العناوين الرئيسيةمرايا

رحاب الخجا: تعليم “ذوي الهمم” ودمجهم في المجتمع ودخولهم سوق العمل، يختصر أهداف “لمّة أمل”

نعمل على تدريبهم وصقل مواهبهم لئلا يظلوا فئة مهمشة

|| Midline-news || – الوسط …
حوار: روعة يونس
.

لم تكن “لمة أمل” أولى تجاربها في حقل العمل الإنساني الاجتماعي في سورية، فقبل وبعد هي سيدة وطنية، لا يمكن حصر جهودها وعضوياتها ومشاركاتها في الجمعيات والمجموعات والفرق التطوعية الخدماتية خلال الحرب على سورية، ودعمها المتواصل لأسر الشهداء وجرحى الحرب.
رحاب الخجا.. الدمشقية الجميلة، التي آثرت البقاء في الوطن -رغم انتشار أفراد عائلتها في دول الاغتراب- لخدمته وبذل جهدها ووقتها لأبنائه، اتجهت في عملها التطوعي الخدمي قبل خمسة أعوام نحو فئة مهمة في المجتمع هم “ذوي الاحتياجات الخاصة” لتوقد شمعة ثم تحمل مشعلاً يضيء لهم ليمضوا في الدرب بثقة وقوة، رفضاً لأن يكونوا عالة على المجتمع، بل مساهمين به عبر مواهبهم وعلمهم وعملهم.
“الوسط” التقت السيدة رحاب الخجا رئيسة فريق “لمة أمل” للوقوف معها على ظروف نشأة الفريق وبرامجه وأهدافه وتطلعاته.


لنبدأ الحوار معك سيدة رحاب الخجا، من حيث تأسيس “لمة أمل”؟

تم تأسيس الفريق في عام 2015 قمت بتأسيسه بهدف (دعم وتمكين ودمج وتعليم “ذوي الاحتياجات الخاصة”، ليكونوا عناصر فعالة منتجة، لا عالة على المجتمع).

كيف التقى الأعضاء، وتمّ اتخاذ قرار إنشاء الفريق؟

بداية تمّ اللقاء من خلال فيلم “أصواتنا” وهي لوحة اختصرت أحلام وطموحات “ذوي الاحتياجات الخاصةد ذوي الهمم”. إضافة الى اجتماع أعضاء الفريق في المعارض و”البازارات”. فاتفقنا واجتمعنا.. وساعدتهم كثيراً ودعمتهم إيماناً بي بقدراتهم وقوتهم، لنكون كلنا واحد في فريق قوي وفاعل، ونضيء على مواهبهم وحيواتهم كشريحة مهمة في المجتمع لا يجب أن تظل مهمشة”.

ما سبب تسمية الفريق “لمة أمل”، واختيار “غصن الزيتون” شعاراً رسمياً؟

سمي “لمة أمل” لأنه كما يقال “اسم على مسمى” فالفريق تطوعي بكامله ومعي 7 أعضاء من “ذوي الاحتياجات الخاصة”. وكل عضو لديه نقاط قوة وموهبة. فجمعنا ولممنا الأفكار والمهارات والحلام والطموحات كافة لتحقيق أهداف مشتركة. أما اختيار غصن الزيتون كشعار رسمي للفريق، فلأنها شجرة مباركة، والغصن يرمز إلى السلام والأمان والعطاء.

من هي الفئات المستفيدة من فريقكم؟

كل شخص من ذوي الاحتياجات في كافة الحالات. أي من لديهم (شلل دماغي- إعاقة حركية- متلازمة داون، توحّد).. الكل مرحب به من ذوي الهمم.
والمستفيدون حتى الآن 40 شخص، من فئات عمرية يافعة وشابة.

ماذا عن أهداف الفريق -باسترسال أكثر- لو سمحتِ؟

هدف الفريق تجلى في أن ندمج “ذوي الهمم” في المجتمع. واستطعنا تحقيق ذلك. والحقيقة كانت لهم بصمة مهمة، وحضور جميل فاعل مع العديد من الفعاليات والجمعيات والفرق التطوعية. مثلاُ: شاركنا مع “جذور” عبر 10 طلاب بنات وشباب، عملوا مع “كافيه سوسيت” كبداية لوضعهم في سوق العمل وتدريبهم على مهارات واكتساب ولو مبلغ بسيط ثمن جهدهم، يستفيدون منها في الشعور بأنهم ينتجون. فالتعلم والعمل والدمج في المجتمع، يختصر أهداف فريقنا. والحمد لله النتائج كانت رائعة.

حسناً.. لنقف مع النتائج التي تشيرين إليها.. ما هي؟

تعزيز الثقة بالنفس وتحسين النطق والسلوك وإجادة التعامل مع الآخر. وغير ذلك من أمور إيجابية مشجعة.

هل يمكن أن نتعرف على برنامج “لمة أمل” الخاص بهذه الشريحة المجتمعية العزيزة علينا جميعاً؟

لدينا الكثير من الأنشطة والفعاليات وبالنالي المشاركات. فنحن عبر مشرفين مختصين نقوم بتعليمهم وتدريبهم ضمن ورشات متنوعة مهنية وحرفية وفنية وابداعية متعددة، بإشراف حرفيين ومهنيين. وكذلك يتم رفد التعليم النظري والعملي من خلال المشاركة في مهرجانات ومعارض وملتقيات متنوعة.

هل ثمة أنشطة او فعاليات يمارسونها بشكل دوري؟

بالطبع هناك أنشطة دورية نقيمها لهم في المراكز الثقافية. ففي “ثقافي أبو رمانة” لدينا نشاطي صباحي دوري، يمارسون فيه هواياتهم في الرسم والكتابة والرياضة والأشغال اليدوية. ونقيم لمنتجاتهم أو أعمالهم معارض دورية من شأنها تشجيعهم. (واسمحوا لي هنا أن أتوجه بالشكر والتقدير للآنسة حنان الرحيم، لأنها اقترحت فكرة التعليم وتبذل جهوداً طيبة، وكذلك الآنسة رانيا مجاهد لجهودها ومساعيها، فهما كانتا معي منذ البداية ويكملان معي الدرب).


بعد مرور نحو 5 أعوام على انطلاقة “لمة أمل” ماهي ملاحظاتك الشخصية؟

أشعر بالغبطة حيال هؤلاء الأحبة. فقد انعكست برامج وفعاليات وخطط “لمة أمل” إيجابياً وبشكل رائع عليهم وعلى سلوكياتهم، فالتواصل مع بعضهم البعض ومع المشرفين ومع الأسر والمجتمع، وتركيزهم على العمل والانتاج، ساهم في تحسين أمزجتهم، واكتسابهم الصبر والتأني والهدوء، وكل ذلك يقلل من اضطراباتهم العصبية وغير ذلك من أمزجة سيئة. فضلاً عن شعور الرضا والارتياح بعد كل إنجاز لهم.. على سبيل المثال: هناك الكثير من طلاب “لمة أمل” تمّ اجتيازهم لدورة “محو الأمية” ونالوا شهاده الصف السادس. وهناك الكثير من خريجي دورات الرسم والحرق على الخشب والصغط على النحاس، وغير ذلك.

وما هو جديدكم لهؤلاء الأحبة ونحن على وشك دخول الشتاء؟

الحقيقة خلال فترة جائحة “كورونا” بذلنا جهوداً أكبر، عبر الإجراءات الاحترازية في سبيل المحافظة على صحتهم. ولازلنا ننتبه ونتيقظ ونراعي االالتزام بكافة الأساليب الوقائية والتباعد المكاني خلال الأنشطة. وعادة تكون لدينا أنشطة تراعي الفصول الموسمية.. ففي الصيف نتجه إلى المسير والرياضة والمشاريع الميدانية. وفي الشتاء نلتزه -غالباً- بالمركز وأنشطته، حفاظاً على الصحة والسلامة.
إنما لدينا دائماً في “لمة أمل” آمال وطموحات نسعى لتحقيقها. وسنكون على تواصل مع “الوسط” في حال إطلاق أي مشروع أو نشاط جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى