“دار الأسد للثقافة والفنون” تكرّم موسيقي رائد .. والرحيباني يرى التكريم في وطنه مصدر سعادته الكبرى

|| Midline-news || – الوسط …
.
روعة يونس
كيف تكّرم موسيقياً رائداً، أمضى معظم الثمانين سنة من عمره في ومع وإلى الموسيقى. وقاد عبر مسيرة حياته الإبداعية كبريات الفرق السيمفونية و الفلهارمونية الأوروبية؟
ارتأى مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون “Great Maestro” أندريه معلولي، تكريم الموسيقي المايتسرو السوري نوري الرحيباني بأكثر ما يحبه: الموسيقى. عبر حفل موسيقي غنائي، تكريماً له عن مجمل أعماله الموسيقية. قامت بإحيائه الفرقة السيمفونية الوطنية السورية؛ قبل يومين، بقيادته شخصياً على خشبة مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون. وأقيم الحفل بالتعاون بين وزارتي الثقافة والسياحة والمعهد العالي للموسيقى، بمشاركة المغنية الأوبرالية سوزان حداد، وكورال المعهد العالي للموسيقى.

ما قبل الحفل
تلتزم دار الأسد للثقافة والفنون عادة بتقليد جميل، حيث لا تكتفي بدعوة الصحافيين إلى مؤتمرات صحفية تسبق أي فعالية، بل أيضاً ترسل “بروشور” توضيحي عن الفعالية وكل ما يتصل بها من فقرات وفنانين. وقد قيض لـ “الوسط” لقاء المايسترو الرحيباني قبيل احتفال تكريمه. فعبّر عن سعادته بالتكريم (المرتقب) وشكر المعنيين، وأضاف “حقيقة لم يقتصر نشاطي خلال ستة عقود من الموسيقى على قيادة كبريات الفرق الموسيقية فقط. فنشاطي اتسع وتعدد، فقدمت مجموعة أعمال مبتكرة للبيانو وموسيقى الحجرة، بمختلف أنواعها. فضلاً عن أعمال سيمفونية متعددة، وقدمت ألحاناً وتوزيعات كثيرة للآلات الإيقاعية. إلى جانب قيادة السيمفوني السوري سنوياً منذ مطلع الألفية الثالثة”.
وعاد المايسترو الرحيباني المولود في دمشق عام 1939 بالذاكرة عقوداً إلى الخلف وقال “أحببت الموسيقى وشُغفت بها منذ صغري، لذا درست في المعهد العالي للموسيقى في “لايبزيغ- ألمانيا” وتعلمت قواعد التلحين العزف على والبيانو. ثم قيادة الأوركسترا. فضلاً عن الحياة العملية في الموسيقى كالمشاركة في ورشات موسيقية عالمية مع قادة أوركسترا مشهورين (آرفيد يانسون- إيغور ماركيفتش- كورت مازور) وغيرهم. وقدمت العديد من التسجيلات الإذاعية والتلفزيونية مع فرقة إذاعة برلين السيمفونية الكبيرة، وفرقة الكورال”.
ومثلما بدأ الرحيباني بالتعبير عن سعادته، كرر عبارات الفرح بهذا التكريم “مع أنني كُرمت كثيراً، وسبق أن قُلدت عام 2001 وسام الاستحقاق الألماني ذا الوشاح، تكريماً لعملي كملحن وقائد أوركسترا ومدرب موسيقي. لكنني أشعر بسعادة كبرى لأنه يتم تكريمي في وطني، في ظل وجود دار أوبرا رائعة ونشاط موسيقي فعّال”.

حفل التكريم
لعل أجمل ما في حفل التكريم، تقديم مقطوعات موسيقية من تأليف المايسترو نوري الرحيباني، غلب عليها الطابع الشرقي والتراثي الفلكلوري، وهي (صور موسيقية من الشرق، القوافي الخمس، العاصفة المهرجان الشعبي).
كما اشتمل حفل التكريم على مجموعة من الفقرات المتنوعة ما بين رقصات شرقية، وأخرى تراثية عربية موزعة أوركسترالياً مثل (لما بدا يتثنى- طالعة من بيت أبوها- يا طيور- البنت الشلبية- ولما بدا يتثنى وبلدي وهلا لا لاليا).
كان صوت المغنية الأوبرالية سوزان حداد يملأ فضاء المسرح بجماله وقدراته، ويشد الحضور إلى عوالم روحانية لفرط روعته، خاصة أن خامة صوت حداد نادرة جداً، وسبق أن غنت أصعب وأهم الأعمال مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو الراحل صلحي الوادي. ولا تزال حداد مغنية أساسية مع الفرقة السيمفونية الوطنية.
وبعنوان يشبه صوتها، اختتم حفل التكريم بأنشودة السلام.