سلسلة فن صناعة الموت “فيروس الزيكا ” /ج4/ – جيهان علي جان

|| Midline-news || – الوسط …
العام 2016.. لم نكن قد التقطنا أنفاسنا بعد، عقب الهجمة الشرسة من قبل فيروس “إيبولا” وقبلها أنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها، حتى داهمنا فيروس “زيكا” الذي اختار الأجنة الضعيفة لتكون فريسته ..هذا الفيروس الشرس حير أدمغة العلماء لما له من مخاطر على الشكل الخارجي للأجنة إذ إنه يفلطح رؤوسهم ويفتك بأدمغتهم ويورثهم ضمورًا مريعًا.
المتهم الرئيسي وراء هذا الفيروس الشرس البعوض “المزعج”، ما إن شاهد العالم صور الأطفال في البرازيل الذين وقعوا فريسة لهذا الفيروس وقد ولدوا برؤوس صغيرة حتى عم غضب عالمي، انقسمت ردود الفعل والتفسيرات بين من يرمي باللوم على الطبيعة، ومن يرمي باللوم على تجربة علمية فاشلة تسببت في خطأ، بريء أو متعمد، لكنه خطأ محال أن يغتفر مع وجود احتمالات لو ضئيلة بحصد ملايين الأرواح البشرية في حال فشل السيطرة عليه.
فمن بإمكانه أن يصدق اليوم أن دولاً عظمى تتسابق على صناعة الأسلحة الأكثر فتكاً بالبشر، لا تستطيع أن تسخر إمكانياتها العلمية والمادية لإيجاد عقاقير لفيروسات تحصد أرواح الملايين، لم يعد مقبولاً لدينا أن نرى جثثا متناثرة هنا وهناك بسبب عجز علمي طبي ، بعد أن نجح العلماء بتحويل زراعة البطاطا والفراولة في المريخ (الكوكب الأحمر) من خيال علمي إلى حقيقة علمية.
في شباط 2016 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن العيوب الخلقية المرتبطة بانتشار فيروس زيكا في أفريقيا والأميركيتين وآسيا والمحيط الهادئ، أصبحت تمثّل “حالة طوارئ صحيّة عالمية”.. وغدا فيروس “زيكا” حينها الحدث الآني، لنشرات أخبار العالم وشريط العاجل الأحمر ، مع عرض صور الأجنة التي ما إن تشاهد عيونهم حتى لتظن أنهم يصرخون في وجهك “بأي ذنب خلقت مشوهاً في زمن التقدم العلمي الرهيب”.
تم اكتشاف فيروس زيكا في عام 1947 من قبل مؤسسة روكفلر عندما تم عزله من القرود من غابة زيكا في أوغندا بالمختبر ومنذ ذلك الحين تمتلك المؤسسة براءة الاختراع الخاصة بهذا الفيروس، ثم اكتشف لدى البشر في عام 1952، وتحديداً في أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة، وفي العام 2016 لوحظت صلة بين فيروس زيكا وصغر الرأس لدى المواليد الجدد.
ظهر الفيروس في دول أمريكا الجنوبية (البرازيل، وكوستاريكا والأرجنتين والإكوادور)، وبدأ في الزحف شمالا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إنه ينتقل عن طريق نوع من البعوض يسمى “الإيدس”، مما دعا منظمة الصحة إلى إطلاق تحذير للسيدات الحوامل من السفر لهذه المناطق تجنباً للإصابة بالفيروس.
ماقصة هذا الفيروس الموجود منذ 69 عاما، مع بيانات لمرضى بالمئات من الولايات المتحدة يحملون هذا الفيروس، وفقا لموقع Scientific American، لماذا أصبح هذا الفيروس يشكل تهديدا حقيقيا العام 2016.
كثيرون ومن بينهم المحقق الصحافي الشهير جون رابوبورت بحثوا في أسباب هذا المرض وخصوصا منها نظرية المؤامرة، مستندين إلى مقالات الدكتور الهندي جاغاناث شاترجي( المتخصص في دراسة العقاقير الطبية ، رئيس شبكة نشطاء مكافحة التطعيم).
الدكتور شاترجي شرح لغز الزيكا قائلاً إن العلماء لاحظوا ظهور فيروس الزيكا في المناطق التي تم فيها إطلاق البعوض المعدل وراثيا في عام 2015 لاحتواء حمى الضنك وتم إطلاق البعوض من قبل شركة تدعى Oxitec بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس (BMGF).. متسائلاً إذا ما تم استبدال فيروس بآخر.
مؤسسة بيل وميليندا غيتس كانت الداعمة للمحاصيل المعدلة وراثيا، وبالتالي عملية رشها بمبيدات حشرية سامة، هي السبب خلف حالات ضمور الدماغ وليس الفيروس كما أشيع (بحسب الدكتور).
الصحفي مايكل سبكتر كشففي صحيفة “نيويوركر” الأميركية حينها أنّ أحد استطلاعات الرأي أشارت إلى أنّ أكثر من ثلث الأميركيين يظنون أن البعوض المعدل وراثياً تسبب في انتشار الزيكا.
ليعم الغضب مجدداً ضد الغرب لاسيما الولايات المتحدة لاستخدام العلم والمختبرات للعبث بالصفات الجينية للحشرات والميكروبات مما يخل بالتوازن البيئي في عالم الأحياء.
بالعودة للمحقق الصحافي جون رابوبورت الذي اعتبر أن أزمة زيكا هي أزمة مفتعلة فقد نفى حينها (شباط 2016) وجود 4180 حالة من ضمور الدماغ في البرازيل كما أشيع، مؤكدا وجود404 حالة، منهم 17 حالة فقط قد تكون على علاقة بفيروس زيكا أي 4.2بالمئة من الحالات فقط.
الزلزال القوي والصادم جاء من رئيس أساقفة ليما، الكاردينال الكاثوليكي خوان لويس تشيبرياني، الذي قال إن فيروس زيكا مؤامرة كاذبة لقتل الأجنّة وتشريع الإجهاض واصفاً الأمم المتحدة بـ “هيرودس العصر”( الذي أمر بذبح كل مواليد بيت لحم عندما علم أن المسيح قد وُلد فيها).
اتفق حينها رأي رئيس أساقفة ليما مع رأي الدكتور الهندي جاغاناث شاترجي الذي اعتبر أنه بزعم فيروس الزيكا سيتم تطعيم النساء ودفعهن للإجهاض حتى يُصبنَ بالذعر ويمتنعن عن الحمل وممارسة الجنس كما سيُطلب من الدول التي تعترض على الإجهاض وضع قوانين لإضفاء الشرعية عليه.
بذلك نعود إلى نظريات المؤامرة والشائعات التي تقول إن الأوبئة تنشر بشكل متعمد من جانب حكومات النظام العالمي الجديد بهدف الحد من عدد السكان على المستوي العالمي.
الجدير بالذكر أن مؤسسة روكفلر هي إحدى أغنى وأقوى أسر النظام العالمي الجديد، ومن المعروف أن الطب الغربي هو طب آل روكفلر (أميركية الجنسية وصهيونية الهوى) ولهذه المؤسسة اليد الطولى على منظمة الصحة العالمية.
جيهان عصمت علي جان – صحفية سورية