العناوين الرئيسيةمرايا

دور لبنان في الاتفاق النووي .. كيف يكون عدم التوقيع من مصلحة طهران وواشنطن!؟..

 

دور لبنان في الاتفاق النووي الايراني .. عنوان أقرب الى السوريالية، إذ هل يعقل ان لبنان الغارق بأزماته السياسة والاقتصادية له دورٌ ما في هذا الملف الدولي الشائك؟.

تقول المعلومات اإن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل” يتقدم بشكل متسارع، وإن “إسرائيل” ستوافق على مطالب لبنان في طريقة ومساحة الترسيم كما تسلمها الوسيط الأميركي آموس هوكستين.

إذا صح الخبر فهذا ببساطة يعني أن “إسرائيل” تنازلت عن شروطها في الملف اللبناني، لكن لماذا؟.

يقول محللون متابعون لهذا الملف أن إسرائيل تريد أن تربح أولاً الهدوء وعدم التصعيد في مواجهة حزب الله، الذي جزم أمينه العام السيد حسن نصرالله بحتمية الرد، بل والهجوم على منشآت نفطية إسرائيلية إذا عرقلت أو هددت إسرائيل الشواطىء اللبنانية ومناطق التنقيب عن الغاز فيها.

أما الأهم فهو أن إسرائيل تريد ان تربح عرقلة ملف الاتفاق النووي مع إيران، وهو الملف الذي شكلت الخطوات المتسارعة لإنجازه قلقاً بالغاً لحكومة لبيد التي تستشعر أن واشنطن، وإذا ما جد الجد لتوقيع الاتفاق مع طهران لن تأخذ هواجسها “الأمنية” من هذا التوقيع على محمل الجد.

لكن ما العلاقة بين الملفين ، النووي الإيراني وترسيم الحدود مع لبنان؟.

العلاقة معقدة قليلاً ،لكنها موجودة كما يقول المحلل السياسي اللبناني شارل أبي نادر ، فإدارة بايدن ، وتحت الضغط الأوروبي ،بسبب أزمة الغاز ،قبلت بالبحث جدياً في إمكانية توقيع الاتفاق النووي مع ايران، وصولاً إلى تأمين مصدر بديل للغاز الروسي إلى أوروبا، لكنها وفي لحظة (تأمل إسرائيلية) اكتشفت انها ،أي إدارة الرئيس بايدن غير جاهزة ومستعدة لتقديم ما يرضي أو يقنع إيران بالموافقة على بروتوكول العودة إلى الاتفاق، بمعنى أنها غير قادرة على تسويق صفقة سيئة بالنسبة إليها وتبريرها، بحيث تخرج منها طهران منتصرة، فيما تخرج واشنطن و”تل أبيب” خاسرتين ومهزومتين؟

إذاً ما هو المخرج أمام الاوربيين، الطامعين بالغاز الإيراني؟.

هنا دخل الرئيس بايدن على خط ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل” مباشرة، وطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي الإسراع في إنهاء هذا الملف، وإعطائه أهمية كبيرة، من منظور أن غاز شرق المتوسط أصبح يشكل ما يشبه الورقة الأخيرة في يد الغرب لتأمين نسبة معقولة من الغاز كبديل للغاز الروسي.

لكن إذا صح ما سبق فهل هذا يعني أن ملف ترسيم الحدود اللبنانية هو الذي عرقل العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران؟.

وسائل إعلامية أمريكية نقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، قوله إنّ الرد الأخير الذي قدّمته طهران، في إطار المحادثات المتعلقة بالاتفاق النووي غير بناء، يعني أن واشنطن رفضت الرد الإيراني بهدف عرقلة الاتفاق.

لكن مصادر سياسية إيرانية كشفت أن إيران في الواقع، ورغم كل التصريحات الإيجابية غير مهتمة بالعودة إلى اتفاق غير متين وغير ثابت، ويُلزمها بكثير من التقييدات الاستراتيجية، إضافة إلى أنها تعلم يقيناً أن الإدارة الأميركية الحالية غير قادرة على الالتزام بالاتفاق وبعدم الخروج منه، كما حصل سابقاً مع الرئيس ترامب، والضمانات الأوروبية في هذا المجال غير مقنعة.

كما أن طهران باتت تعلم من خلال جولات التفاوض في فيينا أن إدارة بايدن غير قادرة على حماية هذا الاتفاق أمام معارضيه في الكونغرس وفي خارجه، ولا سيما اللوبي الصهيوني ذي التأثير الضخم في الإدارة وفي الكونغرس.

لكن ماذا عن العقوبات الأميركية، التي ستستمر على طهران إذ أصبح التعامل معها ومواجهتها نظام حياة وإدارة اعتادته لأكثر من 40 عاماً، وربما تجد صعوبة في التأقلم مع نظام جديد خالٍ من العقوبات الأميركية؟.

تقول الأرقام أن صادرات إيران من النفط والمشتقات النفطية وكل ما يرتبط بالطاقة وصلت إلى مستويات غير بعيدة بتاتاً عن تلك التي كانت قبل العقوبات، وهذا يعني عمليا أنها افلتت من ٨٠ بالمئة من العقوبات.

يضاف إلى كل ما سبق العلاقة الروسية -الإيرانية التي تتقدّم بشكل متسارع، وعلى كل المستويات، وهي علاقة يبدو من غير المنطقي فيها أن ترضى إيران بخلق الفرصة للغرب للتضييق على موسكو، عبر مشاركتها في تأمين النسبة الأكبر من الطاقة البديلة للطاقة الروسية.

في الخلاصة، يبدو أن كل الأطراف رابحة على المدى القصير من عدم توقيع الاتفاق النووي مع إيران، حتى طهران نفسها ثم واشنطن، ثم موسكو التي سيبقى سلاحها النفطي أقوى، ثم إسرائيل ثم لبنان الذي قد ينجز ملف ترسيم حدوده البحرية .. أما الخاسر الدائم فهو أوروبا التي قد لا يلبي غاز المتوسط كل طموحاتها.

 

غرفة الأخبار .. 
صفحتنا على فيس بوك 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك