العناوين الرئيسيةعربي

خليفة حفتر ومراحل العبور.. العد التنازلي قبل المعركة الأخيرة

يعد المشير خليفة حفتر واحدا من أبرز المترشحين للانتخابات الرئاسية في ليبيا التي ستجرى يوم 24 ديسمبر المقبل، يأتي ذلك على الرغم من كثرة خصومه الرسميين، وخاصة في غرب البلاد.

تتضارب المعلومات حول مكان مولد خليفة بلقاسم حفتر، وفيما تقول المصادر الرسمية إنه ولد في مدينة إجدابيا بشرق ليبيا عام 1943، تسجل أخرى أنه وُلد في مدينة الفيوم بمصر.

انضم حفتر إلى ما يعرف بحركة الضباط الأحرار التي أسسها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تمهيدا لتنفيذ الانقلاب العسكري في ليبيا عام 1969 الذي أطاح بالملك محمد إدريس السنوسي.

وكان حفتر الذي يحمل الآن رتبة مشير قد دخل الكلية العسكرية الليبية في عام 1964، وتخرج منها في عام 1966، وهو ينحدر من قبيلة الفرجان التي تقطن مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

من بين الأحداث الهامة في مسيرته العسكرية مشاركته ضمن الكتيبة الليبية في حرب عام 1973 (الحرب ضد إسرائيل)، ومنح إثرها نجمة العبور من قبل الجيش المصري.

تلقى خليفة حفتر دورات قيادة في الاتحاد السوفيتي وكان أحد قادة قوات الجيش الليبي التي تولت الزحف على تشاد والسيطرة عليها بالكامل في عام 1980 بعد عمليات عسكرية سابقة جزئية.

لاحقا طلب الرئيس التشادي حينها كوكوني عويدي من باريس رحيل القوات الليبية، فأمر القذافي بانسحابها على الفور غضبا من حليفه السابق، وسرعان ما اشتعلت الحرب الأهلية مجددا في هذا البلد، ودارت بين حليفين سابقين هما كوكوني عويدي وحسين حبري.

عادت ليبيا إلى مساندة عويدي، وأرسلت قوات إلى شمال تشاد لصد قوات الرئيس حينها حسين حبري، إلا أن القوات الليبية بقيادة خليفة حفتر، وكان حينها يحمل رتبة عقيد ركن، تعرضت لهزيمة كبيرة في مارس عام 1987، حيث قتل عدد كبير من الجنود والضباط وأسر بعض القادة، ومنهم خليفة حفتر.

وُضع حفتر في السجن واستولت قوات حسين حبري المدعومة من فرنسا على الكثير من الأسلحة الليبية الحديثة بما في ذلك منظومات للدفاع الجوي وطائرات ومعدات عسكرية متنوعة.

أنكر القذافي في مقابلات صحفية تعرض قوات له لهزيمة قاسية في تشاد، بل أنكر معرفته بضابط يدعى خليفة حفتر، الأمر الذي دفع حفتر إلى الانضمام إلى فصيل معارض في وقت واحد، حيث قاد  الجناح العسكري للجبهة الوطنية لتحرير ليبيا.

وبعد أن قبع فترة في السجن بالعاصمة التشادية انجامينا، نقل وعدد من العسكريين الليبيين الذين انشقوا عن النظام إلى الولايات المتحدة حيث عاش في ولاية فرجينيا لنحو 20 عاما.

ويبدو أن العلاقات بين حفتر والقذافي شهدت في وقت متأخر بعض الدفء، حيث تشير رسالة من القذافي موجهة إلى حفتر أنه أمده بمساعدة مالية في إحدى المناسبات.

عاد حفتر من منفاه بعد أن تحولت الأحداث في ليبيا إلى عمليات عسكرية وانضم إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وحاول باستماتة تولي رئاسة الأركان العامة بعد الإطاحة بنظام القذافي، إلا أن التنافس والتناحر بين مراكز القوى المحلية حرمه من المنصب، فما كان منه إلا أن أعلن من طرابلس في فبراير من عام 2014 عبر إحدى القنوات الفضائية، الانقلاب على السلطة القائمة اثناء رئاسة علي زيدان للحكومة.

عاد في وقت لاحق إلى شرق البلاد وجمع العسكريين في تلك المنطقة وكانوا حينها يتعرضون لحملة اغتيالات قيل إن وراءها كتائب متطرفة، ونسج الرجل علاقات مع قبائل المنطقة وقاد معارك شرسة فيما يعرف بعملية “الكرامة” ضد قوات تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وكتائب أخرى. وتمكن لاحقا من السيطرة بالكامل على بنغازي، لتنتقل بعدها قواته إلى مدينة درنة وتحكم السيطرة عليها أيضا بعد معارك عنيفة مع جماعات مسلحة توصف بالمتطرفة.

انقسمت البلاد منذ عام 2014، وفرض حفتر سلطة الأمر الواقع على مناطق واسعة من شرق البلاد وقسم من الجنوب، وحاول بناء قوة عسكرية كبيرة نجح في تسليحها بفضل دول ساندته.

وفي الرابع من ابريل من عام 2020 زحفت قوات حفتر في اتجاه الغرب نحو العاصمة طرابلس وتمكنت بفضل تحالفات عقدها مع قوات تتمركز في مدينتي ترهونة إلى الغرب من العاصمة وغريان إلى جنوبها، من محاصرة طرابلس من الجنوب والشرق.

تواصلت المعارك العنيفة حول طرابلس لأكثر من عام، وتعرضت لأكثر من هزيمة وخاصة بعد تدخل طائرات مسيرة ضاربة تركية، وانتهت الحملة في مايو وعادت قوات حفتر أدراجها إلى معقلها في الشرق .

بعد تجربة الحرب على تخوم طرابلس تخلي المشير خليفة حفتر عن أسلوب القوة ورضخ للترتيبات الدولية التي أسفرت عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وحل حكومة عبد الله الثني التي كانت متمركزة في شرق البلاد.

في كل تلك الفترة ارتكز حفتر على مجلس النواب ودعم قيادته له، وتخلى لاحقا عن منصب القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، ثم أعلن يوم الثلاثاء 16 نوفمبر الجاري ترشحه للانتخابات ودخوله معترك المنافسة  السلمية على رئاسة ليبيا قبل 38 يوما من الاستحقاق الانتخابي المنتظر.

المصدر: RT

http://تابعونا على فيس بوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك