دمشق تنظف أحيائها .. من القابون إلى تشرين كل الانفاق تؤدي إلى المصالحة
|| Midline-news || – الوسط …
هو حبل المصالحات يتسع ليصل حي القابون الدمشقي ,هذا الحي الذي راهن عليه المسلحون كورقة ضغط على الدولة السورية في الميدان والطاولات السياسية لتوسطه العاصمة وكونه شريان الامدادات للمسلحين مايضيف لدمشق ورقة رابحة خاصة قبل موعد جنيف 6
فبعد أن تمكن الجيش العربي السوري من دحر التنظيمات المتطرفة في حي القابون ضمن عملية عسكرية استمرت مايقارب شهرين ونصف توصلت الحكومة السورية الى اتفاق مع مسلحي المعارضة في حي القابون يتم بموجبه خروج المسلحين من الحي وهو ما أكده والمرصد السوري المعارض
وأكدت مصادر ميدانية لموقع الوسط أن عددا من الحافلات دخلت حي “القابون”، لنقل أول دفعة من المقاتلين والمدنيين الراغبين بالخروج، وقالت المصادر “تجري الآن عملية تسجيل أسماء الراغبين بالخروج من الحي نحو محافظة إدلب، حيث من المرتقب أن تتحرك الحافلات من الحي خلال ساعات” ليكون القابون خالياً من المسلحين بعد تدمير 25 نفقاً كان ممراً للمسلحين لسد شريان الحياة في المنطقة والقضاء على أكثر من 1000 ارهابي.
ونقل التلفزيون السوري عن محافظ دمشق قوله إن الإجلاء بدأ، وذكرت المصادر أن حوالي 300 إرهابي معظمهم ينتمون لـ «فيلق الرحمن وجبهة النصرة» كانوا قد طالبوا في وقت سابق الخروج الى الغوطة الشرقية، نتيجة الخسارات الكبيرة التي تكبدوها لكنهم خرجوا اخيرا الى ادلب جارين أذيال الهزيمة ، حيث أفادت مصادر مطلعة أن كثيرا من الإرهابيين هربوا ضمن النفق الاخير تجاه الغوطة الشرقية تاركين بعض الجرحى من الإرهابيين الذين اصيبوا خلال المعارك مع الجيش السوري .
القابون اصبح معزولا بشكل كامل عن الغوطة الشرقية بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من القضاء على آخر نفق يصل القابون بعربين، كما ان تحرير الحي سيكون له بعد مفصلي لتغيير واجهة الأحداث ، فهذا الحي الدمشقي يبتعد عن مركز دمشق نحو أربعة كيلومترات ويكتسب نقطة استراتيجية مهمة كونه يقع بين الغوطة شرقاً وأراضي الصالحية التابعة لدمشق غرباً، ويشرف على الطريق الدولي دمشق – حمص ويتحكم بالطريق الممتد ما بين برزة ومشفى تشرين العسكري وضاحية الأسد»، بالتالي توسيع دائرة الأمان حول العاصمة دمشق لان هذا الحي كان يشكل قاعدةً للإرهابيين لقصف أحياء دمشق بقذائف الموت والقنص، وتأمين جميع هذه الطرق وجعلها مفتوحة امام المدنيين الذين لوعتهم التنظيمات الارهابية.
المصالحات لم تتوقف عند القابون بل خرجت أول دفعة من المسلحين من حي تشرين باتجاه ادلب، والتي تزامنت مع خروج الدفعة الثانية من مسلحي برزة الذين تناحروا فيما بينهم وحاول جزء منهم مرارا عرقلة اتمام الاتفاق والانقلاب على نفسه حيث اعترف تنظيم «جيش الاسلام « الارهابي بقيام بعض مقاتليه وعائلاتهم بالتفاوض مع الدولة السورية في الحي دون علم متزعميه، هذه الاتفاقية أنهت معها خروج 1246 شخصاً، بينهم 718 مسلحاً من الحيَّين ، كما لفتت مصادر إلى أن خروج المسلحين وعائلاتهم الباقين في الحيين، سيستكمل على دفعات في خلال الأيام المقبلة، إلى جانب «تسوية أوضاع» باقي المسلحين الراغبين في ذلك ، الأمر الذي سيفتح الباب بحسب مصادر ميدانية أمام الجيش لاحقاً لشن عملية ضد تنظيم «داعش» في مخيم اليرموك لاستعادته وفقاً لاتفاق مناطق تخفيف التوتر.
موقع الحي
يقع حي القابون شمال شرق دمشق يجاوره شرقاً حرستا وعربين , شمالاً حي برزة وبساتينها , جنوباً حي جوبر وكان السوريون سابقاً ينطلقون منه ويتوافدون نتيجة تواجد كراجات القابون التي كانت تعد نقطة انطلاق البولمانات، وكان الحي سابقاً يتبع للغوطة الشرقية ويتبع له اليوم إدارياً حي تشرين ويقدر عدد سكانه قبل الأزمة في سورية بمئة ألف نسمة في حين لا يتجاوز الآن الآلاف.
يعد حي القابون من أوائل الأحياء الذي كان قاعدة انطلاق للإرهابيين ضد دمشق، كما دخل مطلع العام ٢٠١٣ في مصالحة هشة جداً تم خرقها مئات المرات من قبل الإرهابيين داخل الحي وحسب المعلومات فإن الحي يسلكه نفق يربط الغوطة الشرقية بحي برزة ، وكان تحت سيطرة تنظيم جبهة النصرة التي كانت تتحكم بالحي مع بعض التنظيمات الاخرى، وقبل أيام ذكرت بعض التسريبات بأن الجيش العربي السوري كان قد وجه للإرهابيين انذاراً للخروج وعودته إلى كنف الدولة إلا أنهم رفضوا وقاموا باستهداف نقاط الجيش العربي السوري الذي استطاع دحر التنظيمات الارهابية .