لماذا تتصارع واشنطن وبكين على صناعة الرقائق؟

استعرت في الآونة الأخيرة أزمة صناعة الرقائق بين الصين والولايات المتحدة في ضوء سعي الأخيرة لمنع وصول بكين إلى أشباه الموصلات الأكثر تقدماً والمعدات والمواهب اللازمة لصنعها بحجة الأمن القومي، فيما رفضت الصين هذه المخاوف متهمة واشنطن بـ”الإرهاب التكنولوجي” وفقاً لوكالات الأنباء.
صناعة الرقائق تعتمد على المدخلات الأمريكية..
وتعد صناعة الرقائق أمراً معقداً للغاية وتمتد إلى العديد من البلدان، لكن هناك مراحل تعتمد على المدخلات الأمريكية، في حين أن اللاعبين الرئيسين الآخرين هم الشركات اليابانية وشركة “آسمل” الهولندية التي تهيمن على إنتاج آلات الطباعة الحجرية التي تطبع الأنماط على رقائق السيليكون.
وقد فرضت واشنطن العام الماضي 2022 سلسلة من ضوابط التصدير، مشيرة إلى أنها تهدف إلى منع القوات المسلحة الصينية وأجهزة المخابرات والأمن التابعة لها من الحصول على التقنيات الحساسة ذات التطبيقات العسكرية، وحذت هولندا حذوها في مارس/ آذار الماضي، مستشهدة بالأمن القومي، وكشفت اليابان في الشهر نفسه النقاب عن تدابير مماثلة تهدف إلى منع التحويل العسكري للتكنولوجيات، وبالتالي أثّرت القيود الأمريكية والهولندية واليابانية، بشكل مباشر في بعض أكبر مصنعي الرقائق في الصين.
شركات الرقائق الصينية تحتاج 800 ألف عامل أجنبي..
وفي هذا الإطار قدر مسح شبه رسمي لشركات الرقائق الصينية أن هناك حاجة إلى /800/ ألف عامل أجنبي بحلول 2024، وهي فجوة جعلت واشنطن من الصعب سدها من خلال تقييد الأشخاص الأمريكيين من العمل في صناعة أشباه الموصلات في الصين، ويشار إلى أن عشرات المليارات من الدولارات التي ضختها الصين في تطوير صناعة محلية لم تثمر الكثير بعد، وكانت الصين تهدف بحلول عام 2025 للوصول إلى 70% من الاكتفاء الذاتي من الرقائق، لكن بعض المؤسسات البحثية تقدر أنها تلبي حالياً أقل من 20% من الطلب.
ويذكر أن طبيعة صناعة أشباه الموصلات لا تظهر في أي مكان أكثر من الصين التي استوردت أشباه موصلات بقيمة /430/ مليار دولار في عام 2021 وهو ما يزيد عمّا أنفقته على النفط، وتعتبر الرقائق الدقيقة شرياناً مهماً للاقتصاد العالمي الحديث، حيث توجد شرائح صغيرة من السيليكون في جميع أنواع الإلكترونيات، من مصابيح LED وغسالات الملابس إلى السيارات والهواتف الذكية، وهي ضرورية للخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والقانون والنظام والمرافق، وتعد الشرائح إضافة إلى أجهزة iPhone وTeslas وPlayStations الأكثر فاعلية، ضرورية لتطوير التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن الأسلحة المتطورة بما في ذلك الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والطائرات المقاتلة الشبح.
المصدر: الاقتصادية