العناوين الرئيسيةدولي

زيارة شي الاستثنائية للسعودية.. أين إيران من هذا التحول السريع؟

عكست زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الاستثنائية إلى السعودية الأسبوع الماضي، والتي تخللها قمتين خليجية وعربية، التحول السريع الذي لطالما تحدث عنه المراقبون حول دخول علاقات بكين ودول المنطقة إلى مرحلة جديدة من التقارب سريع التطور.

زيارة شي الاستثنائية إلى السعودية سلطت الضوء على لاعب إقليمي مهم ومؤثر للغاية وهو إيران، الشريك الآخر للصين في المنطقة، والذي يخشى أن يأتي تعزيز العلاقات العربية- الصينية بضرر بالغ له، في ظل التنافس الإقليمي الذي طال أمده مع السعودية وحلفائها، بحسب تقرير لمجلة “ذا ديبلومات”.

وأعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن قلقه إزاء موقف الرئيس الصيني شي، قائلاً إن مجموعة من البنود التي أعلن عنها خلال الزيارة الأخيرة، تسببت في استياء وشكاوى من الشعب الإيراني وحكومته، وإن إيران تطالب بجدية بمراجعة هذه المواقف.

وفي عام 2016، وقع شي اتفاقيات شراكة استراتيجية شاملة مع كل من السعودية وإيران، خلال أسابيع فقط. وبين عامي 2017 و 2019، أجرت بكين تدريبات عسكرية منفصلة مع إيران والسعودية، بفارق زمني أسابيع قليلة فقط في كل مرة، لتجنب نقل رسالة خاطئة.

وخلال هذا اللقاء، أكد هوا أن الصين “كانت ولا زالت” تحترم السيادة الوطنية ووحدة أراضي الجمهورية الإسلامية الايرانية، وتدعم جهودها الهادفة إلى تحقيق مصالحها الأساسية، مشيراً إلى حرص بلاده على تعزيز وتعميق العلاقات مع إيران وذلك بغض النظر عن التطورات الإقليمية والدولية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم”.

زيارة شي الاستثنائية للسعودية عكست أيضاً تقارباً شديداً وعلاقات دافئة للغاية، ووقع البلدان اتفاقيات استثمارية بقيمة 50 مليار دولار، أي أن المكاسب الكبيرة لم تقتصر على بعض المواقف والرسائل السياسية، فهل هذا يعني تأرجحاً مؤقتاً للبندول من إيران إلى السعودية أم أن الوضع الراهن أصبح موالياً للرياض فقط.

في الحقيقة يبدو الاحتمال الأول أكثر ترجيحاً من الأخير.. قد تكون السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي أهم من حيث الأولوية الجيوسياسية على المدى القريب بالنسبة للمسؤولين الصينيين، وذلك بسبب الفوائد المباشرة للعلاقات المتعمقة مع المملكة والتحديات الداخلية الحالية التي تواجه إيران، حسب “ذا ديبلومات”.

في غضون ذلك، لم تحقق إيران مثل هذه المكاسب للمستثمرين الصينيين على المدى القصير، ولا تزال الشركات الصينية في إيران غارقة في مخاوف بشأن خطر فرض عقوبات أمريكية، ووفقاً للتقرير، فهذا أمر متوقع، بالنظر إلى أن خارطة التعاون الاستراتيجي بين بكين وطهران لها جدول زمني مدته 25 عاماً، مقارنة بخمس سنوات فقط مع السعودية، وتنظر الصين إلى شراكتها مع إيران كلعبة انتظار استراتيجية تتطلب اهتماماً دبلوماسيا واسع النطاق على المدى الطويل.

ومن المرجح أن تهدف خطوات بكين التالية بعد زيارة شي إلى طمأنة إيران بشأن حياد الصين وتكافؤ العلاقات والتأكيد على سياسة الصين طويلة الأمد المتمثلة في عدم التدخل، ومن ثم الانخراط في دبلوماسية دقيقة للتواصل مع كلا البلدين لمنع التصعيد مع إيران.

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك –تلغرام –تويتر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى