رأي

بايدن وسلام “مربّع” للرئيس ماكرون! .. بشار جرار .. واشنطن

 ظننته خبراً كاذباً “فيك نيوز”!، اكتفيت بضغط زر الإعجاب ولم أعد تغريده ريثما أتحقق من صحة الخبر ودقته. فجاءني الخبر صوتاً وصورة وعلى لسان صاحب الخبر وليس مصدراً قريباً منه فقط. أتى إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي ليرجو -بحق “الصداقة”- بايدن وأمريكا ألا تبيعه الغاز بأربعة أضعاف ما كان يحصل عليه من روسيا قبل العقوبات الأمريكية (الغربية) يعني الفرنسية على موسكو.

بحق السماء ماذا يعني هذا سوى المثل الأمريكي القائل بأن الحال كمن يطلق النار على قدميه!.

تذكرون -يا سادة يا كرام- الحملة الفرنسية والأمريكية الشعواء على الرئيس السابق دونالد ترامب وتلك السيدة الفرنسية التي أهدت وزير خارجيته مايك بامبيو قطعة من الجبن الفرنسي على مرأى من الصحافة العالمية احتجاجاً على ضرائب ترامب على الجبن والكونياك الفرنسي الفاخر..

طبعاً التفسير معروف والعذر “أجمل” من أن يتم تشويه سمعته! هذه سوق، واقتصاد سوق، والسوق حرة، ترفع الأسعار وتخفضها كيفما شاء، وليست المعادلة الوحيدة ما تعلمناه في اقتصاد ١٠١ في أنه كلما قل العرض زاد الطلب وزادت معه الأسعار. ثمة “إن” كبيرة فيما يجري في عالم اليوم.

مثالان خفيفان على اللسان ثقيلان على قلب “القطيع” من سياسيين واقتصاديين وإعلاميين -للأسف.

المثالان أمريكيان، لا بل على لسان الرئيس جو بايدن نفسه، الأول محلي ويتعلق باتهام بايدن أصحاب قطاع المحروقات في بلاده باستغلال كورونا وأوكرانيا لرفع الأسعار ما يسمى “برايس غوجينغ”!،  أما المثال الثاني فهو “خيبة أمل” بايدن من قرار أوبك بلاس تخفيض الإنتاج مليوني برميل يومياً وأثر ذلك على الأسعار، أثرٌ شطح فيه خيال جوقة الهستيريا الإعلامية – في الصحافة الحرة والنزيهة -لتوجيه أصابع الاتهام بوجود “مؤامرة” بين بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأصحاب قطاع المحروقات في أمريكا للهزيمة النكراء التي سيصحو عليها بايدن وحزبه صبيحة الثامن من نوفمبر المقبل.

سلام “مربّع” لماكرون! متى يخرج للمتظاهرين ضد طريقة إدارة ملفات الطاقة وأوكرانيا والناتو والاتحاد الأوروبي. سلام مربّع مفتوح على أربعة احتمالات:

  • تراجع تدريجي يقوده ماكرون بنفسه من ورطة الصدام مع بوتين.
  • تنامي المظاهرات المطالبة بإسقاطه والخروج من الناتو.
  • بريكزيت فرنسي.
  • أو -وهذه ستكون مفاجأة كبرى- وصول مالوني فرنسا إلى السلطة، مارين لوبان..

متى يقول ماكرون وغيره من القادة الأوروبيين، مقولة الرئيس التونسي الراحل زين الدين بن علي: الآن فهمتكم..

 

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..

 

عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter
صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى