“مدى الثقافي” يستقطب الشباب السوري ويبلور طاقاتهم الإبداعية ..
رامز حسين: مشروعنا مستمر كظاهرة ثقافية تتنوع أنشطتها وتتسع آفاقها ..

آمنوا بدور الثقافة على الرغم من طغيان عصر السلعة والمادة وابتعاد الناس عنها شيئا فشيئاً, وكان إيمانهم في محله, فوضعوا لبنة مشروع ثقافي متنوع وغزير الإنتاج، يتضمن “محاضرات ثقافية – معارض فنية – رحلات إلى المواقع الأثرية…” وكانت الولادة من واسطة العقد حمص .
أطلق ذلك الفريق على نفسه “مشروع مدى الثقافي” وحمل نصيباً وافراً من اسمه، لأن آفاق أعضائه واسعة, وطموحهم بإعلاء اسم سوريا والتعريف بوجهها الحضاري المشرق ليس له حدود، فشكّل المشروع ظاهرة ثقافية حضارية, تخطّت حدود المحافظة لينتشر الاسم عالياً في المدى الرحب، ويتفاعل معهم أشخاص يعيشون في الخارج، فعملوا بحرية ومسؤولية دون الاستعانة بأية جهة ممولة ما خلا الدعم المعنوي من وزارة الثقافة السورية.

يرأس مجلس إدارة المشروع الأستاذ رامز حسين الذي خّبِر طويلاً الثقافة والفنون والإبداعات، بحس مزدوج، كرجل ثقافة وهندسة، وهي ثنائية رفدت باجتماعها فكرة قيادة المشروع الملقاة على عاتقه، والذي أضاء لنا في حوار “صحيفة الوسط” معه، الكثير من جوانب “مدى” بدءاً من الانطلاقة مروراً بالفعاليات وانتهاءً بآمال وأنشطة تتصل بالجيل الجديد.
.
“أهداف واهتمامات”..
انطلق المشروع عام 2016. وهو تطوعي يعتمد مبدأ الثقافة، ويهتم بتفعيل دور وأثر الثقافة في المجتمع السوري وتجميع الطاقات وخاصة الشابة منها لتفعيل دورها بالشكل الأمثل والتأكيد على الهوية الحضارية الأصيلة الممتدة عبر آلاف السنين. وهو بعيد عن أي توجه حزبي أو ديني أو طائفي.

أصدرنا مجلة ثقافية فصلية إلكترونية تهتم بكل ما له علاقة بالثقافة في سوريا وخارجها, وتحتوي مواضيع منوعة من مقالات فكرية وأدبية ونصوص شعرية ونثرية وقصة قصيرة وهايكو ومسرح وموسيقا وسينما وفن تشكيلي وتصوير ضوئي تاريخ وآثار بالإضافة إلى التحقيقات الاجتماعية، كما استعنا ببعض المكتبات لوضع كتب لمن يرغب من الأصدقاء الشعراء والكتاب بوضع نتاجاتهم فيها بهدف إعادة الألق للكتاب الورقي ولتشجيع الشباب على القراءة واقتناء الكتب خاصة وأن أسعار البيع رمزية.
كما خصصنا بعض الأوقات للراحة والترفيه وأطلقنا عليها اسم “سهريات مدى” تتضمن عدة فقرات موسيقية وغنائية وشعرية, تهدف إلى خلق جو تفاعلي بين السوريين تسوده الألفة والمحبة
وتحت عنوان “اكتشف سوريا”، أطلقنا رحلات ترفيهية إلى الأماكن الأثرية والتاريخية في مختلف أنحاء سوريا، يشرف عليها أخصائيون وأكاديميون في مجال السياحة والآثار وتنتهي بحفلات فنية ترفيهية.. وللجيل الجديد من الأطفال حصة منها.
وتابع حسين حديثه قائلاً: خصصنا فقرة من ضمن نشاطاتنا للإضاءة على قضية ثقافية تهم السوريين في مختلف المجالات كالموسيقا والفن التشكيلي والرواية والسياحة والإعلام والأطفال أسميناها “بقعة ضوء”، حيث نستضيف مختصين ونعدُّ محاور مناسبة لكل حلقة ونخلق حالة تفاعلية بين المبدع والمتلقي.
كذلك في مجال المسرح؛ نعقد الندوات والمحاضرات بإشراف مختصين, ونلتقي بمسرحيين لهم دورهم البارز في الحياة المسرحية في سورية ويعقب اللقاءات حوار مباشر مع الجمهور.
أما في مجال الفنون، ثمة تقدير للفن التشكيلي، حيث نهتم بالفن التشكيلي ونقيم عدة أنشطة تساهم في إعطائه حقه مثل فعالية “مدانا ألوان” وهي عبارة عن ملتقى فن تشكيلي يجمع عددا كبيرا من الفنانين التشكيليين المحترفين والهواة في أحد الأماكن العامة, بهدف نقل الفن التشكيلي إلى الشارع لكسر الحاجز بين الفنان والناس وتشجيع الجمهور على الاهتمام بالفن التشكيلي وإعطائه مكانته التي يستحقها بين الفنون الأخرى.
كما تنظم إدارة مشروع مدى وضمن الإطار ذاته فعالية “مواهب واعدة” وهو معرض يضم أعمالا للقنانين التشكيليين الهواة, وتعتبر إقامة المعرض بمثابة فرصة لهم لتقديم أعمالهم الفنية والاستفادة من ملاحظات النقاد والمهتمين بالفن التشكيلي لرفد الحركة الفنية فيما بعد بتجارب الشباب الواعدة.
ونأتي إلى الفعالية الثالثة الخاصة بالفن التشكيلي “سوريا بتجمعنا” وهي معرض يجمع عدة فنانين من مختلف المدن السورية وأعمالا لفنانين سوريين مغتربين, وتتم إقامة المعرض في أكثر من مدينة والهدف منها تفعيل حركة الفن التشكيلي.

يهتم مشروع مدى بالموسيقا كثيراً؛ باعتبارها لغة عالمية تبهج الروح وتريح النفس البشرية, فهناك عدة فعاليات موسيقية مثل “ترانيم” وهي عبارة عن سلسلة من الأمسيات الموسيقية والغنائية الغربية والشرقية؛ تقام بشكل دوري لتعزيز الثقافة الموسيقية في المجتمع والتفاعل مع الجيل الجديد من المبدعين في العزف أو الغناء.
وهنالك فعالية تحمل عنوان ” كرم اللولو” وهي سلسلة حلقات تتم بالتعاون مع الباحث الموسيقي جمال سامي عواد عن موسيقا الرحابنة يحاول فيها الباحث مقاربة مشروعهم الإبداعي من خلال دراسة تحليلية موسيقية لأغانيهم ويتم إغناؤها بمناقشات الحضور وآرائهم.

لأن الأطفال هم أمل الغد والمستقبل المرجو؛ ينظم المشروع فعالية للأطفال بعنوان “مدانا أمل” تتضمن نشاطات ثقافية وفنية وسياحية مختلفة الهدف منها الاهتمام بأطفال سورية وإدخالهم في عالم الثقافة والفن والأدب والجمال والترفيه بطريقة قريبة منهم وبعيدة عن التلقين والإملاء والتوجيه.

“حضارة سوريا”
من جانب آخر وأخير، وبما أن المشروع نابع من حب أفراده لسوريا؛ لم يغب عن نشاطاته اسم سوريا وحضارتها العريقة, فهناك سلسلة حلقات بالتعاون مع الدكتور علي صقر أحمد الهدف منها التعريف بتاريخ سورية الحضاري والثقافي وما قدمه السوريون للحضارة العاليمية على مدى العصور.
*سهيلة إسماعيل – كاتبة ومترجمة من سوريا
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews