ترويض النرجس .. سمر الغانم

|| Midline-news || – الوسط …
لازلت أعرف ترويض النرجس في داخلي
لتحيا فينا الحياة وليحيا فينا الأزل
ينحدر الشعور عندما ينكمش شيئاً ما في داخلي
الفكرة .. فتنة
كيف لك أن تهب أناك سكينة وقوة
في خضم مااتحياه البلاد من تناقضات؟
رمق أخير وامتلاء
في خضم ما تتلقاه أنت
كآخر علبة كبريت
وآخر عود ثقاب
تآمر عليهما المطر
في يوم قارص
ثباتك سكين .. وجرح لازال ينزّ
لتعلم إذاً .. كل الشعارات دخانها مبلول
تماسكك قوة نضال .. وكعكة أمان تتآكل
كيف لك أن تنظر إلى شاشة صغيرة
في مشفى دون نجمة تُقرئك خطوط قلب أدماه ترقب
انتظار رماد
في لحظة مفصلية.. تنتابك هشاشة وبلادة الحكمة
كيف لك أن تخلع معطف وجعك وتُلبِس وجهك الباهت
ابتسامة صبح وشمس
أن يكون لك حصة الشهادة لا حصة الحياة
أن نُخلِّد حصتنا الكبرى من الموت
فتهبنا باقة ورد بيضاء
أحلام .. وأمنيات
وأجساد صامدة تبحث عن أقدامها في حقل أحمر
معجرة نحسد عليها!!
أن ترقب نهر ضوء ماءه متدفقة
بغزارة حلم في أول كانون
وكثافة ليل عندما يجيء مرتين
وتطهو على صهيله م اتيسر من جذر ساقيها
المغروسة في رحم أرض
ثبات الله في قلب أمي .. سورة
عندما يكون الحلم غزيراً وزئيراً
توقد مفاتيح أصابعك الخمسة
تشتعل أنت .. ليشرق زيت الغد!
يصبح خريفك ربيعاً ..وطمأنينة!
صقيعك مدفأة .. و سفينة نجاة!
تقتل الحرب والموت مرتين!
تخلق الحب وتهزم أبواب الشتاء!
تُروض ظهر المستحيل وتُسلِم جدلاً
يوماً ما سيجيء الغياب
لا يهزم حاضرك ذاكرة نسيان
وتقول في سرك كم كانت جميلة أول خطايانا؟
عندما غرست رزانة الياقوت بين الصِّدفة والصَّدفة
وينبت النرجس في راحة كفيك سرب إلى العالمين
قلبي لي
قلبي صغير جداً بحجم راحة كفي .. لا يتجزأ
في الأمس شاكستني قطة سوداء مرقطة
حينما رأت صحن طعام بيدي
غربول مهترئ من الأعلى .. فاصل بيني وبينها
أتلذذ بتشويقها ودس الصحن في عينيها
تموء.. تتمايل بخفة وتقترب برشاقة
وتعود أدراجها الى الوراء
عندما أضحك بصوت مرتفع
ولا أطعمها..
الطفلة في داخلي شقية لا تكبر
طفولتنا النائمة في أنفسنا مدججة ببراءة لذيذة
وخطايا صغيرة .. جداً
الفكرة فتنة .. رسالة جموح مهملة
دونوها أو مزقوها من دفاتركم
واصنعوا منها كرة ورقية
وارموها بأرجلكم بعيداً بعيداً
فأنا لا زلت أعرف ترويض النرجس في داخلي