات التي جسدها، سواء في المسلسلات التاريخية أو المعاصرة التي شارك فيها، منذ أن بدأ مساره الفني في الثمانينات حتى اليوم.
قلة خبرة الكتاب
وفي زمن الدراما المشتركة يرى فهد أن هذه الدراما نجحت في تحقيق ما كان مرجواً منها، ويقول “هذا الأمر يؤكده الانتشار السريع للأعمال المشتركة واستقطاب مختلف أمزجة المشاهدين لمتابعتها”.
ويضيف “هي أعمال تضم أشخاصاً من عدة جنسيات وتعتمد استراتيجية تسويقية معينة، وفيها ربح مادي جيد، وتعرف أيضاً انتشاراً وشهرة، ولكن أحياناً قد يكون المضمون أقل مما هو مرجو منه، نتيجة قلة خبرة الكتاب في صناعة هذا النوع من الأعمال التي تعد من الأعمال الصعبة، وليست سهلة على الإطلاق، بل تحتاج إلى خبرة ومعرفة بشرائح أو أقطاب المجتمع العربي”.
ولفت عابد فهد إلى أنه “مطلوب من الكاتب أن يغوص في البيئة المصرية والبيئة اللبنانية والبيئة السورية وتقاليدها الاجتماعية، أي في البيئة الواقعية، ولكن عندما تكون الحكاية سطحية وتقوم على الزواج والطلاق، الغرام والانتقام، يكون الهدف من العمل المتابعة والمشاهدة فقط، وليس أكثر، ويكون العمل سطحياً، ولا يرتقي إلى المستوى المطلوب، إلا إذا كان هناك راوٍ حقيقي للحكاية، وكاتب يلم بهذه المجتمعات وتفاصيلها”.
ورداً على سؤال عما إذا كان يعيش نجوم دراما الأعمال المشتركة عصرهم الذهبي مادياً، بعد أن تردد أن الممثل باسل خياط سيتقاضى مليون دولار لقاء مشاركته في عمل جديد، أجاب “أنا لا أعرف شيئاً عن أجور الممثلين لأنه موضوع شخصي، كما أنني لا أحب الخوض فيه”.
وأضاف “ولا أعتقد أن أحداً يعرف قيمة الأجر الذي تقاضاه روبرت دي نيرو أو براد بيت عن آخر أعمالهما”.
في المقابل، ينتقد فهد بعضاً من أعمال دراما المنصات، على رغم من الطلب الكبير عليها وكثرة إنتاجاتها، نظراً إلى افتقارها بعض المعايير التي يجب أن تتوافر في العمل الدرامي.
ويوضح “المنصات عبارة عن (مولينكس) واستهلاك سريع، فهي عبارة عن 10 حلقات تنتهي خلال 10 أيام، يكون بعضها ممتعاً، وبعضها الآخر مملاً، لأنه تم إنتاجها بسرعة ومن دون الوقوف عند أدق التفاصيل”.
وذكر أن “هناك الكثير من الأعمال التي سقطت عبر المنصات، وأخرى حققت نجاحاً كبيراً”.
ابتعاد غير مباشر
من جهة أخرى، يرى فهد أن ابتعاد نجوم الدراما السورية عنها في الوقت الذي بدأت فيه تستعيد نشاطها وألقها، بسبب انشغالهم بتصوير الأعمال المشتركة، ينعكس سلباً عليها.
ويضيف “لا شك أن وجود الممثل السوري خارج سوريا وخارج الدراما السورية ينعكس سلباً عليها لأنه يسبب فراغاً في عنصر من عناصر الدراما الرئيسة، أي الممثل”.
وقال إن “ابتعاد الممثل السوري عن الدراما السورية هو نوع من الابتعاد غير المباشر، نتيجة الفارق المادي الكبير الذي يعوضه من خلال الأعمال التي يشارك فيها خارج بلده، ولكنني لا أمانع المشاركة في عمل سوري ضمن الميزانية السورية وضمن ظروف الدراما السورية”.
“النار بالنار”
فهد الذي سيدخل السباق الرمضاني في 2023 بمسلسل جديد، تحدث عنه وعن تفاصيله قائلاً “عنوان المسلسل مؤقت، وهو (النار بالنار)، ويروي الحكاية والعلاقة التاريخية التي تجمع بين سوريا ولبنان، سواء بطرق معبدة أو غير معبدة، ووعرة وشائكة عبر الجبال والأودية، كما يتناول العلاقات التي تربط بين الشعبين أدبياً وفنياً وثقافياً وجغرافياً وتاريخياً”.
وتابع “سوريا ولبنان حكاية تاريخية قديمة، وفي مكان ما أصبح الشعبان اللبناني والسوري في ورطة أمنية – سياسية جعلت العلاقة بينهما غامضة وغير واضحة وغير مفهومة، و(النار بالنار) يحكي قصة شعبين يجمع بينهما تزاوج متفق عليه بعقد مبطن وغير شرعي، كما يحكي عن الوجود السوري في لبنان لفترة من الزمن، أدى إلى ردود فعل، فيها الحب كما فيها الكراهية أيضاً”.
وختم عابد فهد قائلاً “موضوع المسلسل ساخن وجديد ويضيء على العلاقة بين هذين البلدين، والتي فيها بصمات في الفن والثقافة وبالحضور اللبناني الكبير في سوريا من خلال نجاح مجموعة من المطربين والمطربات، ومن بينها صوت فيروز الذي كان يصدح في (معرض دمشق الدولي) سنوياً”.
عن “إنديبيندينت عربية” بتصرف