العناوين الرئيسيةتكنولوجيا وعلوم

“تشات جي بي تي” الصيني على الطريقة الاشتراكية

باتت الصين أول دولة تسن قواعد لتنظيم تطوير تطبيقات المحادثة القائمة على تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي”، الأولوية المعطاة لهذا التطوير والتنظيم هي الحرص على احترام تطبيقات المحادثة هذه “القيم المركزية للاشتراكية”، وهو مفهوم يفتقر بشدة للتعريف، حتى في الصين نفسها، وقد يؤدي في النهاية إلى تخلف شركاتها عن نظيرتها في أمريكا الشمالية.

هل الذكاء الاصطناعي على غرار “تشات جي بي تي” قابل للانصهار والتوافق مع القيم الاشتراكية على الطريقة الصينية؟ إن هذا بالضبط ما تريد بكين ترويج إمكانيته، فقد نشرت حديثاً لوائح جديدة لتأطير وتعزيز تطوير هذه التكنولوجيا وفقاً لعقيدة النظام الاشتراكي، وذلك حسب صحيفة نيويورك تايمز .

 الصين سحبت تطبيق “تشات يوان” أول بديل لـ”تشات جي بي تي”..

هذه الإجراءات، التي قدمت إلى سلطات الحزب الشيوعي الصيني في 11 أبريل-نيسان للمصادقة عليها، تجعل من الصين أول دولة تفرض قواعد على هذا القطاع التكنولوجي الواعد، الذي بدأ في الازدهار منذ إصدار “تشات جي بي تي” تطبيق المحادثة الذكي الذي طورته شركة “أوبن آي” في نوفمبر-تشرين الثاني عام 2022.

يشرح غوانيو تشياو فرانكو، متخصص في التكنولوجيات الناشئة في الصين من جامعة رادبود (هولندا) بالقول: “أرادت بكين التحرك وأخذ زمام المبادرة في أسرع وقت ممكن لأنه كما هو الحال في جميع البلدان، فقد فهم القادة الصينيون أن هذه التكنولوجيا سيكون لها تأثير عميق على المجتمع”.

لايمكن ترك تطبيقات المحادثة دون رقابة..

لذلك فإنه من المستحيل، بالنسبة لنظام حريص للغاية على السيطرة، أن يترك تطبيقات المحادثة تلك دون رقابة، لا سيما وأن بكين تعرف ما يمكن أن ينتج عن تلك التكنولوجيا. وفي فبراير-شباط 2022، سحبت السلطات تطبيق “تشات يوان”، أول بديل صيني لـ”تشات جي بي تي”، على وجه السرعة بعد أن ذكر أن الاقتصاد الصيني كان في “حالة يرثى لها” وأن الصراع في أوكرانيا كان “حربا عدوانية روسية”، بينما تتبنى الصين الخطاب الروسي الذي يستخدم تعبير “عملية عسكرية خاصة”.

وتهدف القواعد الجديدة إلى تجنب الزلات التي يقع فيها الذكاء الاصطناعي. فبصورة ملموسة وحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، فإنه يجب على الشركات الصينية المطورة لتطبيقات بديلة  لـ”تشات جي بي تي” التأكد من أن خوارزمياتها لا تنتج محتوىً تمييزياً، ولا تنتهك خصوصية مستخدمي الإنترنت، ولا تنشر معلومات كاذبة. وهي المخاوف ذاتها التي تنتاب الحكومات في جميع أنحاء العالم في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي.

المصدر: وكالات

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى