
“العينُ مرآة” .. والمرايا صورٌ تسجّلُ اضطراباتِ الرُّوحِ أمامَ بهاءِ الجسد ..كلّما نظرتُ إلى انعكاسِ وجهي في المرايا الكثيرةِ أتساءلُ: ترى بأيِّ مرآةٍ يرى وجههُ الآن !
بينما أبدأُ صباحي الرُّوتينيّ برشِّ الماءِ على شتلةِ الحَبَقِ الشّتَويِّ التي زرعتُها مؤخراً، تتسلّلُ إلى مُخيّلتي بعضُ الصّورِ الدراميّةِ عن “كيفَ تبدأُ أنتَ الآنَ صباحَكَ هذا ذاته ! ” فأتخيّلُ أنكَ واقفٌ في الحمّامِ أمامَ مرآةٍ تشذّبُ لحيتكَ الخفيفة – افترضْتُ مجازاً أنّكَ تملكُ واحدة باعتباري أحبُّها جداً – تراودُكَ صورٌ دراميّةٌ مشابهة، فيما تدندنُ بصوتٍ رخيمٍ أغنيةً ما، لفيروزَ مثلاً ..
أو لربّما تتمطى مرتدياً “بيجامتكَ” قاصداً المطبخَ لتحضيرِ فنجانِ قهوة!
أتعلم.. سأكونُ سعيدةً فيما لو كنتَ تفضلها كخيارٍ مثاليٍّ لبدءِ صباحٍ اعتياديٍّ صاخب وسأكونُ سعيدةً ضِعفَينِ فيما لو كنتَ منَ الموهوبينَ في تحضيرها ..
ويخطرُ في بالي الآنَ أيضاً سؤالٌ وجوديٌّ مُلِحٌّ بما أنَّ العالمَ يعيشُ في حالةِ رغدٍ واطمئنانٍ مُمِلَّين: هل سيكونُ لاسمكَ وَقْعٌ عَذْبٌ في قلبي عندما سأناديكَ بهِ للمرّةِ الأولى !
ثمّةَ أشياءٌ كثيرةٌ سنتكلّمُ عنها لو شاءَ القدرُ والتقينا في وقتٍ قريب ولكن قلْ لي: كيفَ ستعرفُ أنني “هيَ” المُختارَةُ وكيفَ سأعرفُ أنكَ “هوَ” المُتَمَنَّى !
على كلِّ حالٍ سأقولُ لكَ “أنتَ” الذي لا أعرفُ مَنْ أنتَ ولا في أيِّ زمانٍ أو أيِّ مكانٍ سألتقيك :
“صباحُكَ أزرقُ يا رفيق”.
.
.
*شاعرة وكاتبة – سوريا
*لوحة الفنانة التشكيلية حنان الشامي- سوريا
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews