العناوين الرئيسيةالوسط الفني

د.سائد سلوم : التشكيل فن متطور ومتقدم فكرياً وحدسياً وليس نخبوياً

أعمل على تحقيق خاصية فردانية في الإحساس والأسلوب

ينسج د.سائد سلوم  معظم أعماله التشكيلية كما “شال” من أجمل الألوان وأبهاها لتضعه امرأة جميلة فتصبح بفضله فائقة الجمال. امرأة تضج بالأنوثة وتلفت أنظار الآخرين إليها. هكذا هي أعماله؛ التي ينهل معظمها من ذكريات طفولة مشبعة إحساساً بجمال الألوان, عاشها في رحاب مدينته الساحلية الجميلة صافيتا. وعندما كبُرت وأينعت جادت علينا بلوحات فنية أنيقة بشكلها, متفرِّدة بمضمونها, لوحات تنم عن روح مرهفة وحساسة. روح لا تشبه غيرها ؛ بل تشبه صاحبها الفنان سائد سلوم الذي حاورته “صحيفة الوسط” حول تجربته الإبداعية في فنون التشكيل والكاريكاتير. وكذلك تجربته في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق حيث يدرس مادة علم الجمال والنقد ويرأس قسم التصوير.
.

د.سائد سلوم
التشكيلي ورسام الكاريكاتير والأستاذ الجامعي

مدرسة غير مألوفة
شارك د.سائد سلوم في عدة معارض، آخرها معرض فردي حمل عنوان “ورد وحجر” في غاليري “البيت الأزرق” قدم فيها مدرسته الفنية التي يقول عنها:
“تنتمي أعمالي إلى المدرسة التأثرية بالواقع الراهن بكل أحداثه ومشكلاته, إلى عالم مليء بالذكريات المعقدة مع حبال الواقع. هي مدرسة ليست كالمدارس المألوفة. إنما هي خاصية فردانية في الإحساس والأسلوب”.
.

د.سائد سلوم
مع مجموعة من زوار معرضه

التشكيل ليس نخبوياً
وعن مدى تأثره بمحيطه، أخبرنا د.سائد سلوم قائلاً:
“الفنان مرآة سايكولوجية لكل مجريات الواقع والإحساس. والفنان الذي لا يقدم إحساسه بما يجري حوله هو فنان فقير في مسألة التعبير, أو هو كالحجر في مجرى الماء. يبقى دون تفاعل. فاللوحة مولود روحي، وبعد الانتهاء من إنجازها تصبح مورولداً روحياً للفنان الذي يمنحها الحياة, وتكون نتيجة التفاعل المستمر بين ذاتية الفنان وتطور الحياة حوله.. إنها نظرية ابستمولوجية ونسق فكري/ حسي للعصر ليس نخبوياً، إذ لا أعتبر الفن التشكيلي فنا نخبوياً بل هو فن متطور ومتقدم فكرياً وحدسياً. فالمشاهد يستطيع أن يفهمه ويشعر به. لكنه لا يجيد التعبير عنه بكلمات”.
.

من أعماله التي نتمي إلى مدرسة فنية غير مألوفة

أهمية المتذوق
وعن المتلقي ومدى جاهزية تذوقه، يقول:
“هذا الأمر ليس جديداً على مستوى التشكيل فقد كان منذ عصر الإغريق وربما قبله. ففي حوارية سقراط مع ابروتارخس عن فكرة الجميل والجمال قال: ليس الجمال ما يحسبه من ذلك عامة الناس. وهذا يدل على أن الجمهور المتلقي لا يستطيع أن يفهم كل الجمال الموجود في لوحة ما! لذلك يجب على المتذوق أن يتصف بالعلم ورهافة الحس لأنه كمتلقي مهم للفنان، وإلاّ تحول الجمال إلى شيء نفعي مادي”.
.

د.سائد سلوم
إحدى لوحاته

الحركة الفنية بخير
حول واقع الفن التشكيلي السوري قال د.سائد سلوم:
“الحركة التشكيلية في سورية بألف خير, وهي رغم جميع الظروف تغزو العالم الثقافي واستطاعت أن تحجز مكانا لها فيه. ولو لم تكن تجربة مُحصنة وأسوارها قوية لانهارت واندثرت في ركام الفوضى الذي يشهده العالم قاطبة في هذة الآونة. والدليل إقامة الكثير من المعارض الفنية لفنانين هواة ومحترفين في مختلف المدن السورية. ومشاركات فردية لفنانين في معارض على مستوى العالم”.
.

التشكيل السوري مزدهر

النقد والنقاد
أما عن النقد في عالم الفن التشكيلي، وصفات الناقد الجيدة قال سلوم:
“يجب توافر عدة صفات في شخصية الناقد الجيد أو من أراد أن يكون ناقدا للأعمال الفنية, منها أن ينظر الناقد إلى العمل الفني بعقلٍ واعٍ وفكرٍ صادق وقلب منفتح, وأن يكون حيادياً بالنسبة إلى المدارس الفنية والفنان, وأن يتجاوز كل نكرة قديمة عن الفنان ومدرسته الفنية! أي لا تطغى التأثيرات العاطفية على عملية النقد، وألاّ يحكمَ على العمل من الوهلة الأولى. فالناقد يحتاج إلى تكرار الرؤية أو الاستماع أو القراءة، وفوق كل ذلك -كما يرى الجماليون- أن تكون الرغبة في تذوق العمل الفني حاضرة لديه”.
.

د.سائد سلوم
من رسوماته في الكاريكاتير

بين التشكيل والكاريكاتير
ثمة مقولة تعتبر فن الكاريكاتير ابناً غير شرعي للفن التشكيلي! عن صحة المقولة وعالم الكاريكاتير يقول سلوم:
“يعتمد العمل الفني التشكيلي على التلميح بالدرجة الأولى. أما فن الكاريكاتير فيعتمد على التصريح. ولا حدود لرؤية الفنان الحق إلا حدود الجمالية والرسالة الإنسانية التي يفكر بإيصالها للمتلقي بطريقة لا تخلو من المفارقات والتناقضات التي تراها عين الفنان الواعي المنتج للجمال بمعناه السامي والمطلق”.
.

د.سلوم مع باقة من الطلبة والفنانين الشباب

جيل جديد
أما بخصوص تجربته في تدريس الطلاب في كلية الفنون الجميلة وما أضافته له قال سلوم:
“من خلال الاحتكاك المباشر مع الشباب والأجيال المتعاقبة استطعت التعرف على نواحي كثيرة لديهم سواء على المستوى الذاتي والجمالي ومعرفة همومهم وهواجسهم, وهذا ما يوفر لي التجديد المستمر والفعّال وهي قضية يحتاجها أي فنان، والتفاعل الدائم بين الـ أنا والـ نحن خلال تعاملي المباشر مع طلابي من الجيل الجديد”.
.

*سهيلة علي إسماعيل

-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews/

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى