سفينة مونديال قطر تصل بسلام إلى محطتها الأخيرة الحاسمة
وصلت سفينة مونديال قطر بسلام إلى محطتها الأخيرة الحاسمة، بعد 12 عاماً من الحملات العنيفة وغير المسبوقة لسحب تنظيم كأس العالم لكرة القدم من أول بلد عربي.
لكن التحديات لم تنتهِ، بل بدأ الشق الأصعب منها مع قرب انطلاق مونديال قطر، وتدفق أكثر من مليون مشجع من شتى أنحاء العالم حاملين معهم ثقافتهم التي تختلف بعضها مع عادات وتقاليد الشعب القطري، بل وقد تتعارض مع قيمه ومبادئه، واضطرت السلطات في قطر إلى التعامل بأكبر قدر من المرونة مع هذا الوضع الاستثنائي، حتى لا تمنح أي حجة للمتصيدين لإفشال المونديال قبل وخلال تنظيمه.
أكثر حملات الإساءة ضد قطر انطلقت من بريطانيا ثم ألمانيا بل واشتركت فيها حتى فرنسا، التي تربطها علاقات اقتصادية وتجارية ورياضية وأمنية متقدمة مع الدوحة، وتفنن الإعلام الغربي في كيل التهم وشن الهجمات على قطر، إلى الدرجة التي دفعت وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن، إلى القول إن الحملة التي واجهتها بلاده “لم تواجهها أية دولة أخرى حظيت بحق استضافة هذه البطولة”.
وكادت تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، التي قالت إنه “من الأفضل عدم منح شرف تنظيم المونديال لدول كهذه” أن تحدث أزمة مع قطر بعد أن استدعت الأخيرة سفير ألمانيا لديها، وجاءت تصريحات رئيس الفيفا السابق لتصطاد في الماء العكر، عندما قال إن قطر “صغيرة جداً بالنسبة لحدث مثل كأس العالم”.
ورغم كل الانتقادات والعراقيل التي يحاول الغرب وضعها، إلا أن قطر، من أكبر أقطاب “الغاز المسال” في العالم وبفضل احتياطاتها الضخمة التي وضعتها في المرتبة الثالثة عالمياً، وإنتاجها الكبير، وازدادت أهميتها الاستراتيجية بعد لجوء أوروبا إليها لتعويض جزء من نقص إمدادات الغاز الروسي.
وهذا ما جعل أوروبا مستاءة من قطر لأنها أخذت الجمل بما حمل، ولم تستفِد فقط من تضاعف أسعار الغاز، بل ستحصل على مداخيل بالمليارات من تنظيم كأس العالم، وقوة ناعمة لا تقدر بثمن.