اقتصاددولي

“دافوس في الصحراء” مقاطعة الكبار

تستكمل السعودية التحضيرات لعقد منتدى اقتصادي يفتتح يوم الثلاثاء 23/10/2018 ، في الرياض، وسط مقاطعة دولية واسعة على خلفية مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول . واستمرار الانتقادات والتشكيك في رواية السلطات السعودية حول مقتله.

ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الذي ينظمه الصندوق السيادي السعودي الثلاثاء  وحتى /25/  من تشرين الأول في نسخته الثانية، وقد أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم “دافوس في الصحراء” تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

ويسعى الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة كوجهة تجارية واستثمارية مربحة، في إطار مسعاها لتنويع اقتصادها المرهون بالنفط وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات.

ولكن مقتل خاشقجي داخل قنصلية السعودية في اسطنبول طغى على الحدث.

وكانت آخر الشخصيات التي أعلنت عدم مشاركتها في المنتدى رئيس مجلس إدارة شركة “سيمنز” جو كايزر الذي كتب في رسالة طويلة على موقع “لينكد إن”، “أخذت كل وقتي لاتخاذ قرار المشاركة أو عدمها في “مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض”. وأضاف أنه قرر في النهاية “عدم المشاركة”، لأنه “القرار الأنسب لكنه ليس الأكثر شجاعة”.

وألغى العشرات من المسؤولين ورؤساء الشركات العالمية الكبرى مشاركتهم في المؤتمر من شركة فورد إلى أوبر، وغيرها…

وأعلنت شركات إعلامية كبرى مثل بلومبرغ وسي أن أن فايننشال تايمز انسحابها أيضا، بينما أعلنت استراليا السبت انسحاب ممثليها من المؤتمر، مؤكدة أنه “من غير اللائق” المشاركة فيه بسبب قضية خاشقجي.

وأعلن مسؤولون أميركيون وبريطانيون وفرنسيون انسحابهم من المؤتمر.

وقام منظمو المنتدى الاقتصادي بإزالة لائحة المتحدثين من الموقع الإلكتروني الرسمي، ورفضوا الإثنين التعليق على عدد الحاضرين.

وقال مصدر حكومي إن لائحة المشاركين ليست نهائية حتى الآن، مع استمرار انسحاب الكثير من المشاركين “بوتيرة سريعة”.

ومن الواضح أن شركات غربية كثيرة لن تخاطر بالتخلي عن أكبر اقتصاد في العالم العربي، بينما تتحضر العديد منها لإرسال مسؤولين تنفيذيين من مستوى منخفض لتمثيلها في المؤتمر.

وقال أحد المنظمين إن شركات من الصين وروسيا لم تظهر أي اهتمام بالانسحاب من الحدث.

وعلى الرغم من إعلان مسؤولين كبار مثل وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد عدم مشاركتهم في المؤتمر، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان السبت مشاركته، في وقت تواصل باكستان التقرب من الدول “الصديقة” لها سعيا وراء تمويل بمليارات الدولارات لتعويض عجز موازنتها.

وقد أعلن كبار المسؤولين مقاطعة دافوس، بمن فيهم وزير الخزانة الأميركية، ستيفن منوتشين،

ومن بين المقاطعين، وزراء من بريطانيا وفرنسا وهولندا وأوستراليا، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ورؤساء مؤسسات ومستثمرون كبار ووسائل إعلام وصحافيون كانوا مدعوين لإدارة جلساته، وأحدث المُنسحبين، مجموعة “سوفت بنك”، عملاق التكنولوجيا اليابانية، أمس، ما مثّل ضربة قاضية للمؤتمر، قبل يوم من انطلاقته. فالمجموعة اليابانية للاتصالات والتقنية، التي تدير “صندوق رؤية سوفت بنك – سعودي ياباني، تمثل إحدى أهم الشراكات الاستراتيجية التي سعى إليها ابن سلمان، للاستثمار في شركات “وادي سيليكون” الأميركي. إذ يضم الصندوق شركات مثل “آبل” و”كوالكوم” و”فوكسكون” و”شارب”.

وتبدو مقاطعة الشركات والدول الغربية للمؤتمر مؤشرا على تزايد المخاطر في السعودية التي قد تلقي بظلالها على الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة، والذي قالت الأمم المتحدة إنه انخفض العام الماضي إلى أدنى مستوى له منذ 14 عاما.

هذا ويسعى الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة كوجهة تجارية مربحة، في مسعى لتنويع اقتصادها المرتهن على النفط وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات.

وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى