شكري عاشور: الفن اختيار .. نسمع ما يلمسنا ونقدم ما يشبهنا

“نكهات فنية”
أن نذكر اسم شكري عاشور ، هذا يعني أن نشير إلى الفن الإنساني، ورقي الكلمة والنغمة والصوت. بداية اعذرني على سؤالي الذي لا أبغي من خلاله دفعك إلى الغرور بل لنعرف نحن القراء فقط: هل أنت -عبر فنك- نسيج وحدك في السعودية؟

شكرا لهذا التدفق نحو ما أقدمه من فن.. وبالنسبة لي ليس هو النسيج الوحيد في السعودية هناك الكثير والمتنوع والمبهر وهناك موهوبين وموهوبات سواء في الموسيقى أو الغناء أو التلحين، تبقى هي نكهات كل لون له طعمه وخصوصيته.

صحيح وصلت الأغنية السعودية والخليجية إلينا، إنما دائماً الأغنية العاطفية وأحياناً الوطنية. فلماذا لا نجد لونك الفني (الملتزم والإنساني) سائداً سواء في الخليج أو باقي ساحات الفن في الوطن العربي؟

أعتقد نوعية هذه من الأغاني التي كانت حاضرة في السبعينات والثمانينات وكان ولازال لها جمهورها أصبحت خارج السوق الحالي للأغاني، لأنها لا تلائم كل الأماكن كي تعرض سواء بكلماتها أو بمعانيها أو بطريقة توزيعها. الموجود حاليا هو الأغنية الخفيفة سريعة التحضير وسريعة الحفظ.. لكن علينا أن نختار ما يستهوينا ويلائم ذوقنا ونسمع شيء يلمسنا ونقدم شي يشبهنا.
.

“بدايات الموسيقا والغناء”
لنعد إليك ونطلع على تجربتك الفنية. هل كانت شرارة البداية مع الكلمة أم مع اللحن أم الغناء؟ نريد أن يتعرّف قارئ “صحيفة الوسط” إليك أكثر؟

البداية كانت محاولات تلحين متواضعة لمواقف حقيقية حصلت لأفراد عائلتي! بعدها وجدت أنني أستطيع التعبير عن ما أحسه من خلال اللحن، وأحاول إعطاء الكلمة حقها بالتركيز على المعنى. فقدمت باقة من الألحان في أغنيات باللهجة المحكية والفصحى في مشروع بعنوان “غناتي القطيف” يحتوي على أعمال بمواضيع متنوعة من كلمات شعراء وشاعرات مبدعين مثل مالك فتيل، نازك الخنيزي، فادي شعبان، علي الخنيزي.. وقام بتوزيع تلك الأعمال أستاذي الموزع العبقري المايسترو خليفة زيمان.

لديك العديد من الأغنيات عن حب الأرض والوفاء للوطن. ماذا أنشدت من أغنيات أو مهرجانات ومشاركات لبلدك السعودية؟

فخور بتقديم الأعمال الوطنية الإنسانية لأنها تبقى ومنها (هدانا جيت، ديرة محبة، احضنيني، سما الدنيا، احنا واحد ، شدي حبينا هالديرة).
.

“القطيف الجميلة”
أيضاً نجد في أرشيفك أن حب الأوطان يتعدى حبك لبلدك، ليبلغ فلسطين وكل بلد عربي. هل هو منطلق قومي عروبي، أم أن مرجعية فنك الإنسان. الإنسان حيث كان؟

الإنسانية تشعرنا بوجع وألم كل إنسان في هذا العالم مغترب خارج أو داخل بلده، أو محروم ومشتاق إلى أرضه وسماها لهذا يهمني لمس مشاعر الإنسان في كل مكان لأنها تعبر عنه بكل صدق.

ثمة حب كبير لمنطقتك “القطيف” ماذا تقطف لنا من معلومات ومشاعر عنها، وتأثيرها عليك، وأغانيك وأعمالك الفنية لها؟

القطيف عروس حالمة على شاطىء الخليج العربي ساحرة وملهمة يحتويها بحر هادئ مسالم ونخيل شامخة تقاوم لهذا كل حكايتها تبذر شعراً وتتدفق ألحانا فتنمو الأغنيات.
.

“في قلبي وطن”
نجد أن دورك كفنان كان مهماً في المجال الاجتماعي، فماذا عن دورك التوعوي كصاحب رسالة خلال أزمة كورونا مثلاً، وضرورة التباعد الاجتماعي؟

دورنا جميعاً مهم جداً في المجال الاجتماعي والتوعية أمامنا جيل ذكي جداً يستوعب ما يقدم له حاولت تقديم شيء يشبه أحاسيس الناس في هذه الأزمة التي استطاعت تدميرنا نفسياً فقدمت عمل بعنوان “في قلبي وطن” من كلمات الشاعر مالك فتيل ولحني وتوزيع الموزع رفيق عدلي وهندسة ومكس محمد نجم وتنفيذ وتصوير فريق ريكوريدينج وفخور بهذا التعاون الجميل.

الفن الذي تقدمه على صعيد الكلمة والموسيقى، جدير أن تمثّل به بلدك السعودية والوطن العربي في المحافل والمهرجانات العالمية. هل لديك مشاركات خارج حدود المملكة؟

كان لي الشرف تمثيل بلدي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم اختياري في برنامج (السلام من خلال الفن) وقدمت من خلال مشاركاتي في عدة ولايات مجموعة أعمال منها أغنية بعنوان “من هنا” وقدمناها باللغتين العربية والانجليزية وهي من تنفيذ المهندس حسين عرب.
.

“شغف غير محدود”
الشغف والإبداع والصدق، من أهم سمات فنك. ولقد غنيت للأرض والأم والأخوّة وفلسطين والشهادة والعروبة والإنسانية. إنما بصدق ما هاجسك الفني حقيقة؟

شكراً لهذا الشرف كوسام على صدري، أتمنى أن أترجم أحاسيس كثيرة داخل الإنسان تجاه الحياة، لأن هناك كثير من المشاعر تحتاج أن نقرأها بشكل سليم وعميق، ويتم إدراكها بشكل واعي.
أتمنى تقديم أغنيات فيها عناية بالكلمة واللحن والتوزيع ومختلفة سوف تكون مشرفة لي ومخلدة.

كما ترى نحن الآن نعيش حروب إعلامية وثقافية، لا أدري إن كنت تجهّز لعمل فني يحمل رسالة ما للإنسانية؟

الحروب موجودة عبر التاريخ على كل الأصعدة بما فيها الحرب على الفن الهادف.. لهذا مقاومتنا هي ما نقدمه من محتوى أنيق وعميق وسط هذا الزحام ورسالته ممتدة لكل الأجيال.. وبالتأكيد دائماً لدي الجديد الذي يحاكي الواقع.
.

“أفكار كثيرة”
لابد أن في جعبتك طموحات ومشاريع فنية تسعى إلى تحقيقها، أيمكنك أن تضعنا في صورتها؟

لدي الكثير من الأفكار والألحان تحتاج لترتيب وتنفيذ بشكل يليق بالمتذوقين في كل مكان منها عمل في التحضير بعنوان “ضحكة بنية” أطمح أن يظهر الكثير من الموهوبين والموهوبات للنور خصوصاً أن أوطاننا العربية مليئة بالمبدعيين. وكذلك أعمل على تلحين نص باللهجة السورية للشاعرة القديرة ثناء درويش، سيرى النور قريباً.