دريفليانسكي (أمازون أوروبا).. الذئاب والغزلان لا تعرف الحرب والألغام

تعد محمية دريفليانسكي ( أمازون أوروبا) في أوكرانيا موطناً مهماً للطيور النادرة والبرية، والتكلفة البشرية والمادية للحرب الدائرة في أوكرانيا موثقة جيداً، والأنواع النادرة من الحيوانات والأزهار التي ازدهرت في شمالي البلاد أيضاً تضررت بشدة من الاستخدام المدمر للأسلحة والألغام الأرضية، وسط مخاوف من أن يستغرق تعافيها عقوداً.
ويقول حارس في المحمية، “كانت ذات يوم ملاذاً للحياة البرية في شمالي البلاد، مستنقعاتها وبحيراتها وغاباتها وأراضيها البرية كانت غنية بالحياة البرية حتى أنه أطلق عليها اسم “أمازون أوروبا”.
تقع المحمية على بعد 15 ميلاً فقط من الحدود مع بيلاروسيا، في جزء خطير من العالم ولدى ستيبانينكو كل الأسباب التي تجعله حذراً.
في عام 2020، وصل حريق الغابات، الذي اندلع في شمالي أوكرانيا، إلى منطقة قريبة من محطة شيرنوبل النووية المهجورة.
وتسببت قذائف المدفعية على شمالي أوكرانيا بحرائق غابات دمرت مساحة 2000 هكتار من الغابات العذراء ما أدى إلى تدمير الحياة البرية، وحرق نباتات الأوركيد المكتشفة مؤخرا ومئات النباتات النادرة الأخرى.
نظرة واحدة على جذوع الأشجار المحترقة التي يعلوها السواد، تشير إلى أن الحياة البرية في هذا الجزء من أوكرانيا لن تعود في وقت قريب، ببساطة لأنه لا يوجد شيء يأكلونه، ولا مكان لهم للاختباء فيه.
القذائف سقطت أيضاً على بلدة ناروديتشي القريبة، حيث ساعد (العملاء المحليون)، وفقا للأوكرانيين، الروس في توجيه نيران المدفعية نحو تجمعات القوات الأوكرانية.
يُعرف هذا الجزء من أوكرانيا باسم بوليزيا، ويأخذ شكلا بيضاويا عملاقا على الخريطة يمتد إلى بيلاروسيا وبولندا وروسيا، فهو موطن لأنواع مثل الوشق والذئب والأيائل، التي اختفت من معظم أنحاء أوروبا منذ وقت طويل.
وتقع تشيرنوبيل على بعد 40 ميلاً فقط، تم التخلي عن معظم القرى والمزارع النائية في هذا الجزء من أوكرانيا عندما تم إجلاء السكان على عجل إلى بر الأمان.
ومع ذلك، نجت الحياة البرية إلى حد كبير من تلك الكارثة، حتى أنها استفادت من غياب البشر عن تلك المنطقة.
يوضح حارس الغابة “كان هناك قطيعان من الذئاب في هذه المنطقة، والذئب البوليزي هو واحد من أكبر الذئاب في العالم، قبل كارثة تشيرنوبيل، كانت الذئاب تتفادى القرى ولكن الآن تعبر من خلالها في الليل إن شاءت”.
هنا في الغابات الشمالية، المسارات غير المعبدة التي استخدمها الحراس لدورياتهم أصبحت الآن خطيرة للغاية ولا يمكن استخدامها. في أوائل أيلول، مرت إحدى سياراتهم فوق لغم أرضي، ما أسفر عن مقتل أحد ركابها وإصابة آخر بجروح بالغة.
يقول الحارس “في بعض الأحيان، نصادف بقايا غزال أو ذئب راح ضحية انفجار لغم، لا تعرف الحيوانات الألغام، إنه أمر محزن للغاية”.
إذن، كم من الوقت سيستغرق الأمر لجعل المنطقة آمنة مرة أخرى؟ يجيب “الحارس”. ثم يستدير ويضيف بحسرة “بل عقود من الزمن”.