
سجل أسود من اغتيالات الزعماء في باكستان، ورئيس الوزراء السابق عمران خان ليس الأول.. لذلك يكتسي العمل السياسي في هذا البلد ثوبا بالغ الخطورة ، فالموت يتربص بالزعيم في كل مكان وهو في أوج تألقه أو بعد أفول بريقه
وعلى الرغم من أن عمران خان نجا من محاولة الاغتيال وحالته مستقرة، إلا أن الحادث يعدّ مفصليا في الحالة السياسية التي تمرّ بها باكستان، منذ أطيح بزعيم حركة “إنصاف” من منصبه خلال تصويت برلماني، نجح خصومه في حجب الثقة عن حكومته في أبريل/نيسان الماضي.
اقرأ المزيد…محاولة اغتيال تستهدف عمران خان
لعنة رئاسة الوزراء
و تعد باكستان من بين أكثر الدول سجلا في الجريمة السياسية حيث تملك أكبر لائحة اغتيالات في العالم كان لرؤساء الوزراء النصيب الأكبر منها يضاف إليها الانقلابات
اذا رئيس الوزراء السابق عمران خان ليس الأول.. في سجل اغتيالات الزعماء في باكستان فقد سبقه العديدون .. والبداية كانت مع لياقت علي خان، أول رئيس وزراء لباكستان في تاريخها.
اختير لياقت علي خان عام 1947 رئيسا للوزراء عقب فوز حزبه “الرابطة الإسلامية” في الانتخابات التشريعية، ورغم جهوده في بناء الدولة الفتية، المنفصلة لتوها عن الهند، إلا أن خصومه السياسيين كانوا له بالمرصاد.
منتصف أكتوبر/تشرين الأول عام 1951 كان لياقت علي خان في نشاط حكومي بمدينة روالبندي قرب العاصمة إسلام أباد، وتقدم إليه قاتل مأجور، وأرداه قتيلا، في حادثة هزت البلاد وقتها.
حتى قبل اغتياله، واجه لياقت علي محاولة انقلاب عسكري فاشلة عام 1949 ضمن ما عرف حينها بـ”مؤامرة روالبندي” التي قادها الجنرال أكبر خان مع عدد من نشطاء اليسار، وضباط الجيش ضد الحكومة.
بعد يوم واحد فقط من اغتيال لياقت، تولَّى خواجة ناظم الدين من حزب “الرابطة الإسلامية” أيضاً منصب رئاسة الوزراء، لكنه أزيح من المنصب بعد أقل من عامين في أبريل 1953، وذلك بتحرك من الحاكم العام للبلاد حينها مالك غلام محمد رداً على الاضطرابات وأعمال الشغب التي شهدتها البلاد خلال فترة ناظم الدين.
اغتيالات في عائلة بوتو
كان لعائلة بوتو النصيب الأكبر من العنف السياسي في باكستان، بدءا بإعدام رئيس الوزراء الأسبق ذو الفقار علي بوتو شنقا عام 1979، واغتيال نجله مرتضى بوتو عام 1996، ثم ابنته رئيسة الوزراء بنظير بوتو عام 2007.
ففي 27 ديسمبر/ كانون الأول 2007 وبعد خروج بنظير بوتو من مؤتمر انتخابي، بمدينة روالبندي، وفيما كانت تحيى الجماهير وهى واقفة في سيارتها تم إطلاق النار عليها فأصيبت في عنقها وصدرها، بعدها تمت عملية تفجير قام بها انتحاري لتلقى مصرعها.
سجل أسود من اغتيالات الزعماء في باكستان
و من أشهر محاولات الاغتيال في العقود الأخيرة، الحادث الذي تعرض له رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق يوسف رضا جيلاني عام 2008، حيث نجا من الموت إثر تعرض سيارته لإطلاق نار بينما كانت سيارته تسير باتجاه العاصمة إسلام أباد، ورغم تضارب الأنباء حول وجوده بالموكب وقتها، إلا أنه كان المستهدف الأول.
في 19 مايو/أيار 2013 اغتيلت سياسية باكستانية، هي زهرة شهيد حسين، كبيرة نواب رئيس حزب “إنصاف في مدينة كراتشي، قبيل جولة إعادة جزئية للانتخابات العامة.
3 أبريل/نيسان 2014 نجا الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف -الذي كان يُحاكم بتهمة الخيانة العظمى- من محاولة اغتيال عندما انفجرت قنبلة قبيل مرور موكبه بالعاصمة إسلام آباد.
24 أبريل/نيسان 2015 لقيت ناشطة حقوق الإنسان الباكستانية البارزة سابين محمود، مصرعها رميا بالرصاص في مدينة كراتشي.
15 أكتوبر/تشرين الأول 2015 استهدفت الاغتيالات السياسية في باكستان بعض رجال القضاء أيضا؛ إذ قُتل رئيس محكمة إقليم بلوشستان السابق، القاضي نور محمد مسكانزاي في هجوم مسلح بالإقليم.
6 مايو/أيار 2018 نجا وزير الداخلية أحسن إقبال، حيث أصيب برصاصتين في مسقط رأسه بإقليم البنجاب.
ومن الناجين من محاولات الاغتيال أيضا مفتي باكستان محمد تقي عثماني، في22 مارس/آذار 2019 إذ أطلق مسلحون النار عليه في مدينة كراتشي وقد أسفر الهجوم عن مقتل شخصين.
المصدر: وكالات+ وسائل إعلامية
اقرأ المزيد…جيش باكستان يوضح موقفه من عمران خان وتصريحات “نادرة” لقائد الاستخبارات