ثقة الجمهور الأمريكي في مؤسساتهم الإخبارية تتصدع

كشف استطلاع جديد للرأي صادر عن مؤسستي “غالوب” و”نايت” الأمريكيتين تدني ثقة الجمهور الأمريكي في المؤسسات الإخبارية الأمريكية لأدنى مستوياتها على مدار السنوات الخمس الماضية.
وأظهر الاستطلاع أن 72 بالمئة من الأمريكيين لا يعتقدون أن غرف الأخبار الوطنية حسنة النية، رغم أنها قادرة على خدمة الجمهور، فيما اعتبر 61 بالمئة من المستطلعين أن الزيادة في المعلومات عبر المشهد الإعلامي جعلت من الصعب فرز المعلومات السيئة من الجيدة، ما جعل الأمريكيين يواجهون صعوبة أكبر في تحديد ما يجب تصديقه.
ورأى 23 بالمئة فقط أنهم يعتقدون أن غرف الأخبار الوطنية تهتم بمصالح جمهورها، في حين أعرب 26 بالمئة عن رأي إيجابي حول وسائل الإعلام الإخبارية، وهو أدنى مستوى على مدار السنوات الخمس الماضية، حسب التقرير السنوي الصادر عن مؤسستي غالوب ونايت لاستطلاع آراء الأمريكيين، ومعرفة كيف ينظرون بشكل معمق إلى الصحافة.
ثقة الجمهور الأمريكي في المؤسسات الإخبارية لأدنى مستوياتها
واعتبرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أنه لا شيء من هذا مثير للدهشة على الرغم من أنه مقلق، مبينة أن المشهد الإعلامي تصدع، وليس من غير المألوف الآن رؤية نفس القصة معروضة بطرق مختلفة تماماً لجماهير مختلفة.
وتُظهر استطلاعات الرأي كيف تدهور موقف الجمهور تجاه الصحافة على مدى الخمسين عاما الماضية، وكيف أصبح هذا القرن أكثر حزبية.
ففي عام 2000، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “غالوب” أن 53 في المئة من الديمقراطيين قالوا إنهم يثقون بوسائل الإعلام، مقارنة بـ 47 في المئة من الجمهوريين.
أما في العام الأخير من رئاسة ترامب، وجدت “غالوب” أن الثقة ارتفعت إلى 73 في المئة بين الديمقراطيين انخفضت إلى 10 في المئة بين الجمهوريين.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى بعض الطرق التي يمكن للمؤسسات الإخبارية من خلالها مواجهة النظرة السلبية تجاهها.
فقبل نصف قرن، عندما كانت الصحف تزدهر وقبل أن يؤدي الإنترنت وقنوات الستالايت و”الكابل” إلى انفجار في الأخبار المتشبثة برأي واحد، كانت نظرة الجمهور لدور الصحفيين أكثر توافقا مع الطريقة التي ينظر بها الصحفيون إلى الوظيفة بأنفسهم، على حد قول روزنستيل.
ويضيف “لقد كنا أقوياء، كنا بمثابة رجال الشرطة”.
وتشير الدراسة الآن إلى أن المستهلكين يهتمون بالأخبار التي تسلط الضوء على الحلول المحتملة للمشاكل ويرغبون في معرفة القصص الناجحة والاقتراحات الفعالة.