اقتصادالعناوين الرئيسية

تجدد الصراع التجاري الأميركي – الصيني يقوض وتيرة الاستثمار

يبدو أن النزاع الأميركي – الصيني سيشتعل من جديد في العام الحالي، مما قد يدفع الشركات الأجنبية إلى إبطاء وتيرة الاستثمار، إذ أظهرت دراسة جديدة لـ”غرفة التجارة الأميركية” أن التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة لها تأثير سلبي متزايد في الشركات بجنوب الصين مقارنة بالعامين الماضيين.

وأوضحت الدراسة أن “نحو 90 في المئة من الشركات المشاركة بالاستطلاع تتوقع أن يشتعل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وفق احتمالات قوية”.

وتابعت أن “64 في المئة من الشركات تتوقع أن يستمر تأثير الصراع بين واشنطن وبكين في الأعمال التجارية لمدة تزيد على عامين”.

في غضون ذلك أعدت غرفة التجارة الأميركية أيضاً في ديسمبر (كانون الأول) 2022 دراسة استقصائية أجريت على 210 شركات قبل أن تخفف بكين قيود كورونا، أظهرت أن “التأثير السلبي لفرض الرسوم التجارية من جانب الولايات المتحدة على الواردات الصينية طاول نحو 60 في المئة من الشركات في جنوب الصين العام الماضي، مقارنة بـ55 في المئة في عام 2021 و53 في المئة في عام 2020”.

وبينت الدراسة أيضاً التأثير السلبي لفرض الصين الرسوم التجارية على الواردات الأميركية في 2022 بعدما زادت بنحو خمسة في المئة، إلا أنها أشارت إلى أن تأثير ذلك في الشركات كان معتدلاً مقارنة بالرسوم الأميركية.

وشارك في دراسة غرفة التجارة الأميركية الأولى نحو 40 في المئة من الشركات المملوكة بالكامل للأجانب، إلى جانب 18 في المئة من الشركات المشتركة. وشارك في الاستطلاع 28 في المئة من الشركات الأميركية، بينما شارك نحو 25 في المئة من أوروبا وكندا وهونغ كونغ أو ماكاو وجنوب شرقي آسيا.

تضخم الفائض التجاري

وقال التقرير إن “الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة وصل إلى مستوى قياسي بلغ 877.6 مليار دولار العام الماضي، مع زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة ثمانية في المئة على أساس سنوي إلى 189.13 مليار دولار”.

وأشار إلى أن “الشركات الأجنبية تخطط أيضاً إلى إبطاء التوسع في أعمالها على الأراضي الصينية العام الحالي نتيجة عدم اليقين في السوق الصينية علاوة على زيادة مخاطر الاستثمار في بكين”.

انخفاض نسبة إعادة الاستثمار

ولفت التقرير إلى أن “الشركات قد تحتفظ بنحو 18.3 مليار دولار من الأرباح لإعادة استثمارها في بكين في العام الحالي ولمدة قد تصل إلى خمس سنوات، مما يعني انخفاضاً بضخ الاستثمارات بنحو 31 في المئة”.

ولمح إلى أن “عدد الشركات التي تزيد ميزانيتها على 250 مليون دولار انخفضت نسبة إعادة استثمارها بالصين إلى أقل مستوى لها في السنوات الخمس الماضية بنحو أربعة في المئة، في المقابل تخطط نحو 74 في المئة من الشركات التي شاركت في الاستطلاع لاستثمار أقل من 10 ملايين دولار”.

وقال إن “الصين لا تزال تحتل المرتبة الأولى في الاستثمار العالمي المخطط له وفقاً لآراء 40 في المئة من الشركات المشاركة”، مستدركاً “تلك النسبة على الأقل في غضون خمس سنوات مضت”.

وأشار إلى أنه “في المقابل اختار نحو 26 في المئة من الشركات التي شملها الاستطلاع تحويل بعض الاستثمارات من الصين إلى  دول أخرى، بزيادة قدرها ثلاث نقاط مئوية عن عام 2021، إذ يعتقد نحو 35 في المئة من الشركات أن فيتنام تظل الخيار الأول عند اتخاذ قرار نقل استثماراتها إلى خارج الصين، بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بين أكثر الوجهات شعبية، بعدما تراجعت سنغافورة إلى المركز الثالث”.

انهيار القواعد الحاكمة للاقتصاد العالمي 

من جانبه، قال رئيس غرفة التجارة الأميركية في جنوب الصين هارلي سيدين إن “الوقت الحالي هو الأفضل لعودة الصين والولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات والعمل جنباً إلى جنب لحل خلافاتهما”، مضيفاً أن “أميركا هي الأقوى عندما تعمل على تحسين وضعها في الداخل وحشد الجهود العالمية لمواجهة التحديات المشتركة، وعليها ألا تستهلك تلك القوة في المنافسة فحسب”، مشيراً إلى أن “الحرب في أوكرانيا قد تسبب انقساماً واختلافاً كبيراً وخطراً بين الأسواق المتقدمة والناشئة والاقتصادات النامية”، مضيفاً “بينما على نطاق أوسع، فإنها تخاطر بتجزئة الاقتصاد العالمي إلى تكتلات جيوسياسية ذات معايير تكنولوجية متميزة، وأنظمة دفع عبر الحدود وعملات احتياطية”.

وأكد أن “هذا التحول التكنولوجي يمثل أخطر تحدٍّ للنظام القائم على القواعد التي حكمت العلاقات الدولية والاقتصادية على مدار 75  عاماً مضت، مما يهدد بزاول المكاسب التي تحققت على مدى العقود العديدة الماضية”.

المصدر: وكالات

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك