تزامناً مع قمة العشرين.. صواريخ على بولندا و هجمات روسية كثيفة على عدة مدن أوكرانية

قالت وزارة الدفاع الروسية إن تصريحات وسائل إعلام ومسؤولين بولنديين حول سقوط صواريخ “روسية” في منطقة برزيودوف هي استفزاز متعمد، وأكدت الوزارة أن القوات المسلحة الروسية لم تستهدف أية مواقع بالقرب من الحدود الأوكرانية البولندية،وأشارت إلى أن الحطام الذي نُشر في وسائل الإعلام من مسرح الأحداث في بولندا لا علاقة له بالأسلحة الروسية.
وفي السياق ذاته صرحت وزارة الدفاع الأمريكية، أنه لا يوجد معلومات مؤكدة بشأن أنباء سقوط صاروخين روسيين في الأراضي البولندية، وأضاف البنتاغون: “نتعامل بمنتهى الجدية مع التقارير عن سقوط صاروخين روسيين في بولندا، نحن واضحون تماماً بشأن الدفاع عن كل شبر من أراضي دول الناتو، نأخذ سلامة قواتنا في بولندا وغيرها على محمل الجد، وواثقون من إجراءات الحماية لكننا لن نستبق الأحداث”.
وفي وقت سابق اليوم، زعمت إذاعة راديو “ZET” البولندية عن مصادر غير رسمية، مقتل شخصين بسبب صاروخين سقطا داخل أراضي البلاد، ووفقا للإذاعة: “سقط صاروخان في منطقة مأهولة بالسكان في مدينة برزيودوف بمقاطعة ليوبليانا على الحدود مع أوكرانيا”، مضيفة أن، “الصاروخين أصابا آلة تجفيف حبوب، ما أسفر عن مقتل شخصين، والشرطة والجيش في مكان الحادث”، وأفادت التقارير أن الطائرات المقاتلة البولندية أقلعت من مطار بالقرب من مدينة تاديوس مازوفيتسكي.
كما تعرّضت العاصمة الأوكرانية ومدن أخرى اليوم لقصف روسي هو الأول منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بعد أيام قليلة من انسحاب القوات الروسية من خيرسون جنوبي البلاد، وفي خضم انعقاد قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، وانطلقت صافرات الإنذار في كل أنحاء أوكرانيا قبيل الساعة 15:30 (13:30 ت غ). وبعد دقائق، سُمع دوي انفجارات في كييف ولفيف (غرب) وخاركيف (شمال شرق)، وعقب الضربات الجوية، انقطع التيار الكهربائي في عديد المناطق، وفقاً لما أعلنته السلطات الأوكرانية.
سلاح الجو الأوكراني قال إن روسيا أطلقت أكثر من 100 صاروخ على أوكرانيا، أما رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو فقد ذكر في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: “العاصمة تتعرّض للهجوم، ووفقاً للمعلومات الأولية، أصيب مبنيان سكنيان في منطقة بيتشيرسك، وأسقطت المضادات الجوية عديد الصواريخ فوق كييف.. المسعفون والمنقذون ينتشرون في موقع الضربات الجوية(…)”، وأضاف في وقت لاحق أن “ما لا يقل عن نصف سكان كييف بلا كهرباء حالياً”، مشيراً إلى أن “عمال الإنقاذ عثروا على جثة”.
من جهته، قال نائب رئيس مكتب الرئيس كيريلو تيموشنكو في بيان على الإنترنت إن الصواريخ أطلقتها القوات الروسية، وتابع أن وضع شبكة الكهرباء “حرج” بعدما استهدفها القصف، ونُشرت مقاطع فيديو تُظهر مشهداً واضحاً للضربات مع اندلاع حريق في مبنى سكني يعود إلى الحقبة السوفييتية مكوّن من خمسة طوابق، وبعد فترة وجيزة، أعلن رئيسا بلديتَي لفيف وخاركيف أن المدينتَين تعرّضتا للقصف.
وقال رئيس بلدية لفيف أندريه سادوفيه على تليغرام: “الانفجارات تُسمع في لفيف.. أطلب من الجميع البقاء بمأمن”، مشيراً إلى أن “جزءاً من المدينة (كان) بلا كهرباء”، وبدوره، قال رئيس بلدية إيغور تيريخوف: “هجوم صاروخي يستهدف منطقة إندستريالنيي في خاركيف”.
آخر الضربات الجوية التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف، كانت في 10 و 17 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واستهدفت آنذاك البنى التحتية للطاقة الأوكرانية.، في ذلك الوقت، برّرت موسكو عمليات القصف “الكثيفة” بالتدمير الجزئي للجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
انسحاب روسي جديد..
اضطرت السلطات الروسية في منطقة خيرسون التي أعلنت موسكو ضمّها، إلى التخلي عن مدينة جديدة هي نوفا كاخوفكا، متهمة قوات كييف بقصفها، وتقع هذه المدينة على الضفة اليسرى (الشرقية) لنهر دنيبرو حيث انسحبت القوات الروسية الأسبوع الماضي لعدم تمكنها من السيطرة على الضفة اليمنى (الغربية) من النهر.
وقالت الإدارة المعيّنة من الكرملين إنه بعد الانسحاب الروسي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، تعرّضت نوفا كاخوفكا لنيران مباشرة من المدفعية الثقيلة للقوات الأوكرانية وقذائف الهاون، وأضافت أن “الحياة في المدينة أصبحت خطرة”، مشيرة إلى أن آلاف السكان غادروها.
وتقع هذه المدينة قرب سد كاخوفكا الكهرومائي الذي سيطرت عليه القوات الروسية في بداية الهجوم على أوكرانيا أواخر فبراير/ شباط الماضي، والذي يعتبر ذا أهمية كبيرة لتزويد شبه جزيرة القرم بالمياه، ويسمح هذا السد الكهرومائي الذي شُيّد عام 1956، خلال الحقبة السوفييتية، بنقل المياه إلى قناة شمال القرم.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتّهم في السابق القوات الروسية بتلغيم السد ووحدات محطة توليد الكهرباء، مضيفاً أنه إذا انفجر السد ستُغمر مياهه “أكثر من 80 بلدة”.
وحسب كييف، سيكون لتدمير هذه البنية التحتية تأثير أيضاً على إمدادات المياه في جنوب أوكرانيا، وقد يؤثر على تبريد مفاعلات محطة الطاقة النووية في زابوريجيا، وهي الأكبر في أوروبا، والتي تسحب مياهها من بحيرة السد الاصطناعية التي تحتوي 18 مليون متر مكعب من المياه.
“أوكرانيا ترفض المفاوضات”..
على الصعيد الدبلوماسي، حاول قادة عديد من دول مجموعة العشرين التي تضم أكبر القوى الاقتصادية في العالم، زيادة الضغط على روسيا لإنهاء حربها، لكن موسكو التي أرسلت وزير الخارجية سيرجي لافروف إلى إندونيسيا مع عدم رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحضور شخصياً، لم تُبدِ أي مؤشر على رغبتها في وقف هجماتها، واتّهم الوزير الروسي أوكرانيا بمنع انعقاد مفاوضات سلام مع مطالبة القوات الروسية بمغادرة أراضيها.
وقال لافروف للصحفيين: “قلت مجدداً إن كل المشكلات ترتبط بالجانب الأوكراني الذي يرفض بشكل قاطع المفاوضات ويطرح شروطاً من الواضح أنها غير واقعية”.
من جهة ثانية، أعلن وزيرا الدفاع الألماني والإسباني الثلاثاء خططاً لتدريب آلاف العسكريين الأوكرانيين في إطار برنامج الاتحاد الأوروبي للمساعدة في دعم قوات كييف في التصدي لروسيا.