تعريب الأغاني .. مراد داغوم

2021-03-07آخر تحديث: 2021-03-07

|| Midline-news || – الوسط …

كثيرون يتعرضون لظاهرة تعريب الأغنيات الغربية بنوع من التجريم، فمنهم من يعتبرها “سرقة”، ومنهم من يعتبرها “فقراً” في المقدرة على التأليف، وآخرون يعتبرونها خطراً على الأغنيات العربية لأنها تشوه الذائقة السمعية العربية المعتادة على الطرب. فهل هي حقيقة كذلك؟

لننوه أولاً أن إلى إشارة الفنان العربي العلنية إلى صاحب اللحن الأصلي تنفي تهمة “السرقة” وتحول الأمر إلى مجهود يشكر عليه لأنه أوصل للجمهور العربي لحناً عالمياً لم يسمعونه من قبل. هذا ما فعله الرحبانيان في كل أعمالهما التي بنياها على لحن غربي، فقد كاناً يذكران صراحة على الأسطوانة المطبوعة أن أغنية (يا أنا يا أنا) مثلاً هي من موسيقا موتزارت وأنها من إعداد زياد الرحباني، وقس على ذلك بقية أعمالهما. وهذا بالتأكيد يحسب لهما جهداَ طيباً لإيصال الموسيقا العالمية إلى بيوت المستمعين العرب, كان الرحابنة سادة من أسمعنا روائع الموسيقا العالمية بدءاً من خمسينات القرن الفائت وحتى بداية القرن الـ21 عندما غنت فيروز من إعداد ابنها زياد مجموعة من روائع أغنيات البوب العالمية، ثم في ألبومها الأخير (ببالي) وإن كان هزيلاً جداً في نوعية كلمات ريما وفي خياراتها الإنتاجية التي اختصرت الموسيقا إلى ملفات موسيقا الكترونية متوفرة مجاناً على الانترنت، فجاءت الموسيقا هزيلة جداً قياساً لما كان أحوها زياد يقدمه لفيروز من موسيقا أوركسترالية متكاملة.

من الأغنيات الغربية التي شاعت وانتشرت جداً في ستينات القرن الماضي، كانت أعمال الفنان الكبير “دريد لحام” تحتل صدارة هذا النوع من الانتاج. فقد كان دريد لحام مواكباً لأحدث ما يتم انتاجه من أغنيات غربية، فيختار أجملها لحنا، ويقدمه بكلمات عربية غالباً ما تكون كوميدية وناقدة، فلاقت رواجاً كبيراً بين المستمعين العرب.

شكل “دريد لحام” فرقة فرانكو-اراب موسيقية باسم (طوشة باند)، وقدم معها بعض الأغنيات العالمية، مثل أغنية (اسبيرانسا Esperanza) وهي أغنية من أميركا اللاتينية باللغة الاسبانية انتشرت عالمياً في الخمسينات الماضية. ثم تلاها بأغنية (أوه كارول Oh Carol) للمغني المعروف Neil Sedaka، وهي أيضاً من الأغنيات التي انتشرت عالمياً في الستينات. إن غناء دريد لحام بعض مقاطع هذه الأغنيات بلغاتها الأصلية (انكليزية وإسبانية) هو دليل قاطع على أنه لم ينسبها له.

ومن أغنياته المشهورة هي أغنية (ألابنضا) التي تمت صياغتها على لحن أغنية (بايلا لا بامبا Baila la Bamba) للفرقة العالمية Les Chakachas. وأيضاً أغنية (طير يا كتاب) المبنية على أغنية I Can’t Sleep لافرقة السابقة ذاتها وهي مصورة في فيديو كليب رائع قياساً لتلك الأيام. لن ننس الإشارة إلى أغنيتيه (يامو) و(فطومة) المبنيتين على أغنيتين أرمنيتين. وأيضاً أغنيته الرائعة (باهية – يقبشوني هالعينتين) من أغنية إيطالية مشهورة ما زلت أبحث عنها فقد كانت متوفرة عندي على كاسيت قديم فقدته، تجحدون رابطها في روابط الاستماع في نهاية المقال.

كانت أغزر الفنانات العربيات إنتاجاً لهذا النوع من الأغنيات هي المغنية “ميادة”، وميادة هي أخت المغنية المعروفة “طروب” التي تنحدر من أصول تركية.
كأطفال ومراهقين في تلك الفترة، جذبتنا أغنيات “ميادة” حد الهوس، وبالمناسبة، كانت “ميادة” في بداية الستينات تقدم برنامجاً تلفزيونياً خاصاً بالتلفزيون السوري وهو نصف ساعة كنا ننتظرها كل يوم خميس اسمه (نادي الأطفال) ونبحث عمن لديه جهازاً يستضيفنا لمشاهدته، فقد كان برنامجاً مميزاً ورائعاً، وكانت له شارة جميلة جداً تغنيها “ميادة” بالذات اسمها: (رفقاتي، حبيباتي الأطفال)، لا بد أن مواليد جيلي يتذكرونها جيداً.
كذلك كانت أغنيتها (شفت القطة) المأخوذة عن أغنية Kao kao للمغني الفرنسي Serge Prisset ، وأغنية (لوعندي شاكوش) التي هي ترجمة حرفية لأغنية If I Had A Hammer للمغني Trini Lopez.
.