سوريا ومتطلبات العودة .. قراءة في المشهد السوري الحالي .. مازن عجيب ..

|| Midline-news || – الوسط …
الأخذ بزمام المبادرة لايعني أن تكون لحوحاً أو وقحاً أو عدوانياً، بل أن تدرك المسؤولية الملقاة على عاتقك لتصل إلى هدفك .
بتلك الكلمات قد نؤسس بطريقة ما لمجموعة من الأفكار التي من شأنها أن تكون مدخلاً لتغيير أو تطوير العقلية التي نتعاطى بها مع التحديات التي تواجه محاولاتنا لايجاد حلول للأزمات المتلاحقة التي تعصف بنا وبغض النظر عن أسبابها .
قبل أن نبدأ بالتحليل علينا أن نعترف بحجم الاذى و الضرر الذي أصاب مجتمعنا السوري على مدى عقدٍ من الزمن، على الصعيد النفسي، الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي والأمني.
البعض يعتقد أن الأذى قد يكون بالغاً، وفكرة العودة لاستلام زمام المبادرة قد تبدو سوريالية، لكن البعض الأخر يجد أنه حيث توجد إرادة يوجد طريق، شريطة أن تكون هذه العبارة بعيدة عن العواطف والوجدانيات، وأن تقترن بمحاكاة علمية للانطلاق والتخطيط لإيجاد حلول .
إن اعترافنا بالأخطاء و تحديد نقاط الضعف فينا والتخطيط لتحويلها إلى نقاط قوة هي البداية للتفكير الصحيح والإيجابي، والاستناد إلى القيم التي تربى عليها غالبيتنا قد يكون مدخلاً للحل، فقد طرأت على مجتمعنا السوري عادات سلبية فرضتها طبيعة المرحلة، وعلينا أن نضع في مقدمة أولوياتنا التخلص من تلك العادات والتركيز على إعادة بناء الثقة بأسرع وقت ممكن .
العادات هي نقطة التقاء لثلاثة أشياء :
- أولها المعرفة، أي ما يتعين علينا القيام به، ولماذا يتعين علينا ذلك ؟.
- ثانيها المهارة، أي كيفية القيام بهذا الأمر .
- ثالثها الرغبة، وهي الدافع والحاجة للقيام بهذا الامر .
وإذا ما استندنا إلى قيمنا، واستطعنا تحديد سبيل لإلتقاء معرفتنا ومهارتنا ورغبتنا، قد ننجح في تصويب عاداتنا السلبية الطارئة .
قد تكون المرحلة التي نعيشها استطاعت أن تسلبنا الكثير مما نمتلك، لكنها لن تستطيع أن تسلبنا احترامنا لأنفسنا مالم نتخلى عنه بإرادتنا .
هنالك مقولة لطالما تتردد على أسماعنا وتمر مروراً عابراً من غير أن نفكر بها، ربما لأنها تنطبق على الجميع وهي “الإنسان عدو مايجهل” ، قد تعلمنا الحياة الكثير وقد يزيد من معرفتنا تراكم تجاربنا بالحياة بالإضافة إلى ما نحصله من خلال تعليمنا المدرسي والجامعي، لكننا في المحصلة نبقى أعداء ما نجهله، وما لم نملك الجرأة أو الإمكانيات أو الرغبة لتعلمه، فنغدو بطريقة غير مباشرة كمن يُعرقِل ويضع العصي في العجلات لمجرد ردود أفعالنا على تجارب ونظريات نجهلها .
عندما ننظر إلى تجارب الآخرين، وأقصد هنا المجتمعات الغربية، على مستوى الحياة العامة والاقتصادية والخدمية، فإننا نقف فاغري الأفواه ومشدوهين من أسلوب الحياة وطريقة التفكير والتعامل، وأنا أثق أن لاعلاقة للأمر بما يسمى الديمقراطية والحريات، الأمر مرتبط تماماً بالمبادرة، بالعادات السليمة، بالتخطيط، والاعتماد على المختصين في شتى المجالات، وأنا أتحدث هنا بعيداً عن السياسة، وأركز على باقي المجالات، ثمّة ثقافةٌ مختلفة تماماً عما نعيشه في مجتمعاتنا العربية عموماً والمجتمع السوري على وجه الخصوص، ثقافةٌ تجعل الكثيرون يعتقدون بأنه من المستحيل أن نصل إلى ما وصلت إليه تلك المجتمعات .
هل سألنا أنفسنا يوماً لماذا؟، وما هي الأسباب؟، وماهي نقاط الضعف لدينا؟، وهل ثمّة نقاط قوة يمكن الاستناد إليها لتوفير فرصٍ للنهوض .
بكل أسف نحن بعيدون تماماً عن ذهنية المحاولة ورهينوا ذهنية الاستسلام للواقع، وجُلّ ما نستطيع فعله هو الكلام والشكوى فقط .
ثمّةَ حلول ممكنة إذا ما آمنّا بأننا قادرون، وإذا ما استعدنا الثقة بأنفسنا، وأيقنّا أن هنالك ضرورة لإيجاد حلول، أما أن نبقى كما الريشة في مهب الريح، فهو أمرٌ سيقودنا بشكل حتمي إلى ركنٍ بعيد، حيث تتراكم فيه تلك الأشياء التي لاوزن لها ولاقيمة .