جهاز الاستخبارات الروسي “GRU” تحت المجهر الغربي

|| Midline-news || – الوسط ..
“GRU” مديرية المخابرات الرئيسية الروسية، وكالة تجسس روسية معروفة سيما بتنظيم هجمات إلكترونية في جميع أنحاء العالم وكذلك تصفية العملاء الروس السابقين الذين خانوا موسكو وإشراك وحدات النخبة “سبيتسناز” في النزاعات الخارجية التي تعتبر حاسمة بالنسبة لروسيا.
بهذه الملامح والصفات والتعريفات تحاول الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شيطنة الدور الروسي في العالم عبر اتهام أجهزتها الأمنية بالتورط في جميع الأعمال القذرة والمعادية للدول الغربية ودول حلف الناتو وكذلك المنظمات الأممية وذلك من خلال وضع الأجهزة الروسية تحت الضوء والتركيز على نشاطاتها واتهامها دائما بتدبير الهجمات ” الإلكترونية” على دول العالم ، هذا وبالرغم من فعالية جهاز الاستخبارات الخارجي الروسي ولكنه لم يتفوق على وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات البريطاني “MI6” والموساد الإسرائيلي .
تستحق مديرية المخابرات الرئيسية الروسية “GRU” اسم وكالة الإستخبارات السرية الأكثر قوة من بين كل وكالات الاسخبارات الأخرى في العالم وكان الجميع يجهل ذلك قبل أن تقوم كل من هولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا منذ أشهر بالكشف عن مسؤولية هذا الجهاز عن مئات الهجمات الإلكترونية التي حدثت خلال السنوات الأخيرة و خاصة تلك التي استهدفت أراضيها.
هذه الدول الغربية لم تكتفي بتوجيه الإتهامات لروسيا وقامت بالتحرك بشكل ملموس يوم الخميس المنصرم حيث قررت السلطات الهولندية ترحيل أربعة عملاء روس يشتبه في قيامهم بتنظيم أعمال قرصنة ضد مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي . كما اتهمت الولايات المتحدة سبعة أشخاص من الاستخبارات العسكرية الروسية بقرصنة الهيئات الرياضية الدولية مثل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات التي تتخذ من مدينة مونتريال الكندية مقرا لها. وكذلك شركة وستنجهاوس الأمريكية التي تزود محطات الطاقة الأوكرانية بالمستلزمات النووية.
من جهتها قامت بريطانيا من خلال وزارتها للشؤون الخارجية بنشر صور الأشخاص الذين طردتهم هولندا الخميس وقالت إنها تشتبه في دخولهم أراضيها في نسيان المنصرم.
تمر هذه السنة 100 عاما على إنشاء مديرية المخابرات الرئيسية الروسية في العام 1918 من قبل قادة البلشفية. الجهاز الاستخباراتي متجذر بشكل كبير دوليا وله “أعين جاسوسة” في كل مكان. ويمكن لرئيسه الحالي، ايغور كوروبوف أن يفتخر بنجاح جهازه وفعاليته وسمعته الجيدة.
وقد تمكن الـ “GRU”، تمكن من الصمود في وجه كل الصعوبات التي واجهتها موسكو عكس منافسه الرئيسي في فترة الاتحاد السوفياتي لجنة أمن الدولة كي جي بي “KGB” الشهير. للإشارة لا يظهر اسم رئيسه إيغور كوروبوف على القائمة السوداء للشخصيات الروسية المعاقبة بشدة من طرف السلطات الأمريكية.
تحصنت وكالة الاستخبارات التابعة للجيش الروسي من خلال إرسال قوات النخبة التابعة له إلى العديد من مناطق النزاع الرئيسية في أفغانستان مثلا خلال الصراع الذي استمر عشر سنوات في الفترة ما بين 1979 و1989 والشيشان خلال الحربين من 1994 إلى 1996 ، ثم من 1999 إلى 2009، وفي جورجيا كذلك في آب 2008، ومؤخرا وفق المعلومات التي نشرتها وكالات الاستخباراتية السرية الغربية، دعم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا والدور الحاسم الذي لعبه ضباط هذا الجهاز الروسي من أجل ضم شبه جزيرة القرم. تدخلات الـ “GRU” القوي تجاوز الحدود الأوروبية ودخل النزاع السوري من خلال مساعدة قوات الرئيس بشار الأسد في إطار ما يسمى بـ “المستشارين العسكريين الروس”.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، أثبت مديرية المخابرات الرئيسية الروسية “GRU” أنها خبيرة في الهجمات الإلكترونية. ويؤكد مركز الأمن السيبراني الوطني البريطاني أنه كشف عدة مجموعات قراصنة روسية تابعة للجهاز الروسي تحمل رموزا سرية مثل “Fancy Bear” و”Sandworm” و”CyberCaliphate” و”Sofacy” و”BlackEnergy”.
واتهمت المملكة المتحدة كذلك روسيا بتدبير عملية “NotPetya” التي استهدفت الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم في يونيو/ حزيران 2017. كما نددت الولايات المتحدة من جهتها بقرصنة أجهزة كمبيوتر الحزب الديمقراطي الذي استبق التدخّل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016.
وأخير تؤكد المخابرات البريطانية تورط الجهاز الاستخباراتي الـ”GRU” في محاولة تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال وابنته بمادة نوفيتشوك في 4 أذار في ساليسبري في إنجلترا.
وأصدرت السلطات البريطانية أوامر اعتقال عميلين روسيين سريين مزعومين في إطار هذه القضية التي زادت من حدة التوتر بين روسيا والغرب مع العلم بأن سيرغي سكريبال كان على وجه التحديد جاسوسا سابقًا للمخابرات العسكرية الروسية، اعتقل في العام 2006 في موسكو وحُكم عليه بتهمة “الخيانة العظمى” لصالح لندن. وفي العام 2010 عقدت موسكو وبعض الدول الغربية صفقة تبادل جواسيس شملت سيرغي سكيربال.
وكالات