العناوين الرئيسيةالوسط الفني

رغـدة: لا أخاف من التقدم في العمر لأني أزداد معرفة وخبرة

مواقفي الوطنية لا علاقة لها بالحروب وأدواري الفنية تؤكد ذلك

|| Midline-news || – الوسط …
حوار: روعة يونس
.

جميلة الجميلات النجمة رغدة، صاحبة التاريخ الفني الراقي في المسرح، والشخصيات المركبة في الدراما، والأدوار القومية في السينما، والمواقف الوطنية في الحياة، ضيفتنا في “الوسط”.
الوقت ضيق، لكن القلب رحب.. والأفق واسع، عدنا معها إلى ما قبل الثمانينات، وقفزنا إلى 2021. تهادينا في حديث عفوي، أجابت خلاله على أسئلتنا، لم يكن لديها من طلب سوى نشر صورة غلاف حديثة لها.. ثقتها بنفسها وعمرها وجمالها وحضورها، الدافع الرئيس لهذا الطلب.
وعدت في ختام الحوار معها أن يكون بيننا لقاء آخر حين زيارتها لدمشق، نخصه للحديث عن مجموعاتها الشعرية.. بينما عبّرت عن مشاعر جميلة نبيلة للجمهور والقراء لمناسبة قدوم العام الجديد…
.

.
“بداية سبقت البداية”

يطيب لي سؤالك عن مسقط رأسك حلب، لأنني أدرك أن فيها كانت نواة بداياتك الفنية إن لم أكن مخطئة؟

  • هذا صحيح، وقلة يعرفون هذا الأمر. فقد كنت ميّالة إلى الفن والإعلام منذ كنت طالبة في كلية الآداب بجامعة حلب، قسم اللغة العربية. وكنت أطلب من الدكتور عصام قصبجي -رحمه الله- أستاذ الأدب الجاهلي والأندلسي، والذي نال شهادة الدكتوراه من مصر، أن يخبرني عن مصر لأنني أنوي السفر  إليها للعمل في الإعلام والفن. لكنني بصراحة أخبرت محيطي في حلب الغالية أنني أنوي استكمال دراستي في جامعة القاهرة. بينما الحقيقة كنت أنوي العمل في التمثيل، لذلك تدربت في الإذاعة والمسرح بسورية قبل ذهابي إلى مصر (لأني كنت مبيّتة النيّة) تضحك…

إذاً كانت البداية الفنية في مصر من خلال الإعلام وليس التمثيل؟

  • نعم، دعينا نخبر الجيل الجديد من الجمهور، لأنهم ربما لا يعرفون أنني في مطلع عام 1980 قصدت القاهرة وعملت في الإذاعة- برنامج رياضة. كنت أعتبره محطة مؤقتة لانطلاقي نحو عالم التمثيل وهذا ما حصل. فقد تعرفت إلى الأستاذ السيناريست الكبير عبدالحي أديب بوصفي شاعرة أكتب الشعر، فنصحني بالتوجه إلى السينما، وبذا تعرفت إلى المخرج كمال الشيخ الذي منحني بطولة فيلم “الطاووس” مع النجوم نور الشريف وصلاح ذو الفقار وليلى طاهر.
    وبينما حسدني كثر! لأنني “من أول دخولي.. شمعة على طولي”. لكن الأمر كان مخيفاً ومقلقاً لي، لأنه تطلب بذل جهود كبيرة في الأداء، كما تطلب مني المحافظة على أن أظل بطلة في الأعمال المقبلة، وأُثبت أنني موهوبة وأعشق التمثيل ولست مجرد شابة جميلة.
    .

.
“شباب بلا نهاية”

بالحديث عن الشباب.. نُشرت لك مؤخراً أكثر من صورة، وضح فيها تقدم العمر -وطبعاً جميعنا نتقدم بالعمر- لكن لماذا ساءك الأمر؟

  • ليس فينا من لن يكبر ويهرم. وأنا ممن يرفضن إجراء عمليات تجميل لأنني شابة إلى ما لا نهاية. شابة وعصرية وعملية بتفكيري وحياتي وتعاملي مع كل ما حولي. لكن طريقة فبركة الصور والتشهير والشماتة والادعاء أنها “رغدة” دون الإشارة والتوضيح بأنها صور خاصة بعمل فني، يتطلب وجود بعض التجاعيد وصبغ الشعر باللون البيض. هو ما أزعجني.

إذاً، رغدة الجميلة لا تشعر بالخوف من التقدم من العمر، أو الخجل من ذكر عمرها؟

  • لمَ الخوف؟ على العكس من ذلك، لا أخجل ولا أخاف من التقدم في العمر لأني أزداد معرفة وخبرة وشباباً. أنا الآن في الـ63 من عمري، ولدت في حلب عام 1957. وفي كل سنة بل كل يوم من عمري تعلمت من الحياة وعلّمت فيها وتركت آثاراً على صعيد الفن والمواقف والشعر.
    .



.
“روح في جسدين”

في عودة إلى الفن، وعلى الرغم من تقديمك أكثر من 35 فيلماً مع نجوم كثر. إلاّ أن أفلامك الأبرز كانت لاشك مع أحمد زكي.. ولأنكِ تحبين الحديث عنه عادة، أخبرينا عن سر نجاح أفلامك معه؟

  • ليست الكيمياء وحدها. بل الروح. أرواحنا كانت متوحدة. كجسدين في روح واحدة. نفهم بعضنا ليس على طريقة “اللبيب يفهمها وهي طايرة” بل كنا نفهم بعضنا قبل أن تخرج الفكرة وتطير. رحمه الله كان نجماً فذاً لن يعوّض.. ربطتني به علاقة لا يمكن تسميتها سوى “كونية خالدة”!

لماذا لم نعد نراك في السينما، ربما مضى 10 سنوات على انقطاعك عنها؟ 

  • قدمت عام 2011 فيلم “المركب” كان آخر أفلامي، وهو من بطولتي مع أحمد فؤاد سليم ويسرا اللوزي، لكنني لست منقطعة عن السينما، بل السينما نفسها تغيرت شروطها ومعاييرها.

.

.
“شخصيات وأدوار”

في المقابل أنتِ الآن نشطة في التلفزيون والمسرح.. ففي السنوات الأخيرة قدمتِ العديد من المسلسلات؟ هل ترين بيئة التلفزيون مشجعة لكِ؟

  • قدمت أيضاً مسرحية “الأم الشجاعة” عام 2016. إلى جانب عدة مسلسلات (الشك- جراب حواء، الضاهر). فأنا أجد في المسلسلات فرصة لتقديمي شخصيات وأدوار أحبها.. أي التي تعكس مواقف وآراء أتوافق معها غالباً، سواء في الفن أو الحياة.

ألا يتيح الفن السابع ذلك الآن؟

  • الأفلام لم تعد كما كانت عليه في السابق! مثلاً  فيلم “من يطفىء النار” كان عن الحرب اللبنانية، شاركت ببطولته لشعوري بضرورة التعبير عن موقفي. والأمر ينسحب على مسلسل “العبابيد” الذي قدمته في سورية. وكذلك فيلم “الحدود”. هذه أعمال جميعها أتاحت لي أن أعكس ذاتي وقناعاتي.
    الآن ثمة توّجه إلى سينما الاكشن والشباب.. وهي سينما لا تتيح لي كفنانة أن أعبّر عن فكر ووجهة نظر.
    .

.
“مواقف وأفكار”

لكنك عبّرتِ عن مواقفك دون الحاجة إلى منبر فني؟ خاصة خلال الحرب على بلدك سورية؟

  • لاحظي ان مواقفي الوطنية لا علاقة لها بالحروب.. وأدواري الفنية التي ذكرت لكِ بعضها تؤكد ذلك. وأنا أقصد هنا بأن مواقفي وتوجهاتي وقناعاتي الوطنية والقومية ليست وليدة الحرب على بلدي. بل أنا لدي تاريخ من المواقف عبّرت عنها فيما يخص الحرب على العراق وفلسطين واليمن ولبنان وبلدي سورية. وأعتقد أنه بلى الفنان يحتاج إلى قنوات فنية يمرر من خلالها مواقفه ضمن حدوتة درامية أو سينمائية أو مسرحية أو إذاعية.

أنتِ الآن في دمشق بزيارة خاطفة.. وجمهورك هنا اشتاق إليكِ كثيراً. ألن يشاهدك هذا الجمهور في عمل فني سوري؟

  • من جهتي أتمنى.. وهذا وارد جداً، خاصة أن هناك كتّاب ومخرجين مبدعين ومبهرين. لكن علينا أن ننتهي من جائحة “كورونا” التي شلّت حركتنا وأقلقتنا على بلداننا وأبنائنا وعائلاتنا.. سأكون في 2021 في دمشق، وسنرى ما سيكون حينها.
    أتمنى لبلدي وشعبي الخير وزوال الحرب وآثارها من قهر وفقر.. وكل عام “الوسط” وقرائها بخير وازدهار.
    .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى