سبت النور.. الكحل تراث المصريين للجمال والعلاج والوقاية من الحسد

اليوم سبت النور، وهو يسبق عيد القيامة بيوم واحد، يسميه البعض سبت الفرح، ومع مرور الزمن صار مرتبطاً بالبصر والبصيرة، إنه يوم ظهور النور في الأرض، الشمس في اعتدالها تملأ الأرض، والسيد المسيح الميت في قبره يستعد للقيام.
بعد يوم من صلب السيد المسيح وموته، حسب العقيدة المسيحية، وفيه حسب الأناجيل، أنار المسيح على الجالسين في الظلمة عندما نزل إلى الجحيم وأخذ من كان على رجاء، كل من مات على رجاء الخلاص إلى الفردوس، فيقول (إنجيل متى)، “الشعب الجالس في ظلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور،” ويذهب آخرون سببه النور الذي يخرج من القبر المقدس في مدينة القدس في ظهر ذلك اليوم من كل عام.
سبت النور.. بالكحل يجمع المسلمين والمسيحيين
ومع الزمن، خصوصاً في مصر، اختلط الديني بالشعبي، وصار أسبوع الآلام يجمع المسلمين والمسيحيين، للاحتفال معاً، خصوصاً أنه يأتي مع موسم حصاد القمح، ونهاية موسم البرسيم، وهو ما يعني أن الأرض تترك موسماً زراعياً وتستعد لموسم آخر.
المصريون لا يتخلون عن عاداتهم بسهولة، لذا فإن تزيين العيون بالكحل، منذ زمن الفراعنة، النساء والأطفال والرجال أيضاً، يغرمون بالكحل، ليس بغرض الزينة فقط، لكنه علاج أيضاً، إنه يجدد البصر، بحثاً عن الرؤية الأفضل، وليس أفضل من سبت النور، كي يحتفل الجميع بالكحل، متمنين أن يمنحهم الله القدرة على البصر.
الكحل هو من أقدم مواد التجميل في آثار الحضارات القديمة يستخدم لتحديد العين أو تلوين الرموش، اخترعه القدماء المصريون في 3500 – 4000 قبل الميلاد وظهرت بالآثار المصرية عيون الآلهة رع محددة بشكل مذهل، كما استخدم لتزيين عيون الفراعنة، وتستخدمه المرأة لجعل عيونها واسعة وجميلة وجذابة ولكن الفتيات أصبحن الآن يترددن في وضع الكحل داخل العين خوفاً من ضيق العين.
الفراعنة..
استخدم المصريون القدماء، الكحل المرتكز على الرصاص والذي كان ساماً لكنهم كانوا لا يعلمون مدى خطورته، واستخدموه من أجل تجميل العيون المصرية القديمة، وعرف عن الكحل أن لديه العديد من الخصائص المضادة للميكروبات، إضافة إلى أنه كان يرمز ويمثل الجانب السحري لاستدعاء الآلهة حورس ورع من خلال وضع المكياج الأسود.
واستخدم الكحل في الحضارة المصرية القديمة للنساء والرجال، لحماية أعينهم من شمس الصحراء الحارقة ومن بعض أمراض العيون، ولذا كان يوضع للأطفال حديثي الولادة والأطفال صغار السن بغض النظر عن جنس الطفل، لتقوية العين أو لحمايتها من العين الشريرة أو الحسد، والعين دائماً مفتوحة على التوابيت التي تحتوي المومياء للاعتقاد بأن الميت يرى ما يحدث حوله.
المصدر: اليوم السابع/الوسط