سرقة أدبية … أحمد علي هلال

على الأرجح أن رواية « سرقة أدبية » للمكسيكي ايكتور اغيلار كامين، التي صدرت عام 2020، بأحداثها ومفاجآتها قد تعيدنا إلى سياقات الجدل الضاري حول شخصية الروائي المصري د.يوسف زيدان، والتشكيك برواياته ومرجعياتها «القرائية» روايات من مثل «عزازيل، وظل الأفعى».
هذا الجدل الذي سيتواتر في الصحافة الأدبية وسيشغل النقد طويلاً أي باكتشاف أنساق الروايات وكيف يعبر النص «المسند إليه» بتعبير المفكرة والناقدة سوزان سونتاج في رصدها لأحوال التناص وآليات تشكيله وحوارياته الكثيفة، ولعل العنوان «سرقة أدبية» وما تحمله رواية -ايكتور كامين- من مضامين مشابهة إلى حدٍّ كبير ستكون عنواناً لذلك الجدل الذي يذهب معه القارئ لأعمال زيدان إلى حيرة وارتياب، وكيف يشكل -زيدان- رواياته بالاستناد إلى التاريخ والأساطير واللاهوت، ليقارب فيها فهما بعينه. وعلى الأقل هنا أن «عزازيل» التي ارتبطت بمرجعيات تاريخية ودينية عالمية «رواية هيباتيا» لن تكشف فقط ما قرأه يوسف زيدان بل ما أراد توظيفه في الشائك والشائق من التخييل، ذلك أن الثقافة بمدلولها الأعمق ليست سوى حوار بين الثقافات… الأمر الذي يذهب إلى سؤال مركب:
ما الفرق إذن بين الانتحال والسرقة إذا استبعدنا مفهوم التناص جانباً على أهميته في الامتصاص والتحويل، والتأثر والمحاكاة والابدالات المعرفية؟ وماذا يفعل النقد في هذه المساحة القديمة الجديدة في تاريخ ثقافي متشابك ومتعدد؟ إذ إن القول بالسرقة أو الانتحال سيبدو قولاً ناقصاً، وبالمقابل فإن نفي هذا الموضوع سيحتاج إلى المزيد من الدلائل.
وعلى طريقة –أحمد فارس الشدياق- في «الساق على الساق»، إذ يحيلنا الكاتب عمار المأمون في قراءته للرواية ومتابعته لها مثلا إلى «فن الانتحال الروائي وقدرة الكاتب على تقليد النصوص والروايات التي يعجب بها، في رهان على الحسد ومهارة إعادة الكتابة»، فضلاً عن أن ما تكشفه تلك الرواية «هو فساد الأوساط الثقافية ودور المنتحلين والملفقين في التأثير ضمن عالم الأدب»، ويمكن لغير باحث أيضاً وبعيداً عن غواية «الخبطات الصحفية» من أجل عنوان مثير، من أن يجد أن الأمر لا يستحق الكثير من العناء، كما قال المفكر والطبيب المصري علاء حمودة، الذي اتهم يوسف زيدان بالسرقة، أنه سيعود إلى قراءة الأعمال العالمية أي ذهاباً إلى النبع وليس إلى الفروع، أي لمعرفة أكثر صفاءً من توليفات تضع سؤال الإبداع على المحك.
.
*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا
.
-لمابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews