العناوين الرئيسيةمرايا

الشرق السوري مقابل شرق أوكرانيا !! .. تعقيد لمهمة بيدرسون ..

خاص الوسط – محمود عبد اللطيف ..


تجد دمشق نفسها معنية بالخارطة السياسية الجديدة في شرق أوروبا، وتعتبر أن دعم القرار الروسي بالاعتراف باستقلال جمهوريتي دونتيسك ولوغانسك الشعبيتين شرق أوكرانيا عن أوكرانيا ضرورة بما يحقق المصالح المشتركة.

ويدور الحديث في الإعلام عن رفض الجانب الروسي صفقة ملخصها “سوريا مقابل أوكرانيا“، ولعل تعبير المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون”، عن قلقه من تأثير سلبي للصراع في أوكرانيا على الملف السوري، يأتي كتهديد مبطن من الغرب بتأزيم الحدث السوري وأخذه نحو عقدة فرض الفدرلة بفعل الأمر الواقع.

تتحدث مصادر كردية لـ “صحيفة الوسط”، عن وجود نوايا استثمار الموقف السوري حيال الأزمة الأوكرانية بدفع القوى الغربية وعلى رأسها واشنطن للاعتراف بـ “الإدارة الذاتية”، كـ”حكومة إقليمية”، لشمال شرق سوريا بما يجعل منها أمراً واقعاً يوجب التعامل معها على إنها قوى شبه مستقلة يُفرض وجودها على طاولة الحوار السوري، ولا تطمح قيادات “قسد”، نحو الدفع باعتراف باستقلال كامل وانفصال عن سوريا، وما تريده فعلياً هو استنساخ تجربة إقليم شمال العراق وحسب، فالأمر مقبول أكثر من الولايات المتحدة، وحلفائها في أوروبا بما لا يخلق مشاكل سياسية مع الحكومة التركية التي ستكون من أشد المعارضين لفكرة دعم انفصال جزء من جارتها الجنوبية إذا ما كان سيحكم من قبل الكرد.

تجد “قسد” في العلاقات المشحونة دولياً فرصة ذهبية لاقتناص موقف ترددت واشنطن طويلاً في الذهاب إليه بسبب عمق احتياجها لعلاقة مستقرة من تركيا التي تعد قاعدة متقدمة لحلف شمال الأطلسي في آسيا، فتعكير مياه العلاقة مع أنقرة بالحجر الكردي لن يكون مرحباً به من القائمين على السياسية الغربية حتى وإن كان الأمر يخلق ضغطاً عالي المستوى على روسيا، وقياساً على تجربة الاستفتاء الذي جرى في إقليم شمال العراق ورد الفعل الأمريكي المحايد والبارد جداً تجاه تقدم “الحشد الشعبي” والقوى الأمنية العراقية للسيطرة على جزء مما كانت تعتبره أربيل أراض تابعة للإقليم، ومن ثم إجهاض حلم “مسعود بارزاني”، بإقامة الدولة الكردية لكون الدول المحيطة وعلى رأسها تركيا ترفض الأمر، فإن خطوة مماثلة في سوريا ستواجه بمواقف حاسمة ومتشددة في الرفض من قبل أنقرة وطهران وبغداد، قبل أي جهة أخرى، وعليه فإن دولة الكرد ستبقى حلماً محاصراً وغير قابل للصرف لعدم القبول به من المحيط قبل أي طرف آخر.

وعموماً، إن دفع الكرد نحو الانفصال بالمنطقة الشرقية سيكون آخر الخيارات التي يمكن أن تفكر بها واشنطن ومن معها، لكن احتمال أن تفاجئ أمريكا الروس باعتراف دولي بحكومة إقليمية كردية الهوى في شمال شرق سوريا، سيكون خياراً ينسف عمل “اللجنة الدستورية”، فمثل هذا الخيار سيعني بالضرورة فدرلة سوريا بفعل الأمر الواقع لا بتعديل دستوري يتوافق عليه السوريون، الأمر الذي سينتج عنه أحد أمرين:

  1. أولهما أن تتوافق دمشق والمعارضات المتعددة على موقف موحد دون الحاجة إلى اتفاق، وذلك من خلال التشدد بالعدائية تجاه “الإدارة الذاتية”،
  2. أو أن تبقى دمشق منفردة برفض مثل هذه الخطوة إذا ما قبلت تركيا بهذه الحكومة، فالأمر يعني هنا قبول “الائتلاف المعارض” بها أتوماتيكياً، لكونه منصاع لأنقرة بالمطلق، وموقف الأخيرة من هذا الاحتمال ملتبس نوعاً ما، فمن جهة هي رافضة لوجود كيان يُحكم كردياً بشكل مستقل أو شبه مستقل، لكن احتمال منحها مكسب سياسي مثل الاعتراف بالحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف سيكون خطوة مشجعة قد تدفع أردوغان نحو القبول بالكيان الكردي ومن ثم التصالح مع “قسد” بصيغة ما.

مهمة بيدرسون انحرفت عن مسارها حالياً، وعليه أن يقنع كل أطراف الصراع في أوكرانيا بضرورة تحييد الملف السوري وعدم تعقيده بخطوات خطرة قد تنسف كل جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية للأزمة السورية والحرب المستمرة منذ أحد عشر عاماً، وهي مهمة ليست سهلة إذا ما أراد فعلاً أن يعقد جولة سابعة لعمل اللجنة الدستورية، بعد إتمام هدفه المرحلي الحالي بإقناع الكل بمبادرة “خطوة مقابل خطوة”، التي يروج لها المبعوث الأممي على إنها “خارطة طريق”، للوصول إلى خط نهاية الحدث السوري.

 

تابعونا على فيس بوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك