رفع حظر التجول بالعراق..وانسحاب أنصار الصدر من المنطقة الخضراء بعد مواجهات دامية

رفع حظر التجول بالعراق المفروض منذ أمس الإثنين.. وانسحاب أنصار مقتدى الصدر من المنطقة الخضراء استجابة لدعوته بعد مواجهات دامية
وجاء القرار، بعد أن دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مؤيديه إلى الانسحاب من الشوارع.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في العراق ، في بيان مقتضب، إنه “تقرر رفع حظر التجوال في بغداد والمحافظات”.
وفي أول تعليق على خطاب الصدر، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن “دعوة زعيم التيار الصدري إلى وقف العنف، تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي”.
مشيرا إلى أن كلمة الصدر، “تحمّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني، والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات”.
وبعد لحظات على توجيه الصدر، بدأ أتباعه بالانسحاب من أمام البرلمان العراقي والمنطقة الرئاسية، بحسب صور ومقاطع فيديو .
وكان الصدر أمهل أنصاره في خطابه اليوم، ساعة واحدة، لترك ساحات الاحتجاجات، أو التبرؤ منهم.
وأمس الإثنين، دعا الكاظمي، زعيم التيار الصدري، إلى سحب أنصاره المتظاهرين من المباني الرئاسية والمنطقة.
وقال الكاظمي بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، إن “التطورات الخطيرة التي جرت في عراقنا العزيز اليوم من اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء، ودخول مؤسسات حكومية، إنما تؤشر إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية وتراكمها”.
و في مؤتمر صحفي عقد في وقت سابق اليوم قال مقتدى الصدر، إنه يعتذر للشعب العراقي، المتضرر الوحيد مما يحدث.
وأضاف، إثر الاحتجاجات الدامية في بغداد: “كنا نأمل أن تكون هناك احتجاجات سلمية لا بالسلاح”.
وجدد الصدر اعتزاله السياسة، الذي أعلن عنه أمس الإثنين، قائلا “لن أعود إليها نهائيا”.
وقدم الصدر الشكر لقوات الأمن، التي وقفت بحيادية بين جميع الأطراف، حسب تعبيره.
الصدر قال أيضا إنه لا يوافق ولا يريد الآن أي مظاهرات حتى لو كانت سلمية، مهددا أنصاره بالتبرؤ منهم إذا لم ينسحبوا.
ووجه الصدر أنصاره بالانسحاب من البرلمان خلال ساعة واحدة، مهددا بموقف آخر إن لم يطيعوه.
وكانت المواجهات العنيفة قد تجددت في العراق صباح الثلاثاء، وسط أنباء عن سقوط صواريخ داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.
وأفادت تقارير بمقتل 30 شخصا، على الأقل، في اشتباكات مع قوات الأمن شهدتها مناطق متفرقة في أعقاب إعلان الصدر اعتزاله الحياة السياسية يوم الاثنين.
و أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية أن المنطقة الخضراء تعرضت في وقت مبكر من صباح الثلاثاء لقصف بأربعة صواريخ سقطت في مجمع سكني.
ولم يشر البيان إلى وقوع إصابات بشرية نتيجة القصف، لكنه تحدث عن أضرار مادية.
وكانت مقاطع فيديو متداولة قد أظهرت اشتباكات في المنطقة الخضراء، التي تضم مقرات حكومية، في وقت متأخر من ليلة أمس الاثنين وفجر اليوم الثلاثاء بين سرايا السلام، الجناح العسكري للتيار الصدري، وفصائل مسلحة تابعة لأحزاب في الإطار التنسيقي.
وأكدت مصادر من داخل المنطقة الخضراء أن مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة استخدمت في المواجهات.
كما تعرض محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء لقصف بصواريخ، وسمعت أصوات صافرات الإنذار التي فعلتها السفارة. وذكر مصدر أمني أن منظومة سي رام الدفاعية قد فعلت فيها أيضا.
و وقعت الاشتباكات رغم فرض حظر تجوال شامل في شتى أنحاء العراق يوم أمس الاثنين.
وكان أنصار الصدر قد اقتحموا القصر الجمهوري، بعد إعلانه اعتزال الحياة السياسية.
وأدان الإطار التنسيقي “الهجوم على مؤسسات الدولة”، وحث الموالين للصدر “على الانخراط في حوار”.
وقال مصطفى الكاظمي في وقت سابق إن “قوات الأمن أو الجيش أو القوى المسلحة” منعت من إطلاق النار على المتظاهرين.
ووصفت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق الوضع بـ”التصعيد بالغ الخطورة”، ودعت جميع الأطراف إلى “الامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى سلسلة من الأحداث لم يمكن إيقافها”.. وحذّرت من أن “بقاء الدولة ذاته على المحك”.
كما دعت الولايات المتحدة إلى الهدوء وسط التقارير “المقلقة” من بغداد.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الإثنين إلى “ضبط النفس” في العراق، وطلب من “جميع الأطراف اتخاذ خطوات سريعة لتهدئة الوضع”. وفق ما نقل المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
المصدر: وكالات