إعلام - نيوميديا

“الغارديان”: إعادة تدوير الركام قد تساعد في إعمار سوريا

يمكن وبكل أمان إعادة تدوير الركام الخرساني للمباني المدمرة في سوريا، ليتحول من جديد إلى خرسانة حسب ما كشف العلماء، وهذه الخرسانة الجديدة يمكن أن تستخدم لإعادة بناء هذا البلد الذي دمرته الحرب بصورة أسرع وأرخص وأكثر صداقة مع البيئة.

سوريا التي ضربها زلزال هائل في شهر شباط الماضي أصبح لديها كم كبير من الركام الخرساني يقدر بنحو 40 مليون طن، بيد أن العائق الأكبر أمام إعادة تدوير ذلك الركام هو: إلى أي مدى يمكن ضمان متانة الخرسانة الجديدة وأمانها عند استخدامها كخرسانة مسلحة مصنوعة على الطريقة المتعارف عليها؟.

تدوير الركام الخرساني في سوريا..

علماء سوريون وبريطانيون وأتراك، أفادوا أن استخدام الخرسانة المعاد تدويرها بدلاً من نصف كمية خلطة الخرسانة الجديدة لن يؤثر على أداء المبنى بشكل كبير.

تلك هي المرة الأولى التي تبدي فيها خرسانة مصنوعة من ركام المباني التي دمرتها الحرب والزلازل حالة أمان، فقد تم إنتاج الخرسانة عبر إعادة تدويرها قبل ذلك في أماكن أخرى، إلا أن الاختبار هنا مطلوب في كل منطقة، نظراً لوجود اختلافات بصناعة الخرسانة بين منطقة وأخرى.

ومنذ بدء الحرب على سوريا في 2011، دمر أكثر من 130 ألف مبنى، 70% منها بني من الخرسانة المسلحة، وعندما ستنتهي الحرب في نهاية المطاف، من المرجح للملايين من النازحين أن يعودوا، ما يعني أنه بات من الضروري إيجاد السبل لتخفيض تكاليف عملية إعادة الإعمار وزيادة سرعتها.

كيف ستجري العملية؟

بدأت عملية الاختبار عبر سحق الركام، وإزالة الفولاذ أو قطع النسيج والقماش منه ثم غسل الخليط الناتج، بحيث تحتوي المادة التي تنتج بعد الغسل على رمال وإسمنت، وهذا ما تجري دراسته في الوقت الراهن للتأكد من إمكانية استخدامه من جديد.

واستخدمت خلطة الخرسانة المعاد تدويرها بدلاً من 50% من الخليط العادي لصناعة خرسانة جديدة، كما أجريت اختبارات شد وضغط على المادة لمعرفة مدى متانتها، ومدى تشربها للمياه ولثائي أكسيد الكربون والكلور، إذ يمكن لهذين الغازين أن يشكلا حموضاً قد تتسبب بظهور الصدأ على الفولاذ المستخدم لتسليح الخرسانة.

وقد اجتازت الخرسانة التي تحتوي على خليط معاد تدويره كل الاختبارات وهذا ما دفع الباحثين للقول إن الإجراء الذي اعتمدوه يمكن أن يستخدم في عمليات إعادة الإعمار في دول أخرى بعد الحروب والكوارث.

من جانبه، ذكر أحد الباحثين الأجانب في هذه الدراسة، أن التعاون مع علماء سوريين له فوائد كبيرة، حيث قال: “لقد أنجزنا الكثير، إذ إن أروع ما في هذا المشروع هو أنه يقوم على شيء بوسعهم استخدامه مستقبلاً ليغيروا واقعهم”.

المصدر:  The Guardian

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى