فضاءات

ثقافي “جرمانا” أحيا المكان واستحضر الزمان في أمسية سلمان الحلبي

روعــة يـونـس – خـــاص – || Midline-news || – الوسط …

بدعوةٍ من “ملتقى جرمانا الثقافي” قرأ الأديب سلمان حسن الحلبي بعضاً من نصوص مجموعته النثرية؛ التي صدرت مؤخراً عن دار “فلسطينا للطباعة والنشر” وحملت عنوان “خواطر في مواجهة السياج”.

حضر الأمسية إدارة وأعضاء الملتقى، وكوكبة من الوجوه الاجتماعية والثقافية في  بلدة “جرمانا” وتقدّم الحضور الأطباء إحسان عز الدين ونزار بريك هنيدي وهاني عبيد، الذين قدّموا على مدى عقود خدمات طبية وثقافية وإنسانية للبلدة.

قدم للأمسية الدكتور غسان غنيم؛ أمين سر فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب، ونوّه بالمكان الذي شكّل أرضية القص والخواطر النثرية لدى سلمان الحلبي، مشيراً إلى أن الكاتب “سار مع قلمه لاقتناص مختزنات الذاكرة الاجتماعية والمكانية التي شكلتها سنواته السبعون، ورصد الصور والأفكار التي شغلت نصوص سلمان الحلبي الحاضرة دائماً في ثنائية الزمان والمكان.

 “جرمانا.. ذاكرة المكان”

قبل أن يبادر الحلبي بقراءة نصوصه، تحدث الدكتور الشاعر نزار بريك هنيدي عن جرمانا المكان والذاكرة. وأشار إلى “دورها الوطني الذي مارسته في الماضي والحاضر، واحتضانها للنسيج السوري منوهاً بتلك الذاكرة التي أنعشها الحلبي بمجموعته”. وتوغل د.هنيدي في المجموعة النثرية ودخل حواري جرمانا جارة الفيحاء وربيبة الغوطة؛ ببساتينها وأنهارها وسواقيها وفاكهتها وظلال سروها وعليقها، وشدو عصافيرها وطيورها، ورائحة الخبز المتسربة من جمر تنانيرها، وحكايا ومواعظ كبارها. وهمومهم وآلامهم، عن فرحتهم بالانتصار على العدوان الثلاثي، وزغاريد النسوة وافتخار الرجال بالبطل جول جمال الذي أدمى وجه فرنسا التي دمرت بيوت جرمانا وشرّدت أهاليها في فترة الثورة السورية الكبرى”.

“الزمان الذي مضى “

قرأ حسن الحلبي بعضاً من نصوصه وخواطره التي وردت في المجموعة، ليستمع الحضور إلى شهادته عن الزمان الذي مضى. فقال في أول نص “شاهدت بأم عيني كيف يكتمل يباس الشجر عندما تسقط آخر ورقة من علوّها، وشاهدت كيف تُردم ساقية. ومن على دراجتي الهوائية الموروثة عن والدي، والتي ظلت ترافقني أربعين عاماً، كنت أتجوّل في معظم بلدات ريف دمشق .فشاهدت الطير المهاجر يخرّ صريعاً على الأرض، وهو يدور كبلبل انقطعت به سبل الماء، وكان قطع آلاف الأميال ليفاجأ بجفاف بحيرة يصب فيها نهر بردى”!
وتابع الحلبي مع مقتطف من نص “لوحة من قديم الزمان” وقرأ للحضور “كنا نسرع الخُطا أمام أهالينا، لأننا نعرف الطريق إلى أوليائنا الصالحين، فلا يمض شهرٌ إلا ولنا زيارة لهم. وبعض الصبايا تمشين حافيات فوق تراب حار تحت أشعة شمس تموز، لنزرع الكثير من القُبل على أضرحتهم من رأسهم إلى أقدامهم”.
“الحب والحرب والعذاب”

اختتمت الأمسية بتوقيع الكاتب الحلبي نسخاً من كتابه للحضور الذين قدم كثر منهم من خارج جرمانا ودمشق للاستماع والاستمتاع بالنثر الجميل.  بينما استمهلناه قليلاً لنسأله لماذا قرر إنجاز كتاب خواطر نثرية، بينما هو قاص متمكن؟ فقال “النثر كنمط أدبي أكثر مرونة وقدرة على التعبير عن الحب والعذاب والحرب والبائع المتجوّل خلال أربعين عاماً في البرد والحر والمطر، وعن عشرات الأصوات والوجوه الجميلة في بلدات عملت فيها وكانت تعيش أنماطاً قاسية”.

وحول سؤالنا له من أين استخلص أفكار المجموعة، قال الحلبي “استخلصت أفكاري من التغيرات التي حدثت في حياتي وبلدتي خلال سنوات طويلة، لقد ولدت في غابات من الشجر، وسط مواسم وفيرة لا نعرف جوعاً ولا عطشاً، وكان بردى يروي فيها كل شيء، لكننا الآن لا نرى من بردى سوى آثار، ولا من الطيور المهاجرة سوى صورها في الوثائق والأفلام”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى