“حديث عن اللاشيء”.. عباس ثائر

|| Midline-news || – الوسط …
.
كنتُ أظّنني طيبًا، رقيقًا، ورقيًا و لينًا سريع الكسر. لكن الحقيقة غير ذلك!
اكتشفت مؤخرًا أنّ سبب قلقي وخوفي من غد، و أنّ قلقي ولهفتي، ودخولي إلى النت حين استيقاظي من النوم مباشرة؛ لأتفقد الأحبة وأخبارهم، إذا ما كانوا بخير أم لا؟ وهل هناك صديق أو قريب قد مات! ربما لأنني لا أحبّهم ولا أخشى موتهم!
بل كنتُ أحبّ نفسي كثيرًا وأخاف عليها من الأذى والأوجاع؛ لذا لا أريدهم أن يغادروا..!
كان قلقي هو خشية أن أتوجع حزنًا لفقدهم وليس لأنهم ماتوا وغادروا..
نعم، خشية أن لا أراهم أو ألتقيهم مرة أخرى!
كم هو بائس من كان مثلي؛ يخاف على أحبابه من الموت لئلا يحزن ويتألم على فراقهم، أهكذا هو الإنسان؟
يستيقظ ليرى من مات ومن مرض، ليعش بخير وسعادة إذا ما كان كلّ شيء على ما يرام!
وعندما أحببتكِ، كنتُ أحبّكِ لأني أحبّ نفسي، ليس لأنكِ تستحقين المحبة، أحبّكِ لأني أحبّ دون مقايضة.
نعم، ما نفتقر إليه هو الصدق، ومكاشفة النفس، نحن نخنق ذواتنا ونخفي حقيقتها لأننا نطمع بالعيش الأبدي ونطمح إليه رغم علمنا أن لابد من نقطة توضع في آخر العمر لتنهيه.
لو خيّر لنا العيش أبدًا في هذه الحياة بكلّ ما هي عليه من خزي وخداع، لاخترنا العيش الأبدي. بينما الانتحار كان حالة شاذة لا يقدر عليها إلا من كان قد فرغ نفسه من الحياة، من الخوف، و من الأنانية.
.
*شاعر وكاتب من العراق