القطاع السياحي التونسي مهدد بفقدان 400 ألف وظيفة بسبب كورونا

|| Midline-news || – الوسط …
بعد توقف النشاط السياحي في تونس كلياً بسبب تدابير الإغلاق التام لمكافحة فيروس كورونا، بدأت السلطات تفكر في كيفية إنقاذ الموسم السياحي والخروج بأخف الأضرار على هذا النشاط الحيوي للاقتصاد بفرض بروتوكول صحي والتعويل على السوق الداخلية.
وقدرت السلطات التونسية الخسائر التي قد تلحق بالسياحة جراء الشلل التام الذي أصاب القطاع، بحدود ملياري يورو (2.16 مليار دولار) وفقدان حوالي 400 ألف وظيفة.
وتتصدر السياحة القطاعات الأكثر تضرراً من تدابير الإغلاق المفروضة منذ مارس / آذار الماضي، وكانت قد بدأت تتعافى بعد سنوات من الاضطراب السياسي والأمني. ويرى متخصصون أن بداية التعافي الجديد ستكون بحلول عام 2021، ليتمكن النشاط السياحي الذي يشغّل حوالي نصف مليون شخص ويسهم بحوالي 14 في المئة من الناتج الداخلي الخام، من النهوض من جديد.
أحد المتخصصين في المجال السياحي والتسويق الفندقي أعرب في تصريح له لوكالة الأنباء الفرنسية عن قلقه من التدهور الحالي بقوله أن الوضعية “كارثية ولا نعرف متى ستنتهي، لذلك يجب أن تتعايش السياحة مع كوفيد-19”.
فيما توقّعت المنظمة العالمية للسياحة تراجع عدد السياح في العالم بما يتراوح بين 60 و80 في المئة في عام 2020.
وأغلقت غالبية الفنادق والمنتجعات السياحية في البلاد أبوابها وخصص عدد قليل منها للحجر الصحي، وأصبحت المناطق السياحية أشبه بمدن أشباح، وقُدرت خسائر وكالات السفر بحوالي 100 مليون يورو (108.2 مليون دولار)، في منطقة سيدي بوسعيد التي تمثل أولى وجهات الوافدين الأجانب .
وتمثل تونس إحدى أهم الوجهات السياحية في شمال أفريقيا نتيجة موقعها المتوسطي. وتمتد سواحلها على 1300 كم. ومن مدنها المشهورة إلى جانب الحمامات وسوسة، جزيرة جربة المعروفة بجمال شواطئها. كما يقصدها السيّاح الأوروبيون لاكتشاف صحرائها والاستمتاع بشمسها ومواقعها الأثرية.
وقدمت وزارة السياحة بروتوكولاً صحياً ليتم اعتماده في إنعاش السياحة، يفصل تدابير تجهيز الفنادق من الجانب الصحي. ومن هذه التدابير، وجوب احترام التباعد بين الطاولات والمظلات على الشواطئ والمسابح، وتجنب التجمعات سواء داخل الفندق أو خارجه. وسيُطالَب السائح بأن يجلب معه إلى جانب الكريم الواقي من الشمس، سائلاً مطهراً يلازمه حيثما تنقل.
ومنذ مطلع العقد الحالي والانتقال السياسي والديمقراطي، شهدت السياحة في تونس ثلاث أزمات حولتها من قطاع داعم لاقتصاد الدولة إلى قطاع هش يستدعي دعماً متواصلاً بسبب تراجع الاستقرار الأمني في البلاد وتنامي الهجمات المسلحة للمتطرفين، خصوصاً في عام 2015، التي قتل فيها سياح في مدينة سوسة الساحلية ومتحف باردو بالعاصمة.
وعادت الدولة إثر ذلك لترميم صورتها وإعادة الروح إلى القطاع المنكوب عبر حملات دعائية مكثفة في الخارج، فزار قرابة 9.5 مليون سائح البلاد في عام 2019، مقتربا من العدد المرجعي للوافدين قبل 2011، عشرة ملايين.
وتؤكد السلطات الصحيّة في البلاد أنها تمكنت من كبح انتشار الجائحة، ولم تسجل أرقاماً مفزعة في عدد المصابين والوفيات، كما هي الحال في دول قريبة منها، خصوصاً الدول الأوروبية.