سيف نبيل: منذ أغنيتي الأولى راقبت الساحة الفنية وجربت واجتهدت لبلوغ “ستايل” يخصني
الأغنية العراقية دخلت القلوب بمفرداتها الدافئة وموسيقاها الحيوية

|| Midline-news || – الوسط …
حوار: روعة يونس
.
انطلاقته الصاروخية، ونجاحه منقطع النظير، وانتشار أغانيه وحفلاته في قارات العالم، جعلت منه إلى جانب كونه أحد السفراء الشباب للأغنية العراقية، سفير النوايا الحسنة. لكن قبل وبعد ذلك؛ جعلته نجم الشباب في العراق والمنطقة ككل.
سيف نبيل.. النجم الشاب، صاحب الصوت الجميل، والحضور الوسيم، وبعد النجاح الكبير لأغنيات ألبومه “انتهى الموضوع” التي احتلت المراكز الأولى في برامج “سباقات الأغاني” وفي صدارة الترند (فوق القمة- كوني ودنياي- على فكرة- غصباً- ياروحي). حلّ ضيفاً معززاً مكرماً على “الوسط” في حوار إلكتروني لم نجد له بديلاً في زمن جائحة كورونا..
“صدمة إيجابية”
سأبدأ بسؤال لا بد منه! فقد ذكرت في وسائل الإعلام أنك “انصدمت” بالجمهور السوري. كيف يمكننا فهم هذه العبارة؟
نعم صدمني وفاجئني وأعجبني وأراحني الجمهور السوري. وحين أقول: سورية بلدي الثاني، فأنا لا أكرر عبارة يقولها الجميع! إذ حقاً انطلقت فنياً من سورية قبل عدة سنوات.. وحين أحييت حفلات في دمشق خاصة مهرجان “ليالي قلعة دمشق” فوجئت بهذا الجمهور الشاب المتحمس الذي سبقني إلى غناء أغنياتي، فانصدمت إيجابياً لأنه يحفظ أغنياتي ويرددها بحب.
حدثنا أكثر عن انطلاقتك الفنية، بخاصة أنك قلت “انطلقت من سورية”؟
في عام 2011 كنت في دمشق، وأصدرت أولى أغنياتي “هاي السنة” ثم تلتها أغنية “ذيك السنة”. والحقيقة كانت سنوات جميلة في دمشق. قدمت خلالها بعض الحفلات. لكن جمهور المهرجانات الفنية جمهور كبير ومغاير ورائع.
“ضد كورونا”
على سيرة المهرجانات، كنا على موعد مع حفل فني لك في دمشق لولا جائحة “كورونا”.
هذا صحيح، وكان هناك اتفاق منذ مطلع العام على حفلات في دمشق واللاذقية وحلب. لكن “الفايروس كيوفيد19” قض مضاجع العالم كله، وغيّر برامج وخطط ومصائر كثير من الناس.
كيف تتعاطى مع هذه الظروف المستجدة التي أفرزتها الجائحة؟
أتمنى أن يتم إيجاد علاج ولقاح كي يزول الوباء ونعود إلى حياتنا الطبيعية. خاصة في منطقتنا المنكوبة. نحن بحاجة إلى نكون أصحاء بلا أمراض، كي نستطيع إفادة مجتمعاتنا وأوطاننا. ومن جهتي أنا صدقاً ملتزم بارتداء الكمامات والقفازات، بل هناك إجراءات وقائية أخرى ألتزم بها، فهذا “الفايروس” لا يعني أنك قد تمرض فقط! بل إنك ستعدي محيطك وتعرضه للمرض.
“ستايل مبتكر”
بدورك أصبت الجمهور بصدمة إيجابية، فقد حققتَ انتشاراً وشهرة قل نظيرها خلال عامين أو ثلاثة فقط. جدياً أسألك كيف تحقق لك هذا النجاح؟
زين انها صدمة إيجابية (يضحك). النجاح الذي أعيشه نعمة من ربي، وجاء تتويج لتعب واجتهاد حتى استطعت الوصول إلى النجاح. فمنذ أغنيتي الأولى وأنا أراقب الساحة الفنية وأجرب وأحاول وأجتهد للوصول إلى نموذج “ستايل” غنائي، يكون جديداً وخاصاً بي وقريباً من الناس، والحمد لله تمكنت من ابتكاره وأعجب الناس.
حسناً، أخبرنا بنفسك عن مقومات هذا “الستايل” الذي اشتغلت عليه وقدمته ولاقى القبول؟
بداية أوضح (دون أن أناقض كلامي) أن الأغنية التي أقدمها ليست هويتي الكلية، فهي جزء من مشروع غنائي أحمله، لكني أسير وفق رغبات الجمهور إنما بحذر، ووفق مزيج فني يعتمد “بوب عربي” و”بوب اوبرالي” و”بوب فلكلور”. وهذا ليس كل ما لدي، إذ أسعى إلى “الباروك روك” و”موسيقى العالم” ومشروعي لا يزال قيد التطوير والمتابعة. لأنني لن أقف مكاني.
“انتشار الأغنية عراقية”
أخذ الأغنية العراقية إلى منطقة جديدة، من خلال “الستايل” الذي حدثتنا عنه. ألا يغير ذلك من قوام ومقام الأغنية العراقية؟
لا يفترض يا عزيزتي أن نتوقف عن عملية تطوير ثقافتنا وفنوننا بذريعة أن ذلك يُعد انقلاباً على تراثنا وثقافتنا. نحن لا نقوم بالإلغاء أو الشطب والمحو. نحن فقط نقوم بالمزج الموسيقي والتلحين والتقاطع والتطوير والتجديد لنعبر عن تجارب جديدة ترفد ثقافتنا وتراثنا، بل تحيي الأغنية العربية وتنقلها إلى آفاق أبعد وأوسع.
يُلاحظ أن الأغنية العراقية مؤخراً باتت تجذب إليها أصوات عربية.. بتقديرك ما سرها؟
نعم فنانون كثر يغنون الأغنية العراقية، وهي ليست حكراً على أهل العراق. لو لم تعجبهم الأغنية العراقية ونجحوا بها لما أطلقوها مثل نجوى كرم وناصيف زيتون وهويدا وأنغام.. فهي مليئة بالعواطف والشجن، وموسيقاها مفعمة بالحيوية، تدخل القلوب وتطرب الأذان.
“ملايين المشاهدات”
تتصدر أغنياتك منصات التواصل الاجتماعي، وقد حققت جميعها ملايين المشاهدات.. وبعض هذه الملايين لجمهور عربي؛ لا عراقي فقط؟
السبب يكمن في أن الأغنية العراقية تطورت كثيراً، كما أن الجمهور العراقي معروف عنه بأنه عاطفي ومتذوق حقيقي للفن. وتتميز الأغنية العراقية بقربها من إحساس وذائقة الجمهور العربي، وهذا ما رفع عدد مشاهدات أغنياتي إلى هذه الأرقام العليا. وكما سبق وأخبرتك، بكل تواضع تعبت واشتغلت كثيراً على ألحاني وموسيقاي كي أقدّم فناً جديداً. فكما تعرفون أنا ألحن أغنياتي بنفسي.
هل تلك المشاهدات قادتك لأن تصبح سفيراً للنوايا الحسنة؟
هذا سؤال محرج! لكن قيل في أسباب تسفيري: إن مجمل تجربتي الفنية وما أتمتع به من شعبية ومحبة في العالم العربي، ولقيامي بأعمال إنسانية ووو. وكنت حريصاً ألا يكون لقب السفير مجرد لقب فقط، بل أن يكون لي دوراً حقيقياً وفعّالاً.
“لهجات مختلفة”
قدمت أكثر من 30 أغنية، كل أغنية تبزّ سابقتها جمالاً.. لكن ألا تفكر في طرح ألوان غنائية أخرى؟
حالياً لا.. لكنني أفكر في الغناء بلهجات مختلفة (الشامية والمصرية والخليجية والمغاربية) لكن ليس في الوقت الحالي، بل في المستقبل، كتحية إلى تلك الشعوب الغالية.
أطلقت هذا العام ألبوماً غنائياً حمل عنوان “انتهى الموضوع” هل كانت الألبوم كاملاً من توقيعك كملحن؟
تضمن الألبوم 10 أغنيات جميعها باللهجة العراقية ومن الحاني، تعاونت فيها مع عدة مبدعين (قصي عيسى، نور الزين، علي البدر، عمر صباغ، قيس الفارس، منير جعفر.. وغيرهم). وأعتقد أنه بشكل نقلة فنية جديدة في مشواري الفني. فهناك نجوم كبار سبقونا في التعريف بالأغنية العراقية، وأرجو أن أكمل مع باقي زملائي الفنانين مسيرتهم.