“تيليغرام” تطبيق التراسل المفضل لدى الجماعات الإرهابية
تشفير "تيليغرام" يزيد من صعوبة الوصول لمستخدمه، أو تتبع رسالته

|| Midline-news || – الوسط …
تصاعدت مؤخراً مطالب بوضع شروط خاصة على تطبيق “تيليغرام”، وفقاً لأحكام تضعها الدول للحد من استخدامه، بعدما لوحظ – بحسب مختصين في الاتصالات والإعلام والحركات الأصولية – أنه “أصبح ملاذاً آمناً تعتمد عليه التنظيمات لتنفيذ عملياتها الإرهابية والتواصل، خصوصاً من قبل”داعش” و”القاعدة”.
و”تيليغرام” هو أحد أبرز تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تقوم على التراسل الفوري، وقد تأسس عام 2013، ووصل عدد مستخدميه النشطين في آذار عام 2018 إلى 200 مليون شخص شهرياً، مما يشير إلى انتشاره بقوة بين مستخدمي مواقع التواصل، وعبره يُمكن إرسال الرسائل والصور ومقاطع الفيديو. وسبق أن أثار ظهور أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم ” داعش” الارهابي في نيسان الماضي، على ” تليغرام” دون غيره من منصات التواصل، بعد 5 سنوات من الاختفاء، كذلك ظهور تسريب صوتي أشار إلى أن “تيليغرام” كان وسيلة التواصل بين منفذي (انفجار معهد الأورام) بمصر، أثار حالة من الجدل حول التطبيق، وضرورة مواجهة الإرهاب الإلكتروني.
المختصون أكدوا أن تشفير “تيليغرام” يزيد من صعوبة الوصول لمستخدمه، أو تتبع رسالته، لذا لجأت إليه التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن أنه غير مراقب مثل باقي التطبيقات، ويعمل على جميع أنظمة (الآندرويد) و(الأبل) و(الآيفون).
كما أن التطبيق لديه عداد تدمير ذاتي كل نحو 3 دقائق، لذلك هو منصة الرسائل المفضلة للعناصر المسلحة حول العالم، بسبب ميزات خاصة به، مثل (الدردشات السرية)، لافتين إلى استحواذ التطبيق على 45 في المائة من قنوات وحسابات أعضاء التنظيمات الإرهابية.
و مؤخراً، بدأت بعض أجهزة الاستخبارات العالمية تطالب بوقف التطبيق، وتتبع الحسابات الوهمية والإرهابية، مما دفع بمؤسس التطبيق “بافيل دوروف” إلى القول في وقت سابق: “لقد أوقفنا جميع القنوات العامة المتعلقة بالإرهاب”، ومنها 660 قناة لـ”داعش” على تيليغرام
ومن الخواص الهامة التي يتمتع بها التطبيق أن مسؤولي “تيليغرام” لا يستطيعون الوصول إلى رسائل الأشخاص، إضافة إلى إمكانية تعديل الرسائل المُرسلة أو حذفها، وإنشاء مجموعات تتسع لـ30 ألف عضو، مقارنة بالتطبيقات الأخرى، كما يمكن عبر التطبيق إرسال ملفات وصور وأفلام ووثائق وكُتب بعدد غير محدود للرسائل، كما تتيح القنوات في “تيليغرام” إمكانية بث المحتوى لجمهور كبير، ويمكن لأي مستخدم من مستخدمي التطبيق إنشاء قناة خاصة لبث المحتوى، برابط خاص وصورة خاصة.
ووفق دراسات أمنية أجريت على التطبيق فإن “تيليغرام” ما زال الوجهة التي يفضلها الإرهابيون للتواصل وتناقل الأخبار، إذ استحوذ “تليغرام” على 45 في المائة من قنوات وحسابات أعضاء التنظيمات الإرهابية، فيما جاءت برامج “اللايف شات” في المرتبة الثانية بنسبة 30 في المائة، و”تويتر” ثالثاً بنسبة 15 في المائة، و”فيسبوك” بنسبة 10 في المائة… فضلاً عن “داعش” الذي وجد عبر “تليغرام” بنسبة 30 في المائة، فيما جاء استخدام تنظيم “الإخوان” للتطبيق بنسبة 25 في المائة، وتنظيم “القاعدة” بنسبة 20 في المائة.
ومن أبرز العمليات الإرهابية التي أعلنت سلطات الدول استخدام منفذيها “تيليغرام”، إعلان تنظيم “داعش” عبر “تيليغرام” الاستعداد لتنفيذ عملية إرهابية داخل باريس، وبالفعل نفذ هجمات إرهابية في منتصف تشرين الثاني عام 2015، راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، وأعلن التنظيم حينها من خلال قناته الرسمية على “تيليغرام” عن نجاح العملية.
كذلك تفجير ملهى ليلي بإسطنبول في كانون الثاني 2017، استخدم مُنفذه التطبيق لتلقي التعليمات من مسؤوله بمدينة الرقة السورية، وهجوم المترو في سان بطرسبرغ بروسيا في نيسان 2017، واستخدم مُخططه “تيليغرام” لتنفيذ الهجوم، حسبما أعلنت لجنة التحقيق الروسية، وحادث الواحات الإرهابي الذي وقع بمصر عام 2017، حيث تواصل المتهم الليبي عبد الرحيم المسماري مع أفراد التنظيم في ليبيا عبر “تيليغرام” لإغاثته، بعد هجوم الجيش المصري جواً على مجموعته الإرهابية.
ويرى احد خبراء أمن المعلومات:أنه مطلوب توقيع اتفاقيات بين الدول القائمة على منصات التواصل الاجتماعي، ووضع ضوابط معينة لذلك، واعتبار أن ما يتم نشره مُخالف للقوانين، لأن وقف الإرهاب على مواقع التواصل صعب، لأنه لا يتم معرفته إلا إذا قام شخص بوضع (بوست) أو فيديو متطرف، يُمكن وقتها التعرف عليه، وتتبع مصدر الفيديو وحذفه، أي الحذف يكون بعد البث، لكن قبل البث لا يُمكن التعرف على أي مُحتوى… ومنع الإرهاب تماماً من الإنترنت سوف يـأخذ وقتاً طويلاً لأن مواجهة الإرهاب الإلكتروني يكون عبر طرح بدائل فكرية قوية، وليس بالحظر، لأن الحظر مستحيل.