حفل توقيع.. أحمد علي هلال

|| Midline-news || – الوسط …
.
على الأرجح أن حلم مطلق مبدع أن يوقع منجه الأدبي، وليكون هذا المنتج =، بصرف النظر عن جنسه الأدبي باكورة أعمال قادمة، في حفل يؤمه الأصدقاء والنقاد وأصحاب الذائقة العامة، ليصبح -هذا الحفل- تقليداً بعينه أقرب إلى وسيلة دعائية راقية، بوصفها تجمع أطيافاً من القراء المحتملين، إلا أنها ستعني العتبة الأولى التي ينطلق منها المبدع إلى الآفاق الأخرى.
لكن ما يُشْكل هنا على المتلقي في هذا السياق أن يُسبق الكتاب بقراءات وإضاءات من شأنها أن تكون دليلاً للكتاب المنشود سواء أكان رواية أم مجموعة شعرية أم مسرحية أم كتاباً بحثياً، ولعل السؤال هنا هل يكون –الناقد- دليلاً صالحاً لعمل طازج يتوسل أخذ دوره في صيرورات التلقي ومساراته المركبة؟.
إذ يقال هنا على سبيل المثال ليس بوسعك أن تقول كل شيء عن الكتاب، هي محض مفاتيح للقراءة التي لا تنته بالأحكام النهائية، وتلك مسألة نقدية بامتياز، ولا أن يبدأ -الناقد- بالموازنة ما بين السلبيات والايجابيات، فتلك مسألة إجرائية هي برسم القارئ المنتظر هذا الكتاب، وما يزيد في الاشكالية أن تختلط المعايير بعض الشيء، لتصبح الاضاءات هي قراءات ، ويختلط حفل التوقيع بالقراءات النقدية التي تحتاج تخصصاً أكثر ومجالاً مختلفاً عن حفل التوقيع العمومي الذي لا يتطلب بالضرورة وجوداً نخبوياً بعينه، لكن السؤال الأكثر أهمية، ترى هل نضجت ذائقة المتلقي بصدد العملية النقدية، حتى يستقبل النص النقدي المنشود بحساسيته ومعرفته؟ .
فثمة من يقول لا شأن لنا بالمذاهب والمدارس والتيارات النقدية، فقط شأننا في أن هذا الكتاب هل هو صالح للقراءة أم لا، إذن هو خطاب الطريقة التي يبثها الناقد أو القارئ المعني بإضاءة هذا الكتاب، علماً بأنه آن الأوان لكي تنفصل القراءات النقدية عن حفل التوقيع، وتصبح القراءة في زمن آخر حينما يستطيع القراء أن يقرأوا المنتج الأدبي بعيداً عن الايحاءات المختلفة التي يقوم بها المشتغلون في النقد، فذائقة القارئ تحتاج إلى زمن بعينه حتى يختبر بذاته ليس ما قاله النقاد سلباً أم إيجاباً، بل كيف يُمكّن هذا الناقد، القارئ من التقاط المفاتيح وتأسيس العتبات القرائية بشكل نطلق معه مفهوماً أكثر دقة هو المقاربة، لأنها لا تنتهي بأحكامها ولا تبث مزاجاً معيناً للقراء المحتملين…
الكتاب دائماً وأبداً هو المحك بمرجعية المتلقي إن أحسن النقاد محايثتها على نحو دقيق.
.
*كاتب وناقد فلسطيني- سورية
http://تابعونا على صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews